المفهوم العقلي الحقيقي للتوبة :
هو التضرع الحزين كل وقت بالصلاة المملوءة ندماً ،
نقدمها لله لأجل غفــــران الخطــــايا الماضيــــــة
و طـــــــــــــلب الحفـــظ في الأمــــور المقبــــــلة .
و لأجل هذا حث سيدنا ضعفنا على الصلاة بقوله :
" تيقظوا وصلوا لئلا تدخلوا التجارب "(مت 26 : 41)
" صلـــوا في كل وقت و لا تمـــلوا "( لــــو 18 : 1 )
" اسهروا كل حــــــين و صـــــــلوا "( مـــر 13 : 33)
" اطلبـــوا تجدوا ، اسألوا تعطوا ، واقــرعوا يفتح لكم ،
وكل من يسأل يأخذ ، ومن يطلب يجد ، ومن يقرع يفتح له " ( مت 7: 7)
و أكد كلامه و شجعنا بالأكثر بما أوضح في المثل الذي قاله عن
الذي مضى إلي صاحبه في نصف الليل وسأله خبزاً ، وقال :
" الحـــق أقــــول لكـــم إن لم يعطـــه لأجـــــل الصـــــداقة
فلأجـــل اللجـــاجة يقـــوم و يعطيـــه جميــع ما يطـــــــلب "
( لو 11 : 8)
و هكـــــذا أنتــــــــم صـــــــــــــــــلوا و لا تمـــــــــــــــــلوا .
يا للتشجيع الذي لا يعبر عنه ، فالذي يعطي يجذبنــا قائــــلاً :
اسألوني فأعطيكم المواهب ، ولأنه يدبر حسبما يوافق ويليق ،
لــــــــذا كلامــه هنــا مملـوء من كل ثقـة و تشـجيع عظيــم ،
و ذلك لأن ســـيدنا يعرف أن التغيير لا يبطــل قبــــل المـــوت ،
و طالما هو قائم ، فالتغير سيحدث من الفضيـــلة إلي الرذيلة .
فالطبع سيواجه ما يعارض ، لهذا حثنا على التضرع الدائم ،
فلو كان في هــــذا العــــــالم حـــــد موثـــــــــوق بـــــــــه
إذا بلغه الإنســان عنــد ذلك يرتفــع عن الطبــع المتغــــير
و يتخلـــــص عمــــــله مــــن الخـــــوف ( من الانحــــراف )
لما كان يحثنــــا على الصــــلاة و يوصــــي بإلحــاح (من أجلهــــا ) .
( لأن عدم الصلاة ) هــــو في العـــــالم الجــــــديد
إذ لا يقدم الناس لله صلوات و تضرع لأجل شيء ما
لأن في بلد الحــرية هــذا لا يقبـــل طبعنــا تغـــــير
و لا يكون هناك مســجون تحت رعــب المضــــادات
بل هــــو كامــــل تــــــام فـــي كـــــل شــــــــيء .
و هو يحثنا على الصلاة و الاحتراس ليس لأجل هذا فقط ،
بل أيضـــاً بسبب عدم إدراك الأشياء الطـارئة على الدوام
التــــــي تفـوق قـدرة معرفتنـــا لأنهــا دقيقــة ورقيقــــــة .
و نوجــــــــــــد داخلهــــــا مـــرات كثــــيرة بغـــــــير إرادتنــــا
و في أي وقت ، حتى لو كان ضميرنا يشاء الصلاح وثابت جداً .
قراءة موضوعــات الميمـــر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق