الاثنين، 17 أكتوبر 2011

سلم الدرجى ودرجات الفضائل (الميمر 18 ) في قساوة القـلب وفقد الحـس


من الميمر الثامن عـشر
فــي قسـاوة القــلب وفــقد الحـــس
                    الذي هو مـــوت النفـــس والعقـــل قبل مــوت الجـــــســد


 موت الحس (القساوة) : توان قد تمادى فتحول الى عادة
  
 فقد الحس  : أصل العادات الشريرة     فكــــــر مشــــــــــــلول      ميــــلاد التوقـــــح
                    مُعيــــــق للنشـــــــاط    و مُخمـد للعزيمــــــــة
وهـــــــــــــــو : انعـــــــدام للتخشــــــع     بـــاب  اليــــــــــــــأس  
                   أبو   النســـــــــــــيان     الذى يُبطل مخافة الله
يخــــــــــــــف :  بالصــــــــــــــــــــــلاة     والســــــــــــــــــــــــهر  
                  وبذكر المــــــــــــــوت     والدينــــــــــــــــــــونة
ويقهـــــــــــر :   بمثــــــــــــــــــــــابرة     النظــــر الى المقــــابر   

 فاقد الحس :
ـــ  حكيمـــــاً فاقــــــد الحكمــــــة        و معـــــــــــلم   يدين نفســـــه بنفســــه .
ـــ اعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــمي         و يعلـــــــــــم   آخـــرين ان يبصــــــروا .
ـــ  يتحدث على شـــفاء الجـــرح        و لا يكـــــــف   عــــــن حكـــــــــــــــــه .
ـــ يشـــــــــكو من مـــــــــــرض         و لا ينقطــــع   عن تنــاول ما يضــــره .
ـــ يصيــــــــح اخطــــــــــــــــات         و يواصـــــــل   أخطــائه بأكــثر شـغف .
ـــ يتفلسف عن المـــــــــــــــوت         و يتصـــــرف   كــأنه لا يمـــوت أبــــداً .
ـــ  يمـــــــــــــــــدح الصـــــــــلاة        و يهــــــــرب   منهــا كمــا من ســوط .
ـــ يحفــــظ  أقولاً عن الســــــهر        و لا يلبـــــــث  ان يغــوص فى النـــوم .
ـــ  يطــــــــــــوب الطــــــــــــاعة        و هـــــــــــــو   اول مــــــن يعصـــــى .
ـــ يطـــــــــــــوب الصمــــــــــت         و يمدحــــــــه   بســـيل من الكــــــلام .
ـــ  يعلم عن فضيلة الوداعـــــــة        و يغتــــــــاظ   أثنــــــاء تعليمــــــــــه .
ـــ يعلم الضحـــــــــــــــــــــــــك          و يعـــــــــــظ    عـــــن النوح مبتســماً .  
ـــ يمجــــــــد الرحمـــــــــــــــاء         و يســــــــــب   الفقــــــــــــــــــــــراء .
ـــ يتحـدث عن الصوم والإمساك        و يتهافــــــت   عـلى تنـاول الأطعمــة .
ـــ  اذا تخــــــــــم ينـــــــــــــــــدم       و بعد زمــــن   يسير يملاء بطنه من جديد .
ـــ يخاطب عن حفظ الطهـــــارة          ينظـــــــــــر    فى وجوه الآخرين نظراً منقسماً
ـــ  يمدح الذين فى هدوء الوحدة       و يفضل إقامة   فى العالم وما يفطن ان يخزى ذاتــــه .
ـــ يذم ذاته فى محضر الناس  على انه محب للمجد الباطل ويستهدف من مذمته مجــداً لذاته .

 اني على حسب مقتدر ويسير فهمي :
 كشفت مكائد هذا الهوى الصلب الصخري الثائر الأحمق .
 فــــــأنى لا أفضـــــل إطـــــــــالة الخطــــــــاب فيـــــــــه ،
 فمن كان مختبراً بالرب لا يحجم عن وصف علاج لتلك القروح .

 لاننى لســـــت اخجـــــل من التســــليم بعجــــــــــــــــزى
  حال كوني انا نفسي متوجع من هذه العلة توجعاً خطيراً
وانى ما كنت استطيع ان أدرك بذاتي خدائعه وكشف حيله لو لم أداهمه واضبطه قسراً
وقد عذبته بسوط مخافة الله وجلدته بصلاة لا تتوقف لكى يعترف بما ذكرت.
ولذلك قال لى هذا المستبد الائيم .

 إن الخاضعين لى  : يبصـــرون   الأمــــــــــــــوات     فيضحكــــــــــــــــــون
                        يكونـــــــون   وقوفاً فى الصلاة    وهم متحجــــــــــــرون 
قاسون مظلمــــون    يعاينـــــــون  المذبــح المقدس     فلا يشعرون بأى ورع .
                        ويتناولــون   القربــان المقدس    يبدو كًًًأنهم يأكلون خبزاً عادياً.

 تعلمت من الروح الذى ولدنى أن اقتل كافة الصالحات المكتسبة بالشجاعة والأتعاب .
  اننى : إذا رأيــت متخشــــــعين    استهـزأت بهم
          والــــــد   الضحـــــــــــك    حـــاضــــــن النـــــــــــــــــوم    والاعتيــــاد الســــيئ     
          صــديق   البطن الممتلى   مـــؤلــــــــف التقوى الكاذبة     وإذا وبخت لا احزن .

 سألت ذالك المعتوه لكى اعرف أصله  فقال :
   ليس لى نسب لأحد لان أصلى مختلط وغير ثابت .
                             فلشـــــــــــــــــــبع   يقــــــــويـــــــــــني         
                             والـــــــــــــــــزمن   ينمينـــــــــــــــــــي      
                             والعــــادة الخبيثة   تمكننـــــــــــــــــــي 
                             فمن تمــــسك بها   فلن ينعتق منى أبداً  
فثابر على سهر الليل   متأملاً فى المحاكمة الأبدية دون انقطاع       فعسى يقل سلطتى عليك .

 اكشف العلة التى منها ولدت فيك .
               وجــــــــاهد   لتتغلب على امى   لأنها ليست واحــدة     فى جميع الأحوال .
                     صلِ كثيراً   في المقــــــــــابر    وصور لها فى قلبك    تصوراً  لا يُمحـــى ،
               فإنك  مالم   تنحـــت صورتها    فى  قلبــــــــــــــــــك     بقـــــلم  الصـــــوم
                                 فلـــــــــــــــــن تـقهرنى إلى الدهــــر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق