الأربعاء، 27 مارس 2013

خصائص سيرة السكون ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 25 ) ـ الجزء الثانى .



                      الميمر الخامس والعشرون ( 8 )  

                                    فى ترتيب السكون

                                    

خصائص سيرة السكون :
ينبغي علينا ــ بحكم الضرورة ــ أن نعرف ما هي الطـــرق و الإفــرازات
                                        ( أي الأمور المتميزة التي يختص بها )
هذا العمـــل الهـــــــــادئ الطـــــــيب الـــــذي هــــــــو الســـــكون .

 لأنه ليـــس من بدايــة سيرة الســـكون يجد  (الراهب ) هذه الإفرازات
 فـــــأول الطـــــــــريق و بـــدء الســـيرة واحد لجميـــــع الرهبـــــــــان ،
 و هو معروف لكل أحد لأن عمله ظــاهر ، و محـدد عن غـــيره و هــــو :
                             خدمة المزامــــير و الصــوم الظاهر الملمـــــوس ، 
                             و أن يكون للإنسان قـــــراءة في الكـــــــــــــتب .

و فـــــــي البدايــة لا يحــــــس بفهـــــــــم ما يقـــــــرأه حتــــــى لـــو كـــــــــــان 
معلــــــماً فطنــــــاً جداً حاذقاً في القراءة المعتادة ( أي العلوم العالمية ) والمنطق ،
لأن الفهم الحقيقي الذي حســـــــــــــب غــــرض الـــــــروح ،
يكـــون علي قـــــدر نمو الإنسان الداخلي و في هذه السيرة
                         و تقدمـــه و نجاحــــــه في التدبير الخفي (أي الروح ) ،

          فعلي هذا الحــــد يتـــــذوق  (ما يقــــرأ ) بالقــــوة الإلهيــــــــــة
          التي تسوسه و تدبره في هذا البحر المتسع الذي هو الســكون .

ولهــــــذا  ـ حسبما قلت ـ
               إن البدء واحد و الطريق واحد لكل من يتدبر في سيرة السكون ،
               و بعد ذلك ـ إذا نجــح فيـــه تخـــــرج منـــه ـ الطرق و الســـــبل 
              التي ذكرناهــا و بيناهــــا ( في الحديث عن  استنارة النفس ) .

 فقــــــد يتفــق أن يربــح أحد النـــاس بجــزء من أعمــاله أكثر من غــيره ،
وذلــــــك بمـــا يصـــادف فيـــه من النجــــاح و الســــهولة و التقـــــــــدم ،
وكلمــــا يداوم الجهاد فيه يحظـــــــــــي
           بنقـــاوة الأفكار و اسـتضاءة العقل أكــــــثر من بقيــــــة الأعمال ،

و لهذا فهو يداوم عليه و يجعله مرجحـاً علي غيره ( من الأعمـــــال )
و ذلك لا يكــــــــــــون كيفمــــــــا اتفـــــــــق بغــــير ترتــــــــــــــيب ،
بل بعــد خبــرة طويلة يتـــذوق ممـــيزاته ( أي مميزات هذا العمــل )
ويدرك ربحه و أثمــــار المعــرفة المكنــوزة التي قد أخدرها في نفسه 
أما من قراءة أو خدمة المزامير وإما صلاة  ،وإما هذيذ ، وإما مطانيات ،
و إما التـــــــلاوة القلبيـــــــــة التي يصـــــلي بهــــا فـــي الخفـــــاء .

و هذا يكون حســـبما قيـل ان الكامــــلين غير موضـــــــوع عليهــــــم نامــــــوس ،
               و هــــــــــــــم لا يلتفتون إلي البشر و لا إلي أشــياء و عـادات بشرية ،
               و كــل عمـــــل يبدأون فيه فإنهم  يعملونه بتدقيق ومخافة ، لا بتهاون ، 
              و لأجل هــــــذا يجـدون العــون و ينجحــون ( ويتقدمون ) إلي الأمــــام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق