من الميمر الثاني والعشرين
فـي العظمة والاعجاب
† الفرق بين العظــمة (الكبرياء) والإعجـــــــــــــــــاب (المجــــــــد الباطــــــــــل).
كالفرق بين الصــبي والرجــل و بــــــــين القمـــــــــــــــح والخــــــــــــــــــبز.
† إن الـــــــــــــــدود اذا ما كبر قـــد تصـــــــــير لــــه أجنحـــــــة و يطـــــــير.
كذالك المجد الباطل اذا كمـــل ولد العظمــة التى هى أصل الشـــرور وكمالهـا.
العجــــب هـو البــــــــــــداية والكبرياء هى النهاية (مبتدآ أهوائنا ومنتهاها ).
† الكبرياء ( العظمة ) هي :
ــ إنكـار الله ــ صنع الشـياطين ــ ازدراء بالناس ــ أم الإدانـة ــ ابنـــــة المديح ــ سـلف الجنون
ــ باب الرياء ــ ينبوع الغضـب ــ حافظة الخطايا ــ مقاومة لله ــ دعامة الشياطين ــ رفض الرحمة.
ــ دلالة على العقم من الفضائل ــ هروب من المعونة الإلهيـة.
† العجب ( المجد الباطل ):
من حيث الجـوهر : هو تغير لطبعنا وتزيف لخلقنـا .
من حيث الخواص : يضيع الأتعاب ويغرق فى الميناء وهو ابن عدم الإيمان وسابق للكبرياء .
النمــــل ينتظــــــر جمع القمــــــــــــح والعجب ينتظــــــر جمع ثروة الفضائل .
الأول يحــــب ان يســــــــــــــــــــرق والثاني يحـــب أن يبـــــــــــــــــــــددت.
† احرص من هذا اللص الذي لا يفارقك حتى الموت .
فالشمس تنير كل البرية بالمساوة ، و العجب يندس فى كل شئ بارتياح .
فهو ينــدس في اللُباس والذهـن والأكـل والمـشي و الكـــلام .
وبالجملة هو كالهواء اللطيف الذي تجده فى جميع المواضع :
فـإن صُـمـــــــــت أُعجبت بالصـوم وإن حللت الصوم لأخفَِ تدبير أُعجبــت بحكـمـتي
وإن لبسـت جـديداً أُعجبني زيــــــي وإن لبســـــــــــــــــــــت دِنيــاً أُعجبـــني زهـــدي
وكذلك :
إن سكت أوتكلمت اومُدحت أو أهُنت فصبرت ، فهو كالحسك المثلث أينما طـرح انتصب .
فعبـــادة صاحبـــــــــه حســـب الظـــــاهر هي للـه أما الحقيقة فلمرضاة الناس.
ولهذا لا ينتفع بها إذ لا أجــر من اللــه له عليهـــا فهو ظـــــــــالم ومظلــــــوم.
ظـــــــــــالم : فلكــونه يعمـــل لإرضـــاء النــــاس ويطلــب الأجــر مـــن اللــه.
مظلــــــــوم : فانـه يتعــــب ويشــــقى كثـــــــيراً بلا عـــــــــوض حــــــقيقي.
|
† شيطان قطــــــــــع الرجــــــاء يفـــــــــــــــــرح بكــــثرة الشـــــــرور.
وشيطان الســبح البــــــــاطل يفــــــــــــــــرح بكـــثرة الفضـــــائل.
† عظيــــــــم هــــــــــــــــو مـن يدفع عـن نفسه مديـــــح النــــــــــاس
وأعظــــــم منــــه هـو الـذي يدفـع عـن نفسه مديــــح الشــياطين.
† المتعـظم لا يحتـــــــاج شيطـاناً لأنه قـــد صـــــار شــــيطاناً لنفســــــــه.
† المتكـبر يحـب الرئاســــــــــــة والمتضــــــــــع يحـــــــب الطـاعــــــة.
† السارق يبغــــض النــــــــــور والمتكـــــــــــــبر يــــزدرى بالودعـــــاء.
† الظــــلام غــريب عن النــــــور والمتكـــــــــــــبر غريب عن كـل فضيــلة.
† المرتفع يجاوب ويناقض بحدة اما المتواضــــع فما يعرف ان يناقض ولو بنظراته.
† المتكبر يطمع فى الرئاســـــــة فلا يهلك فى الواقع بل لا يريد ان يهلك الا عن طريقها.
† الراهـب هو لجـــــة مـــــن التواضــــــــع اغرق فيها واســكت كل روح شـريرة.
† الراهـب هو من المتمكن جداً فى الفضائل كتمكــــــن غــــــيره فـى اللــــــــذات.
† من يرفــــض التوبيخ يظهــــر تكـــــــبره ومن يرضخ له يتحــرر من هذا الاسر.
† فى قلوب المتكبرين تتولد عبارات تجديف وفى نفوس المتضعين تأملات سماوية.
† إن كان مــــلاك قد ســـــقط من الســـــماء بكبريائه فقط دون اى هويــة آخرى
فلننتظر لعلنــا نســـتطيع الصـــعود اليهــا بتواضعنا فقط دون اى فضيلة أخرى
† المتضع ليس هو الذى يُحقـر نفسـه فقـط بل وعندما يحتقره غيره يحتمل ولا ينقـص فى حبه.
† لا تـقـبـل من شيطان السُبح الباطـل إذا ما أشارعـليك أن تُشهر فضائلك لينتفع بها الذين يرونها:
وإذكر قـــــــول الــــــــــــرب : "مـاذا ينتـفـع الإنسـان لو ربح العالم كله وخسـر نـفـسه"(مر8 : 36 )
وقول معلمنا يعقوب الرسول: "يقـاوم الله المسـتكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة".( يع 6:4)
† ان روح العجب النجس يوحى الينا التظاهر بفضائل لا نملكها ناخساً إيانا بالمكتوب " فليشرق
نوركم قدام لناس لكى يروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات". (مت 5 : 16)
† متى احتل الشيطان موضعاً فى قلب المنقادين له تراءي لهم اذ ذاك فى النوم أواليقظة بشكل
ملاك اوشهيد ، كاشفاً لهم إصرار واهباً قدرات شتى ينخدع بها الأشقياء ليفقدهم بصائرهم
ملاك
( عقلهم ) تماماً .
† عاتب شيخاً روحانياً أخاً متشامخاً عتاباً روحياً فأجاب الأخ : اغفر لى يا أبى لاننى لست متكبراً
فقال له الشيخ الحكيم : يا ولدى إى برهان تعطينا على تكبرك أوضح من قولك لست متكبراً ؟
† كثيرون ينهكون أجسادهم باطلاً فى سبيل اكتساب المواهب السامية كصنع العجائب ومعرفة
المستقبل ، وقد خفى عنهم ان مثل هذه مثل هذه وأمثالها لا تقتنى بإتعابنا بل بالاتضاع الذى هو
ام جميع المواهب .
المستقبل ،
ام جميع المواهب .
† لا تتشامخ وترفع عنقك أيها التراب ،
فإن كثيرين من غير الترابين اهبطوا من السماء وقد كانوا قديسون ( ملائكة غير مادين).
† لا تطمئن الى ذاتك ومصيرك فبل النظر فى قضيتك و صدور الحكم الاخير عليك،
وضع نصب عينيك ذاك الذى بعد ان دخل فى وليمة العرس ، ربطت يداه ورجلاه وطرد الى
الظلمة الخارجية (مت22 : 13)
الظلمة
† الكبرياء :
بدايتــهـا اكتمال العجـــــب (المجد الباطل )
ووسطها الازدراء بالقريب ،
وكمالهـا إنكار المعونة الالهية والتغرب عنها و تشامخ المرء وتشبه بالشياطين .
† التغلب على المجد الباطل :
بدايتــه ضبــــــــــط اللســـــــــان وحـــــــــــــب الإهانـــــــــــــــــة .
ووسطه إن يقطـــــــع المــــــــرء كل ما من شانه أن ينتج له عجباً.
وكمالــه السعي فى تحصل الإهانة ( إفتعال ما يسبب له للهوان أمام الآخرين بدون ان يتأثربه ).
† داهمت الكبرياء المضلة المجنونة حال نفاذها الى قلبى محمولة على كتف أمها التى هى
المجد الباطل ، فقيدتهما برباط الطاعة ، وجلدتهما بسياط الاتضاع فقالتا لى:
المجد الباطل ،
نحن ليــــس لنا بدايــــة أو ميـــــــــــلاد لأننا منشــــاء للأهــــواء كلهـــــــا،
ولا يخـــــــــــالفني و لا يقـــــــــاومني ســـــوى الإتضـــــــاع والطــاعة،
ونحن نلد كافة الرذائل المنافية للتواضع ونسود فى كل مكان ماعداً السماء،
ولا نحتمل أن يترأس عـلينا شيء ، ونلازم غالباً الذين اقتنوا الصبر على الاهانات والطاعة
والتحرر من الغضب وخدمة القريب وأولادنا خطايا الروحانين :
والتحرر
ــ الغضـب ــ النميمـــة ــ الحقــــد ــ الدينــونة ــ والصيـــــاح ــ المجــــاوبة
ــ التجديــف ــ الحســــد ــ المراءاة ــ التمـــــرد ــ وقناعة الإنسان برأي نفسـه.
ولا قـــوة لي مع من يلوم نفسـه بنقــاوة قـُـدام الله.
فالعجب كما ترى هو فرسى الذى ركبته انا الكبرياء ،
لكن التواضع المقدس ومذمة الإنسان لذاته يهزان بالفرس وراكبه معاً ،
ويسبحان تسبحة الغلبة بأوفر ابتهاج :
" فلنسبح الرب لأنه بالمجد قد تمجد لقد طرح فى البحر الفرس وراكبه فى البحر " (خروج 1:15)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق