الميمر الثالث ( 2 )
الســــابق مطلوب
حتى يوجد اللاحـــق .
فالصــــــلاة يســـــــــــــــبقها الخـــــلوة
،
والخلــــــوة تكـــون
من اجـــل الصـــــلاة ،
والصــــــلاة هي
لاقتنـــــــــاء حــب الله ،
لان منهــا نأخذ دوافــــــــــع لنحب
الله .
+ و ينبغي أن نعرف يا أحبائي إن :
كــــــل مناجــــــــــــــــاة تكــــون ســـــــــــراً
وكـــــل اهتمام جيـــــــد للعقــــل هو في الله ،
و أن كل هذيذ بالروحانيات هو
بدافع من الصلاة ،
و باسم الصلاة يوجــــــد ،
وتحت هذا الاسم ينضوي كذلك :
إن كانت قـــراءة تتلي بتعقـــــــل ،
و أصوات الأفـــواه بتســابيح اللــــه ،
مع الاهتمـــــام بالانسحاق لربنـا ، أو مطانيــــــــات الجســـــــــــــــد ،
وتهليــــــــــــــل المزامـــــــــــير ، و الأمـــــــــــــــور الآخـــــــــــــــري
التي منها نتعلم الصلاة الحقيقية ، و يتولـــــد منهـــا حــــــــب
اللــــه ،
+ و الحـب يوجــــــــــــــــــــــــد بالصـلاة
و الصلاة تكون علي انفراد أي بالخلوة ،
و الانفراد خصيصــــاً
لأجـــــــل الصلاة ،
لـــــــــذا :
و أيضــــــاً
: يسبق الخـــــــلوة رفـــــــــض العــــــالم ،
و إن لـــــم يترك الإنسان العالم أولاً و يتفرغ و يتجرد من كل ما له فلن يقدر أن يتوحد .
وهكــــــذا أيضــــــــاً : ترك العالم يسبقه الاحتمال والصبر و بغض العالم .
ويسبق بغض العالم : خوف جهنم والشوق إلي ما فوق ،
إن لم يخف الفكر من رعب جهنم وتجـــــــــــــذبه محبة الخـــيرات
فلن يتحرك فيـــه بغض هذا العالم ،
و إن لم يبغض العالم فإنه لا يصبر علي التفكير في ترك
ملــــــــذاته ،
و إن لم يسبق
وجود الصبر في العقل
فلا يقدر أن
يختار مسكنا تكتنفه الوحوش وخالي
من الساكنين ،
و إن لم يختر
حياة منفردة لا يقدر أن
يستمر في الصلاة ،
و إن لم يداوم الحديث مع الله و يثبت في الخلجات
الممتزجة بالصلاة و التعاليم التي تخصها ،
فلن يحس بالحــــب ،
لان حــــــب اللـــــه يكون من الحديث معه و الانشغال بالصـــــــلاة في السكون .
و الســــــــــــــكون يتولد من المسكنة ( أي الفقر ) و التجـــــرد ،
و المســــــــــــكنة مـــــــــــن الصـــــــــــــــــــــبر ،
و الصبـــــــــــــــــــر يقتني من بغــــض الشـــهوات ،
و بغــض الشـــهوات ينتــــج من خوف جهنـــــــــم و رجاء ملكـوت
السـماوات ،
و يبغض الشـــهوات من عرف
مرارته وما تعده له وما يفقد من خيرات بسببها .
و هكـــــــــــــــــذا :
فإن كل واحدة من الفضائل مرتبطــــــــــــــــة بالتـــي قبلهــــــــا ،
و منهــا يتهــــــذب العقــــل ويمتد ويرتفع إلي الأخرى الأرفع
منها ،
و إن نقــــــــــص واحدة منها فلا
تثبــــت معـــــه التي بعدهــــــــا
و يكون مصير الكل الانحــــلال ووووووووووووووووووووووووالعـــدم .
والأفضل من هذا ،
هو زيادة الحديث علي الدوام فــــي الصـــــــــــلاة التي بلا طياشة
و لا تحســـــــــبها عملا باطلاً بسبب تركك المزامير ، أفضل من هذا.
حب المطانيات في الصــــلاة
، وإذا أعانك الله فهي
تكمل لك صلاتك
وإذا أعطيت في خدمتــــــــك ( أي صلاتك )
موهبــة الدمــــــــــــوع
فلا
تحسب تنعمك
بها عملاً باطلاً لان كمال الصلاة هو موهبة الدموع .
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق