الميمر السادس عشر ( 8 )
مشورات مفيدة
كيف يولد في النفس الإحساس الروحاني
و مدى ارتفاع منزلته
يتولد من الهذيذ إحساس روحاني يعطي
النفس النعيم و الفرح و البهجة ،
و قد يوجد
هذا الإحساس في الإنسان من ذاته .
و بمجرد
نوال هذه الأمور المتولدة من الهذيــذ و محبـة التعــــليم
بتفــــــاوض الضمــير و لهجه بمخافة الله على
الدوام ،
و بالهذيــــذ الحسـن فـــي محبــة الله ،
و الاهتمام بالإلهيات ، و اهتمام نفسه بتقويم عمله
ـ فإنه شيئاً فشــــيئاً ـ يتولد فيه على الدوام نظر الأمـــــــــور بالــــــــــروح .
و إذا ما تنقت نفسه قليلاً بسبب خوف الله و الاحتراس
، فعنــــــــد ذلك :
تحل في النفــــس ـ
دون ســـــــــــــــــــــــــــــعي ـ الثاؤريا
الروحانية ،
و في كل وقت يجد الإنسان في ضميره
فهم ما ( أي مدارك و إحساسات إلهية جديــدة ) ،
و للوقت يصبح الضمير بلا حركة ( أي بــلا فكـــــر عالمــــــي ) بغتـــــــــــــــــــــــــة ،
و كـــــــأن عليه ســـحابة إلهيــــة تذهـــله فيصمـت ،
و ثم وقت يكون (العقل ) كأنه متوقف عن
التفكـــــير ،
و وقـــــت يقع على الإنسان بغتة ذهـول لا يُعبر عنــه
فيغـــــوص الضمــــــير داخـــــله
.
و هذا هو ميناء الراحـــــة الذي
ذكـــره آباؤنـا في كتبهــم ،
إن
الطبع ( البشري ) يدخل إلي هناك ( أي إلي ميناء الراحة ) ،
و هــــذا إذا ما دنا إلي تدبير السيرة
الروحانية ،
و هـــذه هي بداية الدخــول للمنزلة الثالثــة التي هي التدبير
الروحاني .
و تطلعاً لهــذا المينـــــاء يكون كل جهاد المتوحد بالجسد
و النفس
و الممارسات المتعددة من بداية رهبنته و حتى القـــــــــــــــــــبر .
و إذا ما اقترب المتوحد إلي ههنا و وصل إلي الميناء و دنا من التدبير الروحاني ،
فهنا تدركـــه أشــــياء مدهشـــة و يأخذ العربــون بنعمـــة ربنا
يسوع المسيح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق