رسالة من القديس مار إسحق الى أخ يحضه على السكون (3)
عظمة
النفس
الــذي بإفرازه
وجد خلاص نفسه فهو
قادر أن يرد الذين ضلوا وهلكوا.
و مادام الإنسان
لم يجد خلاص نفســــــــــــه فهو لا ينفع
قومـــــاً آخـــــــــــرين ،
و مادام الخــــير مخفي عنـــه فلا يقدر أن يعطي خيراً لآخــرين .
و مادامت نفسه
مخفي عنها فهو أعمى في هذا
العــــــــــالم ،
و كذلك
مادام لا ينظـــــــر إلي ذاتــه فلا ينظر شــــيئاً
في هذا العــالم ،
لأنـــه ليس
بنظر الجســد يرى عالم الروح
لأن النظر الحقيقي إنما
هو للنفس لا غير،
لأن النفس تنظر بمعرفة كل شيء على الحقيقة ،
فالنفـــــس تنظر
دون تدخــــــــل الجســـــــــــــد
و الجسـد ،إذا نظر بلا عقل فهـو يشبه البهيمــة
و النفــس بغير
الجســد تنظــر نظـــــراً روحانيــــاً .
لذلك أيضاً العقل و النفس غير مرتبطان بشيء ،
لأن النفس :
وإن كانت ســـــــــــــالكة في الجســــــــــــد و لكن معرفتهــا هي عن الكل
وهي وإن
كانت مرتبطـــــــــــــة بالجســــــــــــــــــد لكـــن أفكارهـــا
متحــررة منـه
وإن كانت مقيــدة
مع هـــذا الجســد الثقيــــل لكــــن فرحهـــا
مع الروحـانيين ،
وهي وإن
كانت علي هذه الأرض يحتويهــا الجســــد إلا أنها تزرع دائماً في السماء
وإن كانت محبوســـــة
في هـــــذا الســـــفلى لكنهـــا تحسب مع
الفوقانيين ،
وإن كانت داخــــــــل
هـــــــذا الجســـــــــــــــد فهـــي تطير بأجنحـة خفيفـة ،
وإن كانت متداخلة
مع الأجساد الترابية الظاهرة إلا أنها مشتركة مع الروحانيين ،
لأن لها أجنحة خفيفة مثل السارافيم ومعهم
دائماً ،
تمجد الخالق وتسبحه هذا إن هي اختارت
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق