رسالة من القديس مار إسحق الى أخ يحضه على السكون (5)
تنازل ليرفعك فتطلع إلي خالقك :
الخالق الذي خلق الكل اهتم بك ، لأنـه لمحبته لك أتى ليطلبــك ،
الخالق الذي خلق الكل اهتم بك ، لأنـه لمحبته لك أتى ليطلبــك ،
فاخـرج أنـــــــت في طــــــــــلب الذي خــــــرج ليطلبـــــــــــك ،
فهــــو تنــازل
إلي حقـــــــــــارتك حتى ترتفــــــع
إلي علـــــوه .
أظهر نفســـــه للســـــــــــفليين
لكـــــــــــي يرفعـــــــك
أنــــــــت إلــــي بلـــــــــده
الحقيقيـــة ،
فبالمحبــــة التي أتى بها إليــــك اسـلك أنت بها و امض إليــــه ,
و في تلك الطـــــــــــــريق التـــي
نـــــــــــزل
بهـــــا إلي بلـــــــدك اصعــــــــــد أنــت بهـــا
إلي علوه .
هـــــــــــو ســـــــــــــــــــــــــكت في الأحشاء ( في بطن العذراء ) ،
وبعد ذلك خـــــرج
و خاطبــــــــــك فاخــــــتر أنت
الســـــــكوت مثله
حتــــــى تختـــــــــــــــــــــــــص أنـــــــــت بمناجــــــــــــــــــــاته
.
إن الــرب ســـــــــــــــــــــــــــكت فـــــــــــي الأحشــــــــــــــــــــاء
وبعد ذلك في خروجــــــــــــــــــه خاطــــــب
البشــــــــــــــــــــــر،
فإســكت أنــــــــــــــــــــــــــــت
اضطــرابات جســـــــــــــــــــــمك
، و
بعـد ذلك تكـــــــــــــــــــــــون مخاطبتــك مع الروحـــــــــــانيين ،
فيكــــــون ســـــــــــــــــــــكوتك مثل الطفل في أحشــاء والــدته
و منه تولــــد
الكلمــــــــــــــــة ،
و مـــــن الســــــــــــــــــــــكوت
تأتــــي
إلي الكلام مع خالقـــــك .
مـــــــن الســـــــــــــــــــــــكوت خـرج
و تنازل و أتـى
إلي عنـــدك ،
فاسـكت أنــــــــــــــــــــــــــــت
عن المناجاة مــــــع الآخـــــــرين ،
و بعــــــــــــــــد ذلـــــــــــــــــك تسطيع أن
تهــــــدئ أفكــــــارك ،
لأنـــــه مادامت خلطتـك كثـيرة
فأفكـــــــارك تائهــــــــــــــــــــــــة
،
فانقص خلطتك
مع الكثــــــيرين حتى تقتني
فكـــــراً صالحـــــــــــاً ،
واقطــع حديثك مع المــــــائتين ، حتى تتعــلم الحـديث مع
الأحيـــــاء .
واجمــع نظرك عن كل منظـــــر حتى تتفحص في خالقك
و عظمته .
و أنــــــــــــــــــت :
إن صرت
ســاكتاً مع نفســــك ، فإنك تحس بالســـكوت الإلــــهي .
و إن أنت
ســـكت و انقطـــعت عـــــــــن حـــديث الكثـــــــــيرين
فإنك بعـــــــــــــد ذلــــــــــــك تتطلع
إلي سبح خالقــــــــــــــك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق