الاثنين، 25 مارس 2013

عظمة النفس - ميامر مار إسحق ـ الجزء الثانى .

 رسالة من القديس مار إسحق الى أخ يحضه على السكون (3)

عظمة النفس
الــذي بإفرازه وجد خلاص نفسه  فهو قادر أن يرد الذين ضلوا وهلكوا.

و مادام الإنسان
 لم يجد خلاص نفســــــــــــه     فهو لا ينفع قومـــــاً آخـــــــــــرين ،
و مادام الخــــير مخفي عنـــه     فلا يقدر أن يعطي خيراً لآخــرين . 
و مادامت نفسه مخفي عنها      فهو أعمى في هذا العــــــــــالم ،
و كذلك
مادام لا ينظـــــــر إلي ذاتــه      فلا ينظر شــــيئاً في هذا العــالم ،
لأنـــه ليس بنظر الجســد يرى عالم الروح
لأن النظر الحقيقي إنما هو للنفس لا غير،
لأن النفس تنظر بمعرفة كل شيء على الحقيقة ،
فالنفـــــس تنظر دون تدخــــــــل الجســـــــــــــد 
و الجسـد ،إذا نظر بلا عقل فهـو يشبه البهيمــة
و النفــس بغير الجســد تنظــر نظـــــراً روحانيــــاً .

لذلك أيضاً العقل و النفس غير مرتبطان بشيء ،
لأن النفس :
        وإن كانت ســـــــــــــالكة في الجســــــــــــد    و لكن معرفتهــا هي عن الكل 
وهي وإن كانت مرتبطـــــــــــــة بالجســــــــــــــــــد    لكـــن أفكارهـــا متحــررة منـه
        وإن كانت مقيــدة مع هـــذا الجســد الثقيــــل   لكــــن فرحهـــا مع الروحـانيين ،
وهي وإن كانت علي هذه الأرض يحتويهــا الجســــد   إلا أنها تزرع دائماً في السماء 
       وإن كانت محبوســـــة في هـــــذا الســـــفلى   لكنهـــا تحسب مع الفوقانيين ،
       وإن كانت داخــــــــل هـــــــذا الجســـــــــــــــد   فهـــي تطير بأجنحـة خفيفـة ،
       وإن كانت متداخلة مع الأجساد الترابية الظاهرة  إلا أنها مشتركة مع الروحانيين ،
لأن لها أجنحة خفيفة مثل السارافيم ومعهم دائماً ،

 تمجد الخالق وتسبحه هذا إن هي اختارت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق