مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الخميس، 4 أبريل 2013

رسالة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 16 ) ـ الجزء الثانى .


الميمر السادس عشر ( 9 )
مشورات مفيدة

رســــــالة : 
ما تسأل عنه أيها الأخ لا يناسب كل أحد بل الذين لهم ســـــــــر الــــــــــــروح
                              و قلب هدأ بالسلام  و بالنعمة  و ذاق الحق في الخفاء ،
                              و بالموت عــــــن الكـــــــــــل ، و يسعى تابعاً النقــاوة ،
                              لأن الله يحــل حيــث السـلام .

المتوحـــد :
الذي يريـد أن يكون قلبه مسكناً لله ينبغـــي عليــه أن ينشـــط في تفليحـــــه بالجهـاد ،
و أن يجعله هادئــــــــــاً من جميـــع خلجات الطبع (الإنسـاني) التـــــــــــــي تسجسه ،
ومــــــــن المحادثات و اللقاءات سواء النافعة أو المسببة للخسارة،وبالأكثر مع الأقرباء ،
لأنـــــــــه بواســـطة هــــــــذه يســـجس الشــــــيطان النفـــــس و يكــدر نقاوتهـــــا ،
لذا فهـــو يهتم ألا ينشغل الضمير في داخله مع أحد كلياً ، لا بذكر الأصـدقاء و لا الأقـرباء
بل يضبط محبته ومودته ( السابقة )غير مميز واحد عن الآخر ،
 فهــــــذا يعطي قلبه الهدوء ، لأن ( أمور) هذا العالم تُسجس وتكدر
           فينفعل في داخله بالصلاح وبالشرور ، لأن العالم لا يمكن أن يتخلص من الشرور .


يمكننا عمل الفضيلة بالبر الطبيعي  مثل نوح و إبراهيم و أيوب فهذا مستطاع ،
 لكن لا نستطيع و نحن في العالم   أن نكــــون مســــــكناً لله بالطهـــــــــارة
                                               و لا أن نقتني القداســــة لذواتنــــــــــا .

و قد يكـــون هذا لأفراد قلائـل  بمعـــونة الله بنــوع مـن التدبــــير ( الإلهي )
و لهذا هرب آباؤنا القديسون  من المناطـــق المأهـــــولة إلي القفــــــــر ،
                                     حيث كانوا في مجمع متوافق و أخوة و احدة ،
كما كتب في الإبركسيس ( أي سفر أعمال الرسل ) :
              "أن الشيء الذي يقتنونه هو للجميع ، و كان كل الإخوة نفساً واحدة 
              و رأياً واحداً بسلام و مودة بلا انقسام قلب ( أع 4 : 32 )" ،  

و كانـــوا باجتماعهم مع بعضهم يصعدون إلي السماء بضمائرهم .
أما في زماننا هذا فيتم علينا المكتوب :
                  اثنـــــــــين ينقسمون على ثلاثة و ثلاثة على اثنين ( لــــو  12 : 52  )
                  و يكـــــــون الناس محبـــين لذواتهــــم و للشهوات  
                  أكــــــثر من حــب الله مفتخـــــرين متكبـــــــــــرين ( 2 تي 3 : 2 ــ 4 )
                 و أشـــر من هــــذا .
لذا  ،  فالعاقل  ـ  في هذا الزمان ـ   ( يلجأ ) إلي السكوت
                     و يهرب من التشويش إلي السكون لأنها أيام رديئة ،
فليس فقط اثنين منقسمين على ثلاثة ،
                          بل في جيلنــا هذا فالواحــد منقسـم علي ذاتــه ،
                         و يتكــدر من كثرة المحادثــات التي تلاقيــه كل يوم ،
 لأن قلبــــــــه سوف ينشغل داخله  ( مما سمع ورأى ) عندما لا يكون في الســكون ،
 و هو بهذا يظل على الدوام يبني ويهدم دون تقدم بسبب اللقاءات المتعددة الحتمية .

و أيضاً في الأيام الأخيرة  :
                               لما كثرت المجامع بدأ الانحلال يتسرب
                              و بردت الحرارة ( أي حـــرارة الجهــاد ) .
أما آباء تلك الأجيــــال :
                            فقد خلصـــــوا أنفســـــهم بالأعمـــــــــال النشـــــــــــطة
                           بالحبس و السكون في القلاية وهم في مجمع مع كثيرين ،
و عنــدما شـــعروا أنه :
                         قد بدأت تظهــــر فيهــم ثمـــار الــــــروح لجأوا إلي السكون الدائم ،
                         و بذلك هربوا لئلا يفقدوا سلام قلوبهــــم بسبب التشويش الكثــير

                        و التكـدر الناتــــج مــــن اللقاءات الحتمية مع الســـاكنين بينهــــم .

وحســـبما أظــن أنه كما بدأت الوحـــدة المباركة ،
بأن يقيـــم الإخـــوة المتوحدون في مكان منفــرد
و يمارسون الفضائل بالسلام في الوسط ( أي دون تشويش حيث لا تكون لقاءات ) ،
وذلك عندما اتسعت المجامع والأديرة و نمت جداً ،
فهكــــــــذا هو مزمع أن يكون في المنتهى ، كما يلوح ذلك من كلام سيدنا والآباء ،
 لأنه عسر على الكاملـــين الســكنى مع كثـــيرين لأجل اختــلاف ســير الإخــوة ،
لأن الضمير المتحفظ المصلوب إلي الواحد عندما يريد أن يسير في جميع الســـبل
( وذلك مسايرة لفكر كل واحد ممن يعيش معهم ) و أيضـــاً يمـــارس الفضيـــــلة ،
فان معرفة الأخ الممـــيز تتخبــــط في وســــط طـــرق الإخـوة ،
                    لأن الطبع البشري الضعيف غير قادر على ذلك .

إن من جاهد في برية التوبة مدة من الزمان
يتضايق ويتكدر في وسط سبل أخرى كثيرة ، بسبب الإخوة المنحلين  ،
لأنه بواسطتهم يصنع الشيطان قتالاً مع النشطاء الذين يكملون الفضيلة
كما قال أوغريس :
                 " تثير الشياطين الإخوة المنحلين على الشيوخ العمالين 
                   في المجمع و لهذه الأسباب هرب الآباء من المجامع " ،
مثلما هرب شيشوي و سكن في جبل أنطونيوس لأنه قال :
                   في الأول كنت مستريحاً مع سبعة إخوة ( فقط ) 
                   و الآن لا أقــدر أن أســـــــــــــكن مـع كثيــــــرين

                   لأن قلبي يتكــــدر و يتخبــــــــــط بغير إرادتـــــي .

 و آخـــرون كانـوا يبتعـدون عن المجـامع بالجســـد
               ( في مغـــائر خــارج نطـــاق الأديـــرة ) ،
و يتلقـون احتياجاتهم من المجمع باتفاق مع الإخوة .

و الأب أمون قال للأب بيمن : لما اضطرب لأجل أخيه :
" أنت للآن حي يا بيمــــــن ، مٌت الآن عن كل أحد و ضع في ضميرك
                                       أن لك سـنة في القــبر لعــلك تهــــــدأ "
 و الآباء الذين كانوا يُرسلون من الله لبنيــان النفوس
 كانوا يكملون  ( جهادهم ) في القفر و في الوحدة أولاً
  و بعد ذلك يٌرســــــــلون لخــــــلاص آخـــــــــــرين ،
 و منهــــم من سكن في المغائر و النواويــــــــــــــــــــــــــس ( أي القبور )
              و الجبـــــــــــــــــــــال و الجزائر المقفرة فهؤلاء نجوا ( أي نقوا )
              حياتهم من التشويش إلي الصلاة الطاهرة
هذه التي لا يبلغهـــــــا الســـــــاكن بين كثـــــيرين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما  ( بلوغ ) الصلاة الروحانية ،  حيــث يكـــون قلب الإنســـان قدســــاً للــــــرب ،
 فلا يؤهــــــــل لهــــــــــــــــا   من يتجـــرد فقــــط من المفاوضــــــة البشـــــرية ،
 بل وأيضــــــــــــــــــــــــــــــاً   من كل تذكار عالمي ،هذا لكي يتجدد قلبه بالروح .

و أيضاً من يتفاوض عقله خفية مع الروحانيين و مع أرواح الصديقين الذين كملـــــوا ،
و ذلك كما كتب القديس يوحنا التبايسي :
" إن الذي يبتعد طلباً لحـــرية الســــكون ينجـو من أمور كثيرة خارجية تسـبب له الضنـك ،
  و يتحـرر قلبه منالمفاوضات غير اللائقة التي تصادف سمعه كل يوم باللقاءات الحتمية  ،
    و كـــذلك ينجو من المثلبة و الدينونة و الحنق و الغضـــــب
       هذه التي تثير الإنســـــان و تنجـس و تكدر نقاوة نفسه " .

 كما قال القديس مقاريوس :
" إذا غضبنا على الإخــــــــوة   يُنزع من قلوبنا ذكر الله  ويظلم العقل ويتكدر ،
 و إذا غضبنا على الشياطين    فالعقـــــــل يثبـــــت بـــــــلا ضــــــــــــرر " .
        
كان الآباء يطلبــــون من أجــــل  ( النجاة من ) الشياطين و النــــار و الوحوش
                                    و بهــذا كانـــوا ينتفعــون و يجدون عزاء بسبب بساطتهم ،
وأما من جهة الإخوة المنحلين و تعـــدد تدابير الإخــــوة العمــــالين
                                        و لقاءات الإخوة المسببة الخسارة في وسط الكثيرين ،
فـــــلا كــــــــان القديســــــون يصلون من أجل أذيتهم  و لا أن يغضب الله عليهــــــم .

الفضائل الكبار و الجهادات الشــــــــاقة التي يعملهــا المتوحد ( أي الراهـــب )
                    و هو في المجمــــــــع و سط كثــيرين تكــــون ناقصة في عينيه
                                                   بالقيــــــــــاس لعمـــل آخــــــــــــــــرين ،
لأنه ليـــــس في شــخص الكفــاءة     أن يكمــــــــــل جميع أعمال التوبـة و النسكيات
التي يتمــيز بها كل واحد من الإخوة  ، و أن يضعهـــــا عــــــــــــلى ذاتـــه دومــــــــــــاً ،
لأنه لم يأخذ قوة على إتمامها كلها  ، بل نال جزء من النعمة كمثل اللسان من الجسم  ،
                                                  ( أي جزء صغير جداً).

أحد المتوحدين قال لشيخ :
                                  أنه قد اصطلح مع النار و الوحوش  ،
  فأراد الشــــيخ المختـــبر أن يكـــسر افتخـــاره ، فقــال له :
 " إن أردت أن تعرف كمالك ، امضي اخضع نفسك ( أي أسلك بالطاعة )

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق