الأربعاء، 3 أبريل 2013

الجهاد والتأمل مع القراءة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 23 ) ـ الجزء الثانى .


 الميمر الثالث والعشرون  ( 6 )

درجات الجهاد


الجهاد و التأمل مع القراءة :
إن كــنت محتاجاً إلي معرفة الحق المزروعة في الكتب فلتكن قراءتك للكتب بفهم وإفراز
لأننا نعلم أنه إذا انفتحــــــت أعين ضمـــيرنا فكـــــل و احـدة من الألفاظ لها مجلـــــــــد 
وإذا تأملنا فيها مع الصلــوات ينفتح أمامنـــا فهمها .

وإذا قرأنــا في كتب الآباء و نجد ما هو مكتـوب فيهــــا عـن معرفـــة الحـــــــــق ،
فلا نضـــل و نظــــــن أن بقــراءة الكـلام فقـط و تأملنـا فيـه بمعـــرفة نفســـانية
               نصـــير بغتـة إلي داخـــــــــــــل أســـــــــــــرار  سيرتهم الروحــانية ،
 لأنهــــــم احتملــــــــوا أولاً ضــــــــوائـق كثـــــــــــــــــيرة  مـــــدة طويلــــــــة ،
              و صلبــــــــوا أنفســــــــــــهم بالأعمـــــــــــــــال  لأجــل المســـــيح ،
              و طهـــــــروا قلوبهــــــــــــــم من جميـع دنـــس  الجسد والـــــــروح ،
 فأشـــــــــــــــــــــــرق عليهـــــــــم الشـــــــــــــــــــــعاع  الممجد الروحاني ،
              و نظـــــــروا قدس الأقداس الساكن فيه المســيح 
             و اتحـــــــدوا بــــــــــــــــــه بالرجــــــاء الكــــــلي ،
             و فرحــــــــوا بعربــــون الطـــــــــــــــــــــــــــــــوبى 
                            ( أي ) النور الموعود به القديسين في العالم الجديد .

و هـــــم كرحـــومين كتبوا لنا ارشــادات وعلامـــات ( الطريق ) التي ساروا هم فيها
 فوجدوا كنز الحياة ،
 و نحن المتضجرين إذا ما قرأنا في كتبهم عن الإرشادات و الإشارات المسطرة فيها ،
 فإننا نركـــــــــب ( أي نؤلف ) تشابيه ، ( وهي  فقط ) تشـــــبه ما ذكـروه ،
 و نحن نظـــــــن أن هـــــــذا هــــــــــو الحـــــق الذي قال عنه الآبـــــــــاء .

فمـــن قبل مجيء المسيح نادي الأنبياء و أنذروا بالسر عن الحبـــل به و ميلاده تدابيره ،
لأن من قبل ظهــــــــــــوره لو كان أحد قال عن الإيمـــان بالأب والابن والـــروح القــدس
                                    لكان عندهم بصفة مجنون و عابد وثن ،
هكذا نحــن النفســــانيين :
                                   إن قال لنا أحد عن ذخيرة الحياة و عن أسرار آبائنا الخفية 
                                   نستهزأ به و يكون عندنا كالجاهل و كمن زاغ عن الحــــق ،
 لذا كتب الرسول بولس  : أن الإنسان النفساني لا يقـــدر أن يقبــــل الروحانيــــــات 
                                   فهي عنده جهـــــــالة  ( 1كو 2 : 14 )

الويل لنا : فأي نعمة نفقدها بإرادتنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق