الميمر الثاني عشر ( 2 )
الكســول والاتكال على اللــه :
أمـــــــــــــــــا من امتلأ قلبه كلية بالأمور الأرضية فسيغتدى التراب مــــــع الحيــــــــــــــــــــة ،
ولا يجــــــاهد من أجل شيء يرضى البارى بل صرف عنايتــــــــــــه إلـــــى الأمور الجسمانية ،
وتحلل وتجرد من كل فضيلة بسبب كثرة أحاديثه ، ويزداد جفـــــــاؤه متعللاً بحجـــج كثــــــيرة ،
ويتمــــــــرد على عمل الفضيلة بسبب كســــــــله وفشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــله .
فإن ضاقت به الحال أو هــــــــــــــدده المـــــــــــــــــــــــوت ،
أو وقــــــــــــع في حزن ثمرة لجهـــــله ،
و قاســـــــــى من سوء أعماله فيقول :
على الرب أتكــــــــل وسيرفع عنى الهم ويجود على بالراحة .
لكن اسمع أيها الجاهل :
إنك إن لم تذكر الله تقدس اسمه يوماً ،
بل أهنته بســـــــوء أعمـــالك ،
وبسببك يفــــــترى على اسمه من الأمم كما كتب ( رو 24:2)
والآن تتجــــــــــــاسر لتقـــول بفمـــــــــك :
أتكل عليه وإياه أرجو وبـــــه أعتصـــــــم ،
وهو يســـــــــــاعدنى ويرعى أحــــــوالى .
ما أنسب ما قاله الله على لسان النبى موبخاً لمثل هؤلاء القوم :
" أنهم كل يوم يطــــــــــلبونني ، ويؤثرون أن يتعلموا طـــرقي كصانعي بــر ،
وغير متخلفين عن عدل إلههم ، ويلتمسون منى قضاءً وعدلاً " ( أش 2:58).
فالجاهل الذي من هــــذه الجمـــــــــاعة ،
الذي ليس قريباً بفكره من الله ،
ولكـــــن لما ضغطته المصـــــــــــــائب
و أحدقت به الضـــــــــوائق
يرفـــع يديه إليه بثقة ويـــــــــــترجى .
إن هــــــــــذا يكــون مستحقاً – بالأكـــــــــــــــــــــــــــــثر –
لأن يحـــترق لكـــي يتـــــأدب من جميع النواحـــــــــــــي ،
لأنه ما اقتنى فعـــلاً حســـــناً في سبيل الاعتماد على الله ،
ولأجل وخيم أعمـــــــــــــــــاله ، وذميم أفعــــــــــــــــاله ،
وتهاونـــــــــــــــــــــــه ، وجب عليـــــــــه الأدب .
فأمـــــا إن الله تغاضى عنــه واحتمــــــــــــله ـ
وتأنى عليـــــــــه ،
فهـــــذا بسبب وافر رحمته وكثرة رأفتــــــــه .
ومن هو على هــذا الحـــال فلا يخدعن نفســه ،
ولا ينســى ســـــــــــــلوكه ولا يقــــــــــــــولن ،
أنه معتمــــــــــــــــــــــــد على اللـــــــــــــــه ،
لأنه ســـــــــــــــــــــــيؤدب لا محــــــــــــــالة ،
لأنه ما اقتنى عمل الإيمــن بــل سعى برجليه إلى البطالة ويقول :
لى ثقة بالله إنه ينعـــــم على بمــا تدعو الحاجة إليه ،
كأنه سلك فى ســـــــبله ، وتصرف حسب مرضاته .
وعليه ألا يتجاهل ، فيرمين نفســـــه في هوة من جراء جهــله ،
وإذا كان ذكر الله لم يصعد أبداً في قلبـــــــــــــــــــــــــــه ،
فكيف بعــد الســــــــــــــــــــــــــقوط ( في الضـــــــــــــــــــــيق )
يقـول على الـــــــــــرب أتكــــــــــــل وهو عضدي ومخلـــصي .
أيها الجاهل :
لا تضـــــل ، فالاعتصام بالله يجــــب أن
يسبقه التعب فى طاعته والعرق فى عمله ،
فإن كنت تؤمن بالله فحســـــناً تصنع ،
إلا أن الإيمان يفتقر إلى الأعمــــــال ،
والاعتماد على الرب يحتاج لشهادة الضمــــــــير ،
التي تتولــــــد من التعــــب ،
في الفضيلة .
ثــــــق وصدق أن الله يسوس براياه وهو قادر على كل شيء ،
لــــــذا ليتبـــــع إيمانك عمــــــل ملائم وحينئذ يسمع منــــــــك .
لا تؤثر إمساك الرياح فى كفـك .
أعــني الإيمان بـــــلا عمــــــل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق