9 ـ شهوات النفس والجسد
84 ـ من حركة شهوة النفس تتولد حرارة الغليـــــان ، ومن حركات الغضب يتحركة النشاط الطبيعى فى الإنســان .
وذلك إذا لم يحتر الإنسان ويلتهب بمحبة ذاك الشئ الذى يجب أن يقتنية (أى الفضيلة ) .
85 ـ النفس عندما تشتعل بشهوة الشئ الذى تحبه ، عند ذلك تتحـــــــــرك القــــــــــوة الغضبية بالنشــــــاط الطبيعى ،
لتســـــــــــــــــــــاعد الشــــــهوة على تكميـــــل إراداتهــــــــــــا ،
وتبدأ تحتر من داخل وتنبح مقابل الذين يقومون ضد هذه الشهوة .
86 ـ الآلام بحلاوة تصنع لذة المحاربات ، إن كان لليمين أو للشمال ،
ومثال لما تتولد من الشهوة هى محبة المديح والكرامة والشره والزنا وما إليها
والذى من الغضــب غير الطبيعى يتولد الحنق الردئ والغيــــــــــــظ والكـــآبة والحسد والشر .
87 ـ الرجل الشهواني وإن كان ليس رزيناًَ ولا هادئاً ، ولكن قد يفيض منه حلاوة الحب والرحمة ( بغرض سئ ) ،
والرجل الغضوب وإن كان متأسساً ومتفاهماً ، لكنه يكون متعكر الدم ( كأنه ) أسود ،
يعمل فيه الظلام ونفسه مريرة ومملوءة كآبة وغيظاً ( وهذه تكون فى حياته )
مثل الأكل والشرب ، ومتغير اللون وسئ المنظر وغير حليم .
88 ـ الشــــــــهوة الطبيعية اشتياقها الطبيـــعى يكـــــــون للإلهيات ،
والغضــــــــب الطبيعى ينبح (أى يرفض ) الشهوات والشرور ،
والشهوة غير الطبيعية تشتاق إلى الآلام النجســـــة والشرور ،
والغضب غير الطبيعى ينبــــح ضد الفضــــــــــــــائل والصلاح .
89 ـ تســــــتطيع النفـــــس أن تقتنى الفضـــائل الطبيعية التى هــــى البر والتقوى ، وحفظ الوصايا مع غلبة الآلام ،
مـــادام كـــلا رغبتيها أى الشــــــــــــــهوة والغضب تتحــــركان وفق طبيعتهما مــــــــــقاومين الآلام والشرور .
ولاتســتطيع (النفس ) أن تحس بالأسرار الإلهيــــة المقدســـــة الخفية بمعرفة الحــــــــق والعـــــالم الجديــــد ،
- هذه التى فــــــــوق الطبــــع – إلا إذا كانت رغبتيها أى الشهوة والغضب تقمعان وحشية ،
الآلام إلى أن تضـــــــــعف وتهـــــــــدأ ويستيقظ العقل والذهن والإفراز والتمـــــــيز ،
ويتجدد القلب والفكـــر والضـــــمير بالســــلام .
( إذ تنتــهى مرحــــــــلة ) مقاومتهــــــا وغيرتها ضــــــــد الآلام والشــــــــــــــــــــــر .
90 ـ آلام ( أى شهوات ) الجسد تتولد من بذخ البطــن ،
وآلام النفـــــــــــــــــــــــــــــــــس من قلة التأديب ومن عدم معرفة العقل ، ومن قلة الإيمــان تتشـــجع الآلام ،
وتكمـــــــــــــــل بالإرادة إذا قبلتهــــــــا وتتحرك للفعل بالحواس وبالفكــــر .
91 ـ آلام ( أى شهوات ) الجسد هــــى الشــــــــــــــــــره والزنــــــــــــــــا ونياح ( أى راحة ) الجســـد وغـــير هذه .
آلام ( أى شهوات ) النفـس هـــى الشهوة والغضب والأفكار والحسد والضجر والافتخـار والشـــر وغـــير هذه .
وهــى تأخذ من الشهوة مادة لفعلها ، فإن لم يكن هناك شهوة فتاغضب لايتحــــــرك ،
وإن لم ينحرك الغضب ويتملك التخبط فالآلام ( أى الشهوات ) لا تعمل فى ( الإنسان ) .
92 ـ كل ألم يقاتلنا إذا ما فحصنا بدقة عن سببه يظهر أنه يبدأ مــــن الشــــهوة ،
و إن كــــــــــــــان لا تأثير من خــــــــارج ولا فكر من داخل ، تتعطل الآلام و تبقى بلا فعل .
فإنه كـــــــــــانت الإرادة شــــــــــــــجاعة قوية إلى اليمــــين ( أى الصــــــــــــــــــــــلاح ) ،
فلــــــــــــــــــــــو اقتحمت الآلام العقل فإنه لايقبلها بل يقمعها ويخضعها بطول الروح و الصبر ،
أو يزجرها وينهـــــــــرها دون أن يتكــــــدر أو يهدئهــــا بحيــــل المعـــــرفة .
93 ـ ميل الناطقين إلى ألم الخطية أو عدم ميلهم كامن فى معرفة الخير والشر ، و تظهر بالفعل بحرية الإرادة .
معرفة الخـــــير والشــــــــــر هــــــــى التى تلــــــــــــــــــد و تــــربى الآلام و الشرور و الــبر و الطهارة ،
و يظهـــــــــــــر حســــــــــــنها وسماجتها الإرادة أو تهاونها .
94 ـ إذا ما اصطبــــــغت كليــــاً في عمق الشــــرور انقلعت معرفة الخــــير من القـــــلب .
وإذا ما كان الاثنان يفعلان فى النفس بالسـوية ففــــى وقت تنجح معرفـــة الخـــــير ،
وفـــــى وقت معرفـــــــــــــة الشـــــــر فالسلام ليس موجود ،
وتشبه النفـس كأنها بيد واحدة تبنى وباليد الأخرى تهـــــدم إلى أن تحل الرحمــة ،
وهذا يكون من تهاون الإرادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق