الميمر العشرون ( 2 )
الصلاة ، التجارب والتوبة
والحاجة الدائمة إليها
حاجاتنا للتجارب :
في كل حين يلقينــــــــا تدبيــــــــــره ( أي الله ) فـــي التجــــــــارب ،
فقــــال : تجــازيك نعمتــي لأن قـــوتي في بالضعـف تكمــــــل " ( كو 12 : 7 ـ 9)
فيا سيد :
الذي لم يكن هناك إنسان قد شغف بمحبتــك و لا تلهــف للصـلاح ، مثله
حتى لم يظهـر له العـالم تمامــاً ( أي غاب عنه ) لأجــل ســـكره بـــــك
الـــــــذي و اصله لمناظر و استعلامات لا يقدر أن يشرحها لسان الجسد
لأنه كان ينظــر و يســمع صــوت و خـــدمة الروحــانيين (كو 12 : 1 ــ 4 )
إن هــذا الرجل الكامــل بالمســـيح ( أي القديـــس بولـــس )
كانــــت رفعته السامية تفوق قدرته لأنه اقتنى فكــر المسـيح ،
و لهــــذا كان يفـــرح بإمراضه ، و بالضيقات ، و بالحبس ، بالقيود بالشدائد .(2كو 12 : 10 )
( لقد كان) يصـــبر بفـــرح على أمراضــه أي تجـــاربه لتحـــل عليه قـــــوة المســـيح ،
و مع هذا ( المجــد ) جمعيــه ( الذي وهبته له ) كان محتاجــاً لعصـا التجـارب
لكـــي بهــــــــا يــــزداد حلــــولك عليـــــه و يحفــــظ بالقــــرب منــك ،
لأنه عارف إنه ليس شيء محبوب لديك أكثر من نفعه ،
فأنــت ر فعتــه أعلا من الكثيرين لأجل ما أعطيته أي معرفة مجـــدك ،
و هــــذا أمــــر لم تعطـه لأحـــــــد مــــن الرســــــــل رفقـــــــــــائه ،
و دعوته إناء مختار مؤتمنــاً على حفـظ درجة محبتــك .
و رغــم كل هـــــذا ، ورغم أن العمل التبشيري كان سينمو و يـــزداد
إذا كان هــــو حـــــراً من رابطــــــات التجـــــارب ،
وكان يعلم انك من الممكن أن تمنحه الحرية ( ومن التجارب )
لأجـل ذلك إن كـــان هذا يناسبه ،ولكنك لم تشأ إن يكون بلا ضيق و لا وهم في العالم ،
و لــــــم تفضــل أن يتســع العمــل التبشــيري و المنـــاداة بــك في العالم
أكثر من انتفـــــاعه هــــــو بالتجــــارب ، لكي تحفــــظ نفســــه صحيحـــة .
فالإنســـــان حتى لو ارتفع إلى أقصي حد في الروحانية و صار في مرتبة بولـس ،
و حظي (بحياة)عدم التغيير التي تنالها الملائكة القديسين لئلا يكملوا بدوننا ؟
من هو الذي :
يتخيـــل أنه نـــــال رتبـــــــة ليـــــس للروحــــــــــانيين و لا للجســـــــدانين
حتى انه يمكـن أن يعيــش دون تغيير ، و ألا تدنو منه تجربة واحــدة بالفكــــر !؟
فـــــــــــلا تصغــر نفوســـنا و لا نتضجــر
فإننـــــــــــــــــــــــــا قــــــــــد ننــال بسبب أمر واحـد صغــير
إن هذا العالم هو : مصــــاف الجهاد ، و ميدان الجري و السير،
و في زمان الحرب و القتال :
و لا يقطــــــــع فيـــــــه حد تنقضـــــــي الحـــــــــــــرب ،
ثم يجتمــــع الجميـــــــع إلي بــــاب مــــلك الملـــــــوك ،
فيظهـــــــر هنــــــــــاك :
و من الذي أعطـــــاه ظهــــــــره .
لأنه قـــــد يتفــــــق إن :
و مـــــــــن قلة خبرته يوجـد كثيراً مطعوناً ملقى ،
ثم يحدث في وقت و هو مغلوب أن يخطـــف الرايــــــة من يد عســــكر الجبــــــــابرة ،
فيشـــــتهر اسمه أكــثر من الشــجعان الفاتكـين و المعــــروفين ،
فيأخـــــــذ الإكليل و الهدايا و الهبات أكثر و أجل من جميع رفقائه .
لكـن لا يتهــاون في الصــــلاة ، و لا يمـل من طـــــلب المعــــــــــونة من ســـــــــيدنا .
في كل حين يلقينــــــــا تدبيــــــــــره ( أي الله )
حسب قول السعيد بولس :" لكيــلا أتعظم بكثرة الاســـتعلانات
أســــلم جسدي لشماتة ملاك الشـــيطان ليلطمنـــــــــــــي ،
و سألت سيدي من أجله ثـــلاث دفعــــات ليبعد عني التجربة ،
إن كانت هذه إرادتك لأنه هكذا تحتاج طفولتنا للمعلم ليؤدب و ينبـــــــه ،
فهـــــذا ( أي الرسول بولس )
و أيضــــاً رآه لرؤيتـــــــك بالـــروح ( الرؤيــــــــا ) و الممــــلوء قدســـــــاً .
و رغم ذلك كله لم يكن هــــذا الرجــل الكامــل بالمســيح كفء يحفــظ ذاته .
سواء كانت من الطبع ( البشرى ) ، أو من أولاد الطبع ،أو من أعداء الطبــع ،
فانظـر أيهـا المختـار ما أعظـــم موهبــــة التجــــارب ،
فهو محتـاج إلى الاحــتراس و التحفـظ إلى ملاقـــاة التجــارب لينــال منفعـــــــها .
من هو الذي :
وصــل بلـــد الأمــــــان في عالــــم المــوت هــــذا الممـــــلوء باللصــــــوص ،
يتخيـــل أنه نـــــال رتبـــــــة ليـــــس للروحــــــــــانيين و لا للجســـــــدانين
فإن نظام هذا العالم ـ حســـب رأي كـــــل الكتـب المقدسة ـ
هــــو أنـــــــــــــــــه و لـــــــــو جرحنــا كل يـــوم ألــف مــــرة ،
و لا نتوقـف عن الجـــري في الصفـــــوف ،
الغلبــــــة والفتك بالأعداء ونتــوج بإكليلنا .
و هو و قت الجهاد ، و بلــــــــد الضـــــــــال .
لا يضع الملك ناموس ( أي قانون أو نظام ) على جنده
مــن الذي ثبت و تجــــلد في الحــــرب و لم ينهـــــــزم ،
إنســــــاناً لا يصــــلح لشــــــيء ( أي للحــرب )
مــــــن أجــــــــل هــــــــــــذا ينبغـــي على الإنسان ألا يقطع رجاءه و يقع في اليأس ،
و لنضــــــع في ضمـــيرنا أننــا ما دمنـــا في هـــذا العـــــالم و ساكنين في الجسد ،
فلو أننا نرتفع إلي علو السماء فلا يمكن أن نكــون بلا متاعب و شــــــقاء و هــــــــم .
هذا بإيجـــــاز و اختصـــــــــار ، و مـــا زاد عن ذلك فهـــذه الزيــــــادة هي خــــــــرافة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق