الميمر الثالث والعشرون ( 5 )
درجات الجهاد
سبب الإهمال :
إن كنت قد حولت وجهـك (أي سلكت) بالإهمال و الضجر و بردت حرارتك ،
فاجلـــس بينـــك
و بين نفســك ، و اجمع أفكـارك و مــــيز بدقـــة
ما هو سبب الإهمال ، و من أين بدأ ، و ما الذي يعوق مناجاتك الروحانية ?
فإن كان السبب
قابلاً للتقويم فقومــه بمعرفـــة ،
و إن كان يلزم
أن تقطعه فاقطعه عنك في الحــال لا
تشفق أبداً و لو كانت معيشتك منه .
و إذا كنت لست قادراً و لا يوجد معلم تستشيره في أمور سيدنا
ليرجع بك إلي أول الطـــــريق التـــي بــدأت منهــــا ،
اصنع الفصح بمرارة ،و تذكر تمرد مريم
علي موسي ، و تحول إسرائيل حيث عدوا العجل
و عاند الغيظ
بمرارة وأوجعه، وأعطه كتاباً يهذ به ( إشارة الي لوحي
العهد )
و ضع
له صـــلوات الأب أوغريس ، مع مـــــرارة الفصــــــح ،
ففي زمان قليل تصبح حاراً و تحس بالحق و ترفع إلي الحال الذي زغت عنه و سقطت ،
وفي صعـــودك الثاني تعايــــن
المنـــــازل التي عبــــرت عليهــــــا في صعـــودك الأول .
الويل لنا إذا لم يكن للحق أصل داخلنا ،
أي إذا كان القلب يميل ناحية الشمال .
أي إذا كان القلب يميل ناحية الشمال .
و قد حذر آباؤنا أيضاً
ألا تتفاوض مع الذين
لا
يشاركونك في السيرة و التدبير و التصور و الفكــر ينبــوع الهــــذيذ ،
لأنهم يعيقونك
عن سيرك و تبرد
حرارتك و يتعطل جريك.وهم لا يلامون ،
وذلك لأنهم يســــلكون في سيرة
الرهبنة طريقــاً أخرى للملكــــــــوت ،
وأما
أنت فلأجـــل تغيير واختـلاف طريقـك فإنهم يعطلونك عن ســـيرك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق