الميمر الثالث والعشرون ( 6 )
درجات الجهاد
الجهاد و التأمل مع القراءة :
إن كــنت محتاجاً إلي معرفة الحق المزروعة في الكتب فلتكن قراءتك للكتب بفهم وإفراز
لأننا نعلم أنه إذا انفتحــــــت أعين ضمـــيرنا فكـــــل و احـدة من الألفاظ لها مجلـــــــــد
وإذا تأملنا فيها مع الصلــوات ينفتح أمامنـــا فهمها .
وإذا قرأنــا في كتب الآباء و نجد ما هو مكتـوب فيهــــا
عـن معرفـــة
الحـــــــــق ،
فلا نضـــل و نظــــــن أن
بقــراءة الكـلام فقـط و تأملنـا فيـه بمعـــرفة نفســـانية
نصـــير بغتـة
إلي داخـــــــــــــل أســـــــــــــرار سيرتهم الروحــانية ،
لأنهــــــم احتملــــــــوا أولاً ضــــــــوائـق
كثـــــــــــــــــيرة مـــــدة طويلــــــــة ،
و صلبــــــــوا أنفســــــــــــهم
بالأعمـــــــــــــــال لأجــل المســـــيح ،
و طهـــــــروا قلوبهــــــــــــــم
من جميـع دنـــس
الجسد والـــــــروح ،
فأشـــــــــــــــــــــــرق عليهـــــــــم
الشـــــــــــــــــــــعاع الممجد الروحاني ،
و نظـــــــروا قدس
الأقداس الساكن فيه المســيح
و اتحـــــــدوا بــــــــــــــــــه بالرجــــــاء الكــــــلي ،
و اتحـــــــدوا بــــــــــــــــــه بالرجــــــاء الكــــــلي ،
و فرحــــــــوا بعربــــون الطـــــــــــــــــــــــــــــــوبى
( أي ) النور الموعود به القديسين في العالم الجديد .
( أي ) النور الموعود به القديسين في العالم الجديد .
و هـــــم كرحـــومين كتبوا لنا ارشــادات وعلامـــات ( الطريق )
التي ساروا هم فيها
فوجدوا كنز الحياة ،
و نحن
المتضجرين إذا ما قرأنا في كتبهم عن الإرشادات و الإشارات المسطرة
فيها ،
فإننا نركـــــــــب ( أي نؤلف ) تشابيه ، ( وهي فقط )
تشـــــبه ما ذكـروه ،
و نحن نظـــــــن أن هـــــــذا هــــــــــو الحـــــق الذي
قال عنه الآبـــــــــاء .
فمـــن قبل مجيء المسيح نادي الأنبياء و أنذروا بالسر عن الحبـــل به
و ميلاده
تدابيره ،
لأن من قبل ظهــــــــــــوره لو كان أحد قال عن الإيمـــان بالأب والابن والـــروح القــدس
لكان عندهم بصفة مجنون و عابد وثن ،
هكذا نحــن النفســــانيين :
إن قال لنا أحد عن ذخيرة الحياة و عن أسرار آبائنا الخفية
نستهزأ به و يكون عندنا كالجاهل و كمن
زاغ عن الحــــق ،
لذا كتب الرسول بولس : أن الإنسان النفساني لا يقـــدر أن يقبــــل الروحانيــــــات
لذا كتب الرسول بولس :
فهي
عنده جهـــــــالة ( 1كو 2 : 14 )
الويل لنا : فأي نعمة نفقدها بإرادتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق