الاثنين، 17 أكتوبر 2011

سلم الدرجى ودرجات الفضائل (الميمر 6 ) فى ذكر الموت.





السلم الدرجى (من الميمر السادس فى ذكر الموت )
من الميمر السادس
فى ذكر الموت


كمـــــــــــــا أن   الفكـر يسـبق الكلام         كذلك  ذكـــر المـوت    يســــبق   النوح والبكاء.


وكمــــــــــا أن   الخـــــــــــــــــــــــبز         ضروري أكثر  مـن    جميــــع   الأطعمـــــــــة كـــــــــــــــذلك    فكـــــــر المـــــــوت         ضروري  أكثر مـن    جميــــع   الأعمــــــــــال .


ذِكـر الـمـوت    كـــــل  وقـــــــــــت          هـــــــــــــــــــــــــــو    مــــــوت   كــل   وقـــت .   

علامة المـوت الحقيقي  :  الزهد  في  العالم     وقطــــــــع   الهـــــــــــــوى .
  وخوف المــــــــــــــوت  :  هو ثمرة الطبيعة     التي إنحــطت  بالمعصية .


 خــوف  المــوت هــــو :  عـلامـــــــــــــــــة      عـــــــدم  التــوبـــــــــــة .


هذه علامة صادقة للذين يتذكرون الموت بحســــــن قلوبهــــــــــم ،
   اعتزال طوعى عن كل الخليقة ، واعراض كامل عن المشية الذاتية .


القديس يشتهى الموت :
 وليست كل شهوة الموت صالحة :
                       فواحد يشتهيه بالعادة .
                      وآخر  بسبب يأسه وانعـدام رجائه فى التغـلب على الشر والنمو في الخير.
                      وآخر لإعجابه بنفسـه يظـــن أنــــــه بلا وجــــع فلا يفـــــزع من المــــــوت.  
أما القديس فيشتهيه لأنه أدرك بالروح القدس
             تفاهــة هذه الحياة    التي يتــركـــها      ومشقاتها ومفاسـدها
             وشرف الحيــــــاة    التي يصيرإليها      وكراماتها وعـظمتها


عندما تنوح على خطاياك ،
  لاتمل اذنك الى ذلك الكلب الذى يهجس لك أن الله مًحــــب البشـــر
 ( هذا الفكر نافع فقط عندما تبصر ذاتك مسحوباً الى عمق الإياس )
   لان قصد عدوك أن يسلبك نوحك ومخافتك التى ىتطرد مخافة الله .


الشيطان يقول :
  قبـل الســقطة  إن الله غفور رحيم   ليبطل منك خوف الله
 وبعـدها يقـول   إن الله عادل  جبـار       ­­لتيأس فـلا تقــــــوم


 عظــيم هـو    :    من  يتوقـــــــــع  المــــــوت كل يــــــــــوم ،
    وقديـس هو   :   من يُسـلم نفســـه(1) للمـــــوت  كل ســــــاعة.


ذكـــــر المـوت : يقطـــــــــع   شـهـوة  الأطعـمــــة
                     وبإنقطاعها   تنقطــــع الأوجــــاع .
                   
كــثرة الأطعـمة : تيبــس  الـدمــــــــــــــــوع    
    العطش والسهر: يحزنان  القلب فينبع البكاء.


أعـمال القلب اليقـظ  كثيرة منها :
                 حـُـــب الـــــله و الاهتمــــــام بــــــه ،
                   تـذكــر لقــاء    ربنـا يســـوع المسـيح ،
                   تـذكــــــــــــُّـر   مـلـكـوت  الســـــموات     وغـيرة  الشــــهداء  والقديـســــــين
                   تـذكــــــــــــُّـر   حضــــور  الله الـــــدائم     طبقــــا للقـــــول
                                "أرى الرب امامى في كل حين"
                  تـذكــــــــــــُّـر القوات الرحانية المقدسة  
                  تـذكــــــــــــُّـر  الرحيل  والمحاكمة ، والحكم ، والعقوبة .
                  قال عنها النبي:  
                                " تذكـــر أواخـرك فلا تخـــطـيء" سيراخ  7 :  40"
                              وهــذا من جمـــلة مواهــب اللـــه .


ذكر المـــــــــــــــــوت هـو  :  مـــــوت يـــــــــــــــومى ،
 وذكر الرحيل من الدنيا هو :  تحسر وانين كل ساعة .


من يشاء أن يضبط فى نفسه على الدوام ذكر الموت والدينونة وذكـــــر الله .
   ويًسلم نفسه لاهتمامات مادية ومشاغل ، يشبه سباحاً يريد ان يصفق بيديه .


كمــــــا ان لجة البحــــر   غير محدودة ، ولا يدرك عمقها ،
   كذلك فان فكر المــوت   ينتج فى النفس طهارة واجتهاد لايدركهما فساد.


† لاتنخدع ايها الفاعل الطائش ، اذ تظن انك تسطيع ان تعوض وقتا باخر .
   فإن كل يوم لايكفى لتسديد الدين الذى عليه بغير نقص .
  
من قد مــــات عن كل شـــئ ، يقتنى حقـــاً ذكـــر الموت .
   واما الذى تقيده الارتباطات ، فهو ينصب الفخاخ لنفسه .


مستحيل تماماً ـ كما قال واحد ـ
  ان نجيز اليوم الحاضر بتقوى ، ما لم نحسبه اخر ايام حياتنا .
  وانه عحيب حقاً ان اليونانين انفسهم قد قالوا قولا ممــــاثلا ً ،
  اذا عرفوا الفلسفة بانها الهذيذ فى الموت .


ينبغى لنا ان نعلم تماماً أن فكر الموت موهبة من الله مثل غيرها من الصالحات
 وإلا فكيف نفسر أننا كثيراً ما نكون فى المقابر نفسها قساة وبلا دموع ،
  بينما يعرض لنا كثيراً   أن يدركنا الخشوع بعيداً عن مثل ذلك المنظر ؟


يقــــــــرر الابـــــــــــاء أن:  المحبــــــــة الكــــــــــاملة حرة من كل سقطة
  كذلك استطيع ان اعلن  أن : الاحساس الكامل بالموت لايعـــــتريه الخوف .


لا يقدرأحد أن يُلازم ذكر المـو الطبيـعي  
  إلا الــذي قــــد مــــــات  المـوت الإ رادى(2)
   ولنذكر ذلك القـديس:
  الذي رأى مــوته  في مرضه ولمـا عـوفي حبـس نفسه إلى أن توفى.
  وعـند وفاته سـُئل كلمة منفعة فقال :

 "مــن  اقتنى ذكر موته ، لايستطيع أن يخطى أبداً "



صفحات ذات صلة : 
توقع المــــــوت للقديس مار اسحق :
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        (1) يتوق إليه كل ساعة(فيلبى 23:1).    (2) اى قد مات عن شهواته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق