الميمر الثاني
في تغيير أنواع الأفكار
- الفكر الذي على الـــــــــدوام يفحص ضعف وعجـــز قريبه ويقوم آخرين ،
( هذا وإن كان ) بمحبـــــــــــة ، لكنـــه لا يصـل إلى النقـــاوة .
- الفكر الذي على الـــــــدوام يبكت رذائل ذاته ويطلب فى نفسه الصالحات لقريبه ،
فهـــــــــــــــــذا يكون ســــاكناً ( أى هادئـــــــاً ) بســــلام الضـــــمير .
- الفكر الذي دائمـــــــــــــــاً يتنبأ بالمزمعات ( أى بما فى المستقبل ) وضـميره مائل إلى إرضــــــــاء النــــاس ،
ويتغـــــــــــــير مع الضـــــمائر ( أى حسـب رغباتهم ) لكى يظن به أنه بار حليم ومحب للكثيرين ،
فهــــــــــــــــذا غاش ، وهو عبد لمحبة المديح والكرامة ، ولا يؤهل لتحرر الفكر ( من الخطية )
ولا لجـــــــــلاء ضميره ، وهو وإن تعب كثيرا ( من أجل الآخرين ) لكن هذا ليس من أجل الحق .
- الفكر الذي على الـــــدوام يلام من نيته وينـــــــــــدم ويغصب ذاته ويرجع عن زلاته ،
فـــــــــــــــإنه يؤهـــــــــــل للحــــــرية ، ويعتــــــــق من الطيـــــــــــاشة .
- الفكر الذي دائمــــــــــــاً يلام من نيته ، أما هــو فيســــــــوّف ويتركــــها ( أى نفسه ) بلا تقــــويم ،
فـــإن كـــانت العناية الإلهية من وقت لآخر تنبهه للتـــــــــوبة ، وفى وقت تؤدبـــــــــــه ،
وفى وقت تقمعـــــــــــــــــــــــــــه ، وفى وقت تكــــــــــرمه ،
وفى وقت ترذله وتحزنه بالمتـــاعب والأمراض والخسائر ،
لتجذبه بالرحمة للتقــويم ،
أما هــــــــو فيظل متهاوناً بطـــــــــالاً مزدرياً ومحتقراً هذه التنبيهـــــــات ،
متغافــــــلاً عن وخز نيته ، فإن هذه النعمة ترفــــع عنه فجـــــــأة ،
ويقع فى يـد العــــــدالة لتقويمه ولا يفلت حتى يوفى الفلس الأخير ( مت 5 : 26 ) ،
أى عقاب الذنـــوب التي صنعها لأنه لم يذكر الآخـــــــرة .
- الفكر الذي يــــــــــــــردد الظنون والأفكار والأخبــار والحكــــــايات ، وأن فلاناً هكذا ، وهكذا أيضاً قال فلان ،
ويحـــــــــــب سماع الأخبار الغريبة عن الأمور البعيدة ، ويهتـــــــم بهــا ، ولا يقمــــــع ذاتـــه ،
بـــل العكس يتجاسر ،
فهـــــــــــذا لا يتحرر من الغــــــيرة والسجس وتكدر الضمير ،
وبذلك لا يؤهل للطهارة وراحـــــــــــــــة الأفكـار .
لأجــــــل أن محـــب الأحـــــــــاديث والطياشة ليس له علاج ،
إلا القمع بالتغــــــــصب والقـــــــــــــــــــــــــــسر .
- الفكــــــر الذي ليس من الطبع بل مــــــن الجهــــــادات ( التي يمارســـها ) باختيــــــــاره ،
هـــــو أن يغصــــب ذاتـــه إلى خصـــــــــــال متمـــــــــــيزة ،
وهذا قـــــــــــد قرب قلبـه من ميناء السلام إن هو حرص مع تلك الجهادات ،
أن يقتني الأمور الأخرى الواجبة .
- الضمير الذي يحــــــــــــاول على الدوام أن يضـــــــــع على ذاته نقائـــــــــص قريبه ،
كأنــــــه هــــو الذى أخطأ ويشــــــــــجب ذاته ويـــــــــــــــــبرر قريبه ،
فهذا هــــو ابن السلام .
- الضمير الذي يتحـــــــايل على الدوام أمام الكثـــيرين لكى يظنون أن لا عـــيب فيــــه .
ما يصنعـه من الـزلات بالغش والمكـر، فهو عبد غاش وقد رهن نفســـه للمديح البشــــــرى ،
وهــــذا يمقــــــــت من النعمة ، وأيضـــــــــاً يظـهر ( أى ينكشف ) مكره .
- الضمير الذي ابتلع بمحبة صورة الله ( أى النــــاس ) ولا يهتم بشيء لذاته أكثر مما لقريبـــه ،
ويعتبر نفســـه بطالاً بالقياس للآخـرين ،
فهـــــذا هــــــو مكمــــــــــل الوصـــــايا .
- الضمير الذي يبكت ذاته ويعترف أنه غير مستحق ، تعمل فيه النعمة .
ـ الضمير الذي فى داخله عزاء خفيــــاً ، فهــــــــذا فى زمان الضيقات والتجـــــارب .
يتطلع إلى المزمعات ( أى حياة الدهر الآتى )
- الضمير المتضجر المتكدر المتسجس ، فــرحه حـــــــزن ،
وعزاؤه نــــــــــدم .
- الضمير الماكــــــر يخفي غش قلبه ، وبإرضائه للنـــاس يأكل نخاع عظام أصدقائه ،
وأخــــــــيراً يثلبهـــــــــــــم .
- الضمير الشيطانى بسبب خلة واحدة ( أى خطــأ واحد ) ينــــــسى ربـــــــوة الصـــــــلاح .
- كل فكــــــــــــــر يعد بالغلبـــة ونوال كــثرة المـــــديح ، فإن كان بغير صلاة وفحــــص ،
إعلم أنه يسبب لك خزياً وهواناً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق