4 ـ الهذيـــــــــــــــذ
38 ـ مبدأ الهذيذ : أن يغصب الإنسان ذاته قســـــراً أن يبتعد عن كل مفاوضـة بـشرية ،
ويــــداوم قراءة الكتب والتزمير (تـــــــــــلاوة المزمــــــــــــــــير ) ،
لأن مــن هذه يتولد داخـل العقـل نمــــــو الهذيــــذ الروحــــــــــــاني ،
ومـــــــن مداومــــة الهذيـــــــــذ يكـــون جمــــــع العقــــــــــــــــــل .
39 ـ مبدأ نمو الهذيذ بالعقل : هــو أن يجلـــس الإنســــــان فــــــي ( بعـض ) الأوقات في موضع مظلم ،
يهـــــذ في قلبه بالصلوات والتسابيح التـــــى يعرفهـــــــــــــــــــــــــــــا ،
ويرتــــب تلاوة من عنده حسب قدرتـه وهــــــو هادئ وعقله مجمع ( مركز ) بالهذيذ ،
ولا يقطع هذا الهذيذ لا ليــلاً ولا نهـــار ولا إن خـــــــــــــرج لعمــل أو ينــــــــــــــام .
40 ـ فإن كان هو مفرز ويحفـــظ حقوق القــــــلاية
ويحترس فيمـــــا يخصه حتى لا يسقط جـسده ،
ويحترس بلا فتور على الدوام متقيظــــــــــــــاً لئلا يضحك به من طغيان الشياطين ،
ويطيــــل روحـــــــه داخــــــل السكون مـــــدة ،
ويســــأل نعمة اللَّه بحزن ودموع بقلب منسحق ، فإنه يؤهل لنبات القلب الروحاني .
41 ـ أخـــــــــــبر أخ : أن من شدةالحرارة ( الروحية ) التي في قلبي نمت بعد مزامير الليــــــل وأنـا جـالــس ،
وعندما اتيقظت خدمت مزامير باكر بهذيذ قلبي جميعهم بلا نقص وما معها من تلاوة أيـضاً وبقية الصلاة .
42 ـ لاي يكتب كلام الروح على دفتر ( صفحات ) القلب بقلم اللسان إلا بهذيذ العقل .
43 ـ لا يؤهل المتوحد لنور الضــــمير مادام يسعى ليجــد ما يشبع به جوعـه ،
فامــــــــــــــــــــا أن يـشــــــــــبع مـــن الكـــــــــــل ،
أو أن يقبض ذاته عـــن الكـــــــــــل ويصيرمتوحــــــــداً .
44 ـ لا يستطيع الضمير أن يقبــــض ذاته عن الكـــل إلا بهـذيذ العقل المخـــــــفي عن الكل .
45 ـ كل غنى وكل سلام ونياح وفــرح يكون من خارج حـــــدود القلب محـــــــدود هــــــــو ضلال وخيالات أحلام .
46 ـ لا يقتني المتوحــد حرية النفــس واتســــــاع القلب دون أن ينفـــــــــــــــــــراد عــــــن خلطــــــــة النــــــــاس ،
ولا القلب يؤهــــــل للنمو الروحاني الذي من النعمة مـــادام ينبوع العقل لم يخل مـــــن نبـــــات كل معـــــارف .
47 ـ لا يمـــــــــــــكن أن يســــــــــكن مع القريب بالسلام مــــن غير إظهار الحب ،
ولا يمكــــــــــن أن تســــــــــــكن المعرفة النفسـانية مــــع نمو الـــــــــــروح .
48 ـ إذا ما سلم المتوحد نفسه كلياً للَّه بمفاوضة الصـــــــــلاة والهـــــــــذيذ الخـــــــفـي ،
جمـع الضمير وحفظ القلب من الطياشة ،
فإن الشياطين اللطيفة لا تبتعد عنه ـ بل كما كتبـوا الآباء ـ يترصدونه من غـــــير أن يقاتلوا معـه ،
ويزرعوا فيه حرارة بزيادة ويحتالوا عليه بطلـب سيرة عاليـة ،
لعلهم يستطيعوا أن يرموه إذا ما طمع بالســـــــير إلى الأمـــام .
49 ـ المتوحــد الذي سلم نفسه للمســـيح كليـــاً لهو محتــــــــــــاج ،
إلـى احـــتراس عظــــيم داخليـاً و خارجيــــــــــــاً ،
وإلى إحتقـــــــار الــــــــــــذات وإلى معونة النعمة ،
وإلى ارشــــاد أب روحـــــــاني قـــد اختبر بذاته الأمور ،
وشقى في برية التوبة ، وصبر على الضيقات وعلم بكمائن وحيل الـشياطين ،
وسقط في الآلام ، وقام بنعمـــــــــــة اللَّه وعبر بحــــــــــــــــــــر الأردن .
50 ـ عسر جـداً ( سيئ جداً ) ألم الرغبـــــة ( محبة تنفيذ ما يهـــواه الانســان ) ومحبة الذهب والقنيــــــه .
ورغم هــذا فأنه لا يساوي رغبة النفس فـي العلوم والبحث عن افكارجديدة والسعي لفهم أشياء كثيرة .
51 ـ محبوب جداً اقتنـــــــــاء الذهــــــب ، ولكن ليس مثل اقتناء الحكمـــــة ،
حلواً هــــو الشــــهد في الفــــــــــم ، ولكن لـيس مثل العلم للنفـــــــس ،
ردية هــــى شهوة الطعام برغبتها ، ولكن ليس كمثل القلب الذي يحب أن يفيض أمـــــوراً جديدة ،
( أي ليظهر الإنسان أنه اكثرعلماً من غــيره ) .
52 ـ آه من النفس التي برغبتها تستبدل محبة الحكمة والعـلم بمحبة الذهب والقنيـــة بالتظاهر والحيِّل ،
لأن الــــــرب عارف بما في القـــــــــــلوب ويكافئ كل واحـد حـسب غرضـه وعمله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق