الاثنين، 17 يوليو 2017

مقدمة الجزء الثالث من ميامر القديس مار اسحق

ميامر القديس مار إسحق


للرهبان ... ولكافة المؤمنين
   " فلنسلك أيضا بحسب الروح " ( غل 5 : 25 )



ما يحويه هذا الكتاب نافع للمتوحــــــــــــــد وللراهــــــــــــــــــــــب ،
                         ولكل  مؤمــــن يســـــعى للإلتصــــــاق باللـــه ،
إذ هــــــــــــــــــــو يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس المعطاة للجميع .

+ فالله في العهد القديم يقول :
" اسمع يا إسرائيل …
تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك "
                                                                             ( تث 6 : 5) ،
وهذا ما يعلم به مار إسحق في بداية هذا الكتاب الذي بين أيدينا إذ يقول :
"  النفــــس المحبـــــة لله وجودهـــــا وراحتهـــــا ونيـــــاحها فيه وحده .
فبادر أن تحل ذاتك من كل رباط خارجي حتى تستطيع أن تربط قلبك بالله
لأن الإلتصاق به يسبقه بالضرورة الانفصال عن الماديات " .

+  وقول الوصية : " تحب قريبك كنفسك " ( لا 19 : 18 ) ،
هي ما يعلم بها القديس مار إسحق أو يشرح ،
كيـــــف تنفـــــذ عمليـــاً في حياتنا بقولـــــه :
"  إبذل نفسك دون الأخ  ،
لأن الرحيم هو الذي يرحم أخاه ، لا أن  يعطيه فقط ،
بل إن رآه حزيناً أو سمع أنه كذلك يلتهــــب قلبـــه ،
فهذا رحيم حقاً " .

+ ألا يناسب الجميع سواء الراهــب أو أي مؤمن قوله :
" من زعم أنه طـــرح العــــالم ومـع ذلك ينازع الناس في شيء ما يري ،
   أنه يحتاجه لأجل راحته فهذا أعمي أنه تـــــــــــرك الجســـــــــــــــــم
                                                     ( أي العالم كله ) بإرادتــــه "

إن هذا " أعمى " كقوله لأنه لم يطع قول الرب :
" من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك ،
فأترك له الـــــــــــــرداء أيضـــــــاً " ( مت 5 : 40 ) ،
وهو أعمى لأنه لم ينته لقول الرسول :
" العـــــــالم يمضي وشــــــــــهوته " ( 1 يو 12  ) .

+ ألا يناسب كل مؤمن بالمسيح الوديع المتواضع القلب ( مت  11 : 29 )

الاستجابة لتعاليم القديس مار إسحق :
+ " بارك دائماً بفمك لأنك بذلك لا تذم من أحــد ،
                           لأن المذمة تلـــد المذمــة ،
                               والبركة تلـــد البركــة " .

+ " إذا حدثت إنساناً في أمر من الأمور النافعة أو الأشـــــياء الواجبــــــة ،
                          فليكـــن حديث طالب علم ، لا بتعظم وسلطة وتوقح" .

+ " لا توبخ إنساناً قط ، واحرص أن يكون الناس كلهم عندك بالسواء ،
                                 يهوديـــــــــــــــــــــــــــــــــاً كــــــــــــــــان ،
                              أو قاتلاً أو كافراً لا سيما إنه أخوك بالطبيعـة ،
                              وإنما ضل عن الحــــــــق لعــــــدم العلـــــــم " .

وكل من يسعى لإرضــاء القــــــــــــــدوس ،
أليس نافعا له ما يقوله القديس مار إسحق :

+ إقرأ في العتيقة والحديثة ( الكتاب المقدس ) :
العهدين اللذين وضعهما الله لتعليم المسكونة
عظمة سياسته التي زود بها كل الأجيــــــــال ،
ويغوص قلبك في عجائب الله ،
وهذه القراءة تناسب هدفــــك .

       + إن لـــــــــــــــــــــم يكن قلبك نقياً ،
           فلا أقل من أن يكون لك فماَ طاهراً .

  • داود النبي ـ الذي لم يكن راهبا ـ يقول :
    " عيناي تنظران إلى الرب في كل حين " ( مز 24 قبطي ) ،

والقديس مار إسحق وكأنه يتابع ما كان يعمله داود ،
ويعلن ثمار هذا العمل فيقول :
تأمـــل أي خــــيرات تتـــــــولد للإنســان من الجهـــــــــــــــاد ،
فكثيراً عندما يكون الإنســـان جاثيـــــــاً على ركبتيــــــــــــــه ،
       ويــــــــــــــداه ممدودتـــــــــــــان إلى الســـــــــــــــماء ،
       وشــــــــاخصاً بوجهـــــــــــــــــه إلى صليب المســــيح ،
      وجامعـــــاً كل خلجــــات فكـــــــره في  الله بالصلاة بالله ،
      وإذا هو متوسل إليه فبغتة يتحرك في قلبه ينبوع حلاوة ...
      وتتبدل أفكاره حتى إنه لا يقــــدر أن يسجد من الفــرح
                                               الذي يغمر جسده كله .
+ وإذا نضع أمامنا القول :
" إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس " ( أش 26 : 8 )
نجد في كلمات القديس مار إسحق نصائح ووعود
عن ذكر الله ، يقول :
+ النفس المستنيرة بذكر الله ليلاً ونــــــــــهاراً ،
            وبمواصـلة الســــهر في ذلــــــــــــك ،
فإن الرب ينشأ على قاعدتها وحواليها ســحابة ،
تظلهــــا في النهار تزيل ظلامها  فـــي الليـــــل ،
         ومن داخـــــــــل ظلامها يشرق النــور .

لا تنســــــــاه بالتفكير في الأمور البــــــــاطلة لئلا ينســـــاك  وقت تجاربك .
كن له مطيعاً وأنـــــت في راحة العيش لتكون لـــك دالة عنده وقت شـدتك .

أطلبه بقلبك باستمرار ليحل ذكره فيك حيثما تكـــــــــون ،
وفي كل الأوقــــــــات جاهد دائماً مهتماً بذكره في قلبك .

إيــــــــــــــــــــــــــــاك    أن     يطول بك الزمــــان ،
                           وأنـــت بمعزل عن ذكــــــره ،
                            فتصير بغير دالـــــــــــــــــة ...
لأن الدالة عند الله
                        إنما تكون من مواصـــــــــلة مفاوضــــــــــة  ،                        
                                      ومداومة الحديث معه في الصلاة .

وفي نصائح يقدمها للكافة يقول :

+ " تحفظ من قراءة الكتاب التي تحوي معتقدات وآراء المخــالفين .
     وإيــــــــاك الدنو منهــــــا لأن هذا يجعـــــــــــل روح التجــديف ،
                                           يثب عليـــــــــك بالأكــــــــــــثر ".

+ " كمثل هربك من الفسق ،
     كذلك إهرب من الفسقة ،

لأنه أذا كان ذكــــــــــر هذه الأمور يزعج الفكرة ،
فكم يكون النظر والتعامل مع أصحابهــــــــــــــــا " .

+ " إن لم تكـــن لك أعمـــال
      فــــلا تتكلم عن الفضيلة ".
وطبقا لتعاليم الآباء القديسين
لا يجوز ممارسة أي جهادات روحية دون إرشاد الأب الروحي ،
لذا ننبه القـــــارئ إلى عدم تنفيذ اية تعـــــاليم في هذ الكتاب
إلا بإرشاد أب الاعتراف تجنباً للتورط في أخطاء روحية خطيرة .

ونشير في النهاية إلى أن
هذا المخطوط ترجم إلى العربيــــــة من عــــدة قــــــــرون ،
وتداولتــــــــه الأجيــال المتواليـــة من الرهبان في الأديرة ،
                لمــــــا فيـــــــــــــــه من تعاليم روحية نافعة .

وعند النشـــــر قمنـــــا بمراجعـــــة الأســــلوب ،
ووضع عناوين جانبية ، ودونا بعض الهوامش .

ولإلهنا  القدوس
الــــــذى يفيض على كنيسته دائمـــــاً بعزاء  روحه القدوس
نقـــــدم الشــــــــــــكر والمجد ونسأله أن يعطينـــــا القــــوة
لنكون ســـــامعين عامــــــلين لوصاياه و أوامــــره المقدسة .


المراجع :
كتاب ميامر مار اسحق الجزء " 3 "
اعداد راهب
يطلب من أبناءالبابا كيرلس مكتبة مارمينا
ص.ب ( 40  )حدائق شبرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق