الميمر الخامس ( 12 )
محزنات السكون عمل تام :
+ لا تظن أن الاستضاءة في الخدمة و نقاوة الضمير و التنعم بسرور القلب ،
و العــزاء الـذي من الدمـوع الحلــوة و المفــــاوضة
النقيـــــــــــة مــــع الله ،
بالحق وحسب رأيي أقول :
إنه حتى أفكــار التجـــــديف و المجـــد الفارغ ،
و حركات الزنا السمجة
التي تحدث باضطرار على المتوحد في الســكون ،
و حــزنه من أجلهــا
, و لــو أنه يوجــد
مغلـــوباً قدامهــا ، و يصـبر و يتجلد ،
و لا يخـــــــرج من
قلايتـــــــــه ،
فهذه أيضاً تُحسب له كمثل ذبيحة طاهرة و عمل إلهي مقدس ،
ما خلا العظمة و الكبرياء فقط
.
لأنه
تجلَّد في جهاد الرب ،
و صبر على اليمينيات و اليســاريات العارضــة عليه
داخــل المصــــاف ،
إذا لم يكـــن حدوثهـــــا بســــبب انحـــــــــــــلاله و
إهمـــــــــــــــــاله ،
بل تتواتر عليه بنوع القتال فقط ، هذا إن لم يُغلب و يخرج من المصـاف
،
الذي هو الجلوس
الانفرادي في القلاية .
سـكون الجسـد و سـكون النفس :
لأن الذي يشـــــتهي الحبـس و
الســــــكون ،
و يفـــــــرد
نفســه من مجمـــــــع الإخـــــوة ينبغي له أن يكون هذا غرضه و قصـــده :
أن يقتنــــــــــي : بســـــكون الجســـــــــد ،
ســــــكون النفـــــــــس ،
ســــــكون النفـــــــــس ،
و يجتهد أن يقتني : البكاء على خطاياه القديمــة ،
و النوح على زلاته في كل يوم ،
و النوح على زلاته في كل يوم ،
و هذا ما قاله أولئك السواح للقديس
مقاريوس :
« إن
لم تســـــــتطع أن تكــــون مثلنـــــا ،
فاجلس في قلايتك وابكِ علي خطاياك » .
و لأجل تجـــــربة حروب الشــــــياطين ،
قال أنبا أنطونيوس لبولا الساذج تلميذه :
قال أنبا أنطونيوس لبولا الساذج تلميذه :
« اجلس في السكون لتأخذ تجربة حروب الشياطين ».
كما قال يوحنـــا النبـــــــي التبايسي :
« إنه لا يمكن للإنسان أن ينظر نفسه و يفهم
آلامه من غير تدبير السكون » .
كذلك قال أنبا مقــــــاريوس :
« ينبغي للذي يجلس في الســـــــكون
مداومة تذكــــار
الله ، و نســـــيان كل ذكــــــر ،
و أن لا يكون عنده ذكر لأي إنسان في
قلايتـه ».
و قال يوحنا التبايسي أيضاً عن الجهــــاد
مقابل الآلام و الشياطين :
« إن الحكمــة الروحانية هي عضو عظيـــــم لإنســـــــــان
الله .
و لا تُقتنى هذه الحكمة بدون تجارب
المصاف ( أي الجهاد ) » .
وقال العظيم في العارفين أوغريس :
« إذا ما جلـــــس الإنســـان في
الســـــــــكون ،
و صبر على القتال و التجـارب نال طهارة
القلب .
و هذه تُقتنى بعدم جميع أفهـــام المنظــرات » .
و قال الأب إشعياء ذو الشيبة المباركة عن سكون
العقل :
« إن السكون يولِّـــــــــــــــد السكون » .
و قال الأب مرقس :
« الصلاة الطاهرة ( تُقتنى ) إن أخذتَ
موضعاً حصيناً للصلاة ( أي السكون ) ».
فلا تقبــل معرفة الأفعال التي تُعطى لك
من العدو ، لئلا تُضيِّع تلك النعمة العظيمة .
بل ينبغي أن تطعنه بسهام الصلاة ،و هو محبوس في الموضع السفلي بالسكون ،
لأنــــــــه يتحايل أن يجب لك غنيمة ( من المعرفة ) لكي يبعدك من
التدرع قبـاله .
عطايا السكون :
+ و قد أظهر القديس مرقس أيضاً ،
عظم العطايا التي يحظى بها
المتوحد يوماً بعد يـوم ، إن هو ثبت في الســكون ،
و قال : « الآن لنبدأ بالعمل » .
و ما هو هذا العمل ؟
هو الســــكون و هدم الأفكار و الصلاة بغير
فتور ،و هكذا يأتي إلى قدام .
و هو لا يجد رجاءً بالله فقط ، بل :
و إيماناً حقيقيـــــــــاً ، و حبـــاً لا غـــــش فيـــه ،
و إيماناً حقيقيـــــــــاً ، و حبـــاً لا غـــــش فيـــه ،
و يقتني محبة الإخوة ، و عــــدم تذكـار الشـــرور ،
و نســـكاً وصـــــــبراً ، و معرفــــة داخليـــــــــــة ،
و خلاصـا من التجارب، و مواهـــب روحيـــــــــــة ،
و خلاصـا من التجارب، و مواهـــب روحيـــــــــــة ،
و شــــــكراً قلبيـــــاً ، و دمــوعاً محــــــــــــــزنة ،
و احتمــــالاً للضيقــات العارضة و غفراناً لقريبنا بغير غش ،
و معرفــة الشـــــرع الروحاني و وجـــود عـــــــــدالة الله ،
و حلـــــول الـــــروح القــدس و عطايا الكنــوز الروحـانية .
هذه جميعها بواسطة السكون و الصلاة يجود بها الله على
المتوحدين .
و من أجل اقتنائها يشتهي الإنسان السكون .
ضـــــرورة الســـــكون :
+ إن لـــم يقطـــع الإنســــان نفسـه مـن كل تذكــار و مــن كل
اهتمـــــــــــام ،
و يبتعـد من كل محادثة ، و يداوم السكون بغرض مستقيم
و بمحبة الأعمال ،
فانه لا لخطـاياه القديمـــــــــــــــــــة يذكـــر ، ولا لزلاتــه فــي كل يـوم ينظــــر ،
ولا لآلامـــــــــــــــــــــــــــــــــــه يعــاين ، ولا لمجاذبات الشـياطين يفهـــم ،
ولا للجهاد مع الآلام والشياطين يستعد ، ولا لنقــــاوة القــــــــلب يصـــــل ،
ولا الصــــــــلاة الروحـــــــــــانية يقتني ، ولا حتى للصلاة الطاهرة يستحق ،
و لا يشرق نور مجد المسيح الإلهي باستعلان الروح القدس
داخل نفسه.
هذه جميعها خارجاً عن السكون ما تُعطى لأحد .
أما الذين يصبرون على ضيقات
السكون و يدومون فيه، فإنهم ينالونها جميعها .
و إن كــــان أناس يخرجون من
هذا العالم و ما ينالونها ههنا - لئلا يتعظمــــوا ـ
أو من أجل أسباب أخرى
مخفيـــة عن علمنا - فإنهـــــم في ملكوت السماء
يتنعمــــــون بهذه جميعها من أجل :
حبهم لسيدنا و صبرهم على السكون لأجل محبته .
يتنعمــــــون بهذه جميعها من أجل :
حبهم لسيدنا و صبرهم على السكون لأجل محبته .
مرارة السكون تسبق حلاوته :
+ و الذين يتجلَّدون ( في السكون ) يبلغون
إلى طهارة القلب و الصلاة الطاهرة ،
و لأجل أسباب خفية لا تُعطى لهم الصلاة الروحانية ،
و لا يؤ هلون لاستعلان المسيح .
و لهذا
حذَّر الآباء أنه
:
من دون مرض أو ضــــــــرورة مـــــا ، لا
يتكلـــــــم المتوحد مع أي إنسان .
لأنــــه إن
لم يقبض حواس الجسد ، و بالأكــــــثر نظره و سمعه و لسانه ،
فهـــو ما
يجد ســــــــــكوناً لنفسه ، لأن العقـــــل ما يهدأ بدون الجســـد.
و قد قال القديس مرقـس :
" و لهذا ينبغي أن
نتجرَّد من النظر و السمع مع باقي الحواس " .
و قال
يوحنا التبايســــــي :
لأن المتوحــد المبتـــدئ :
إن لم يعوِّد نفسه أن يُسكت حواس جده ،
بل يتكلم بلسانه مع الإخوة أو مع خادمه ،
و ينظرهم بعينيه ويسمع بأذنيه كلامهــم ،
فمــــا هــــي
الفائـــــدة مــن الحبـــــس ؟
أو كيف يذوق حلاوة السكون إن لم يسبق و يذوق مرارته ؟
و كيف يذوق هـــــــذا إن لــــــــم يؤلمـــــــه الضجـــــــــر ؟
و كيف يُقاتَل بالضجــــــر إن كان يدخــــل خادمـــــه إليــه ،
أو يتكلــــــم معه من الطـــــاقة ،
أو مع الذين يطلبون أن ينظـروه ؟
فلا قتال صعـــوبة الشـــــــهوة ،
و لا تخــــــــــويف الليـــــــــــل ،
و لا تخــــــــــويف الليـــــــــــل ،
يتمكنــــــــــان منه أيضـــــاً .
لأن كل إنسان حسب مقدار سكونه و حبسه
و تحفُّظه ،
كذلك تكون حروبه و عطاياه .
الغرض من الوحدة :
+ و لما
نظر الآباء تضاعف الوجوه ( أي اختلاف القدرات) ،
أذنوا لكل إنسان أن يتدبَّر حســــب
قوتـه و حسب معرفته ،
و حسب حرارته
و حسب معونته من النعمة ،
على أن يكــون حبيســـاً
ســاكتاً .
لأنه من
دون السكون و الوحدة :
لا يستحق أن يُدعى وحيداً مع ابن الله الذي أهَّله بالنعمــة
لكرامــــــة اســمه .
ذاك الذي ليـــلاً و نهــاراً ، بحــزن و دمـــوع ، يســــأل الله أن يغفـــر له خطـاياه.
و يجـود عليه بقــوة الــروح القدس ، لكــي يكمــل حــــــبه و يحــفظ وصـــــاياه .
و إن كان ما استحق بعد لدمـوع النعمـــــــة ،
و مفتقراً أيضــــــــــاً إلى دمــوع ندم النفس ،
فإن حزن قلبه و ندامة نفسه يقومان له موضع الدمـــــــــوع .
فلا يهدأ ولا يبطل من السكون والصلاة والطلبة حتى يحس خفيــاً بيقين الرجـاء، أنه :
قد غُفـــــــــرت له خطـــــــــــــــاياه ، و اشتعلت نار محبـة المسـيح فـي قلبه ،
قد غُفـــــــــرت له خطـــــــــــــــاياه ، و اشتعلت نار محبـة المسـيح فـي قلبه ،
و أخذ قـــوة لتكميــل وصاياه ، و تشـــــجَّع عـــــــلى الآلام ،
و هــــــــــدأت أفكـــــــــــاره ، و خجلــــــــت المجــــاذبات ،
و شبع من نظر وجه سيده .
هــــذا
هو المتــــــــــــــوحد، و هذا هو القصد من الوحــدة .
الذهــــاب الى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق