8 ـ حرب الشهوات :
٦١ ـ أحد الإخـــــــــــوة في بداية دخـــــوله القــــــلاية أراد أن يغلب الطياشة تمامـــــــــــاً قبل أن
يقــــــــوَّم حواســــــه الخارجيــــة ويُرتب حركاته الداخلية ،
فطلب أن يتـــــلو ويصــــــــلي بلا طياشة بفكــــــــــره فقــــــــــط ، وهــــو فى راحــــــــــــة ،
وفي أحد الأيام وهو يثابر وجــــــد ( نفســـه ) بغتـــــــــة بتلـذذ بحركة الشــهوة ، وتملكت على قلبــــــــــه ،
وغطته ( بالشعور ) بالحلاوة ، حــــــــتى قـــــــــرب المـــــــوت ( السقوط فى الخطيــــــة ) .
وحسب ماذكر فى وقــت لاحــق ، ســـــمع صوت يناديــــه مـــــــــن غـير أن ينظــــر أحـــــداً :
لا تتذمر بل قاسي بشده فإن عدت تثــــــابر
مقاوماً وتطلب ليس ما يجــــب فـــــــــأن قتال الشــــهوة هـــــــذا يلاقيـــك .
٦٢ ـ شـــيخ آخـــر أعانـــه اللَّه في أمـور كثـــــيرة وكــــــان مضنــــــوك بالأمــــراض ،
وفي ليلة احــــد ايام الأحــــــــاد تهـــاون وزل بإرادته ولم يتجلــــــد ( لم يقاوم )
وكان وهو ملقى على فراشـــــه مضغوط بطياشـة أفكـار نجسة مدة
فأتاه صوت دون ان ينظــــــر ( مصــدره ) وأمســك أصبع يده اليمنى وضغط عليه وكتب له :
أنت محتاج الى مائة وعشـــرين يومــــــاً في السنة لكـــــي تتــــــــوب
هذا كمــــا أخبرنا هـو ، وقال وهو خائف : بالحقيقـة أن الإرادة ضعفت ولكن ليــس الطبيعــــة ،
ولأجـل هذا أنا خـــــــــــــــــــــــــــائـف .
٦٣ ـ شاب آخر حاد الحركات ( متحمس ) ، عندما دخل القلاية جديــداً ،
كان يغــــلي بتـدبيرالعقـــل وبتشوق للتخلص من التألم
( إى حروب الشــــــهوات ) والعظــــــائم ( الروحيـــــة ) ،
أخبرنا قائلاً :
عندما كنـت ألتهـب بالـصلوات والدموع نهاراً وليـــلاً وأنا جاثي في الخـدمة ( الصـــــــلاة ) ،
بغتة التهب قـــــــلبي وحمي جسمي بلـذة و حلاوة الشهوة ( ومن ضيقى )
سقطت على الأرض وأردت أن اقضمها ( اعضها بأسناني ) ، وبقيت بلا عقل ولا إحساس ،
وعندما رجع ذهـني إلـىَّ قمـت ووجــــدت أنه لا ذكــــر تمـــاما ً لألــــم الزنـــا بل ضــــــده ،
وهكذا احترق قـلبي بمحبـة المســـيح ، حتى أن عندما كنت اتذكر حبه و تدبير للقديسين أو أقـــرأ أو أصــلي
يتقد في قلـــبي نار ويحترق جســـــــمي بلذة الضــغوط ويحدث وجــــع في رأس متــواتراً ،
لدرجة انه أن لم أكن أحفظ نفــسي كنـــت أســقط .
٦٤ ـ يعقوب إسرائيل لانه كـــــان يحب راحيل ، صبر وعمل لأجلها متـشوقاً سبع سنين
ولم تعطى له قبل ليئة وتجلد أيضاً وعمل سبع سنين أُخـر،
وعنـدمــــــا أخذها لم تلد أولاداً حتى أكملت ليا جميع أولادها ، ..
هكذا المتوحــــد إن كـــــــان يشـــــتاق لتدبــــــــير العقـــــــــــل ولفضائل القديسين العــــالية فإنه ،
لا يؤهل لها إن لم يجاهد أولاً يصنع الجهـاد أولاً ويشفي حواســــــه الخارجيـــــــة ،
ويكمل الأعمال الجسدانية والنفسانية ويوفي دين الآلام ويحفظ الوصايا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق