الثلاثاء، 30 أبريل 2013

لا نهتم إلا بالله ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزء الثانى .


الميمر الثالث ( 1 )

لا نهتم إلا بالله :
الرب بقوله المبارك ألا نهتم بشيء إلا به ،يفتح أمامنا بابا لكي نتخلى و نترك كل شيء، 
 ونصرف عقولنا إلي طلبــــــــــــــه فقط  ،و لا يكــــون ــ يا أحبـــائي ــ اهتمـــام بشـيء
 يفصل بيننا و بين الله ،
و كلما ترك الإنسان الاهتمام بعمل ما،فإنه يري و يهتم بذلك الرجاء الآتي (أي السماوي )
 و بقدر ترفعـه عن اهتمامات الجسد ، هكذا يلتهب و يكــــون نقيــــــــــاً فــي الصـــــلاة.

و بقـدر ما يتحـرر الجســــــد من الارتباط بالأشــــــــــياء هكــذا يتحـــــــرر الفكـر ،
و بقدر ما يتحــرر العقـــــــــل من رباطــــات الاهتمـــــام هكـــذا يتنقـــــي ،
و عندما يصفــــو يلتهــــــــــــــب ،
          و مثلمــا يلتهــــــــــــــب يرتفع عن حركات هذه الدنيا المثقلة بالماديات ،
 و يعرف العقل أن يتــأمل في الله بحاســــــــــــة إلهيــــــــــة و ليـس مثلنــــــا .

و الإنسان لا يدرك هذه الأمور إن لم يستحق أولاً الاستعلان الإلهي ،
و إن لم يصل إلي النقــــــاوة لا تصفــــو خلجــــاته ليبصــر الخفيــات ،
و إن لم يتحرر من كل شــيء يري و من اقتنـــائه ،  
فإنه لا يتحرر من الخلجـــــات التي تتـولد منـــه ، و لا تمتنع عنه الأفكار التي تظلم العقل .

و حيـــث الغشـــــاوة و تشابك الأفكار فهناك الأوجاع  ( أي الحروب )
و إن لم يتحرر الإنسان من هــذه كلها التي ذكرتهــا و من مسبباتها
لا يتمكــن العقــــــــل من التأمل في الخفيــــات (أي الإلهيـــــات ).

فمن اجل هذا أمرنا ربنا :
                               بالتجــــــــــــــــــرد و التمسك بالمسكنة أي الفقر )
                               و الابتعــــاد عــــــن ســــجس العـــــالم
                               و التحـــــلل مــــن الاهتمام بأحد من الناس ،
 هذا حســب قولـــــه من لا يكفر بأهله و بكل شيء له و يكفر بنفسه أيضاً
             لا يقدر إن يكون لي تلميـــذاً (راجع لو 14 : 26 ، 33 )
                                و هذا حتى لا يتسجــــس العقــــل من شـــيء  ،
                               لا بنظـــــر و لا بســــــــمع و لا بهم الأشياء الزائلة 
                               و لا تدبيرها ،و لا حتـــــــــى بإنســـــــــــــــــــــان
           لأنه ربط عقلنا برجائه فقط و إليه تنصرف كل أفكارنا.
                              انه ربـــــــــــط اهتمامنـا به  بالتحــــــلل من الكــل ،
                               فنشتاق إلي مناجـــــــاته بمداومـــــة اهتمامنا به .

الصلاة :
            يلزم المثابرة علي الصلاة لأنه من طول التمسك بها يصبح العقل حكيماً
            و ذلك من بعد التجــرد الذي يحــــل حركاتنـــا ( القلبية ) من الربــــاطات .

و أيضاً يلـــزم المداومـــــة زمانــــــــاً علي الصـــــلاة   حــتى يتـــــدرب العقـــــــــــــــــل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق