الميمر الخامس والعشرون ( 5 )
فى ترتيب السكون
الهذيذ في الكتب :
أي
موهبة كانت ،
فالمحرك و المنبه لها هو الهذيذ المتواتر ( أي
المتوالي ) في الكتــب ،
و
إن من يتوقف عن هذا الغـذاء و عن الارتـــــواء الدائـــــــــــــم مــــــــن
الكـــــتب
قبل أن يكتمل و يثبت
الضمــير في الله ، فإنه يبرد و يضـرس
و يؤول
به (الحال ) إلي الملل و يرجع إلي التهاون و الانحلال .
فميز
و انظـــر باهتمـــام و تدقيـــــق فــــي هـــــــــذا ،
كيف
إنه إذا توقف يوماً و احداً أو أثنين عن قراءة الكتب
يبــــــــــــــــــــرد فكـــــــــــــــــــرك
و تجـــزع عــــن محبــــة الضيقــــات
و الجهادات وبقية الأمور ( الروحيــــة )
و هذا
معروف عند جميع الخائفين لله .
قال
الآباء أيضاً : إذا ما توقفنا عن الذكر النافع و لو إلي ساعة واحدة
فإننا
نمل من ثقل الفضيلة و من الســـكون أيضــــاً ،
وانه
من الطبيعي أن تدخل إلينا الأفكار و هي تجذبنا إلي ناحيتهـــا ،
و يعــــرف هــــذا الذين اختبـــــروا تأثـــــــــير الأفكـــــار الرديئــــــة
و يعــــرف هــــذا الذين اختبـــــروا تأثـــــــــير الأفكـــــار الرديئــــــة
و المســــموعات
و اللقـــاءات الدائمــة الغريبــة ،
و عن الطرق الشاقة التي سار
فيها القديســون ،
إذ
(ينتج عنها ) تهاون الضمير و ظلمته و ضعفــه .
طريق الفضيلة :
إذا كانت النفس وهي
تسير في ميدان الفضيلة بين صفوف (المجاهدين )
تــــــــــــــــــــــــــــــلاقي قتــــــلات وأيضاً نعمـــــــــــة ،
لأنها في وقت يكون لهـــا نـــــــــــور ووقت ظـــــــــــلام ،
ووقــــــــــــــــــــــــــــــت حــــــرارة ووقت ملل وبــرودة ،
وهكذا ــ كما قال الآباء ــ
وفي كل هذه الأوقات فلنغصب
أنفسنا علي
أداء المطانيـــــــــات وخــدمة المزامــتير
والقـــراءات ،
حتى لو كان هذا العمل ثقيلاً علينـــا وليس
له حــــــــــــــــــــــــلاوة ،
وحتى لو كان أفكـــــارنا بــــــــــــــاردة ومملوءة طياشة ، وغير
نافعــة ،
فعلى هذه جميعهـــا نغصب أنفسنا
فتأتي لنا قوة من الله فنمتلئ حرارة وتريحنا
أفكار عفيفة .
أما غير هذا طريق
الذئاب .
إذا كنـــــــا نشتهي البدء في طريق الفضيلة
فإننــــــــــا نحتاج إلي أمرين بهما ترتفع من قدامنا كل المعوقات
هـــــــــذان اللذان إن لم يلازم أي منهما طريقنا
فإننا ــ مهما كان الحال ــ
لا نقــــــدر أن نسير بثقة في طريق الله بغير تعويق وهما :
إما
معرفة نيرة مضيئة ، وإما حرارة غيرة شديدة .
وبـــــــدون واحدة من هاتين لا يتجاسر الإنسان على رعب الأشياء المعارضة
علي الدوام
والاهتمام ( بالعالميات ) ،
وهـــــــــذا غير مستطاع للمتهاون لأن
أفكاره تخيفه فــــي كــــــل وقــــت .
المنحل (في جهاده ) هو علي الدوام ضعيف الإيمان .
والرجل المؤمن تعتقه
المعرفة مـــــن كل خــــــــوف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق