الاثنين، 29 أبريل 2013

النظر بالصلاة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزء الثانى .


  الميمر السادس ( 1 )

النظر بالصـــلاة 
 الســبح للــــذي أفــــاض مواهبـــه على جنــــس البـــــشر ،
 إذ وهم جســـدانيون جعلهم يتعبدون مثل الطبائع غير المتجسدة (أي الملائكــــــة )
    و هم عـلي الأرض و أيضـاً أهل الطبيعـة الترابية أن تتكلم على مثـل هذه الأسرار ،
 بالأكثر الخطاة مثلي الذي لا أستحق و لا لسماع الكلام عن شيء من هذه الأمور ،
 بل بكثرة إنعامه فتح عمي قلبي لكي أفهم ما تصوره الكتب من تعليم الآباء الكبار ،
 إذ بجهـادي لا أســــتحق أن أختبر واحــدة من آلاف مما أكتـــــب 
و بالأكــــثر في هـــــــــذا الميــــمر  الــــذي أقـــــــوله لأجـــــــــل 
              جذب و نفع كثـيرين ،و استنارة نفسي و الذين يصادفون ،
 هـــــــــذا لعلنـــــا ننتبــــه لاشتهاء هذا الشيء و ندنو من العمـل .. .. 
 و ما هو هذا الشيء ! ؟

النظر بالصـــلاة :
                    اللـــــذة بالصــــــلاة شــيء آخـر غـــير النظــــــر بالصــــــــــــــلاة ،
                    و الثانية أفضل من الأولي كأفضليــــــة رجل كامل عن طفل صغير ،
                              ( فأحيانا ) تحلـــو الألفــــــاظ  في الفــم  ، 
فكل لفظ من الصلاة يتلي بغير عدد و لا يعرف الشبع منه، و لا يتركه ليعبر إلي آخــــــر .

و ثم وقـت في الصلاة تتولد ثاؤريا و مناظر إلهية  ،فتقطع استمرار الصلاة من الشفتين ،
و يكون ذاك الذي ينظر كجثة لا نفس فيها من التعجب ، و هذا ما ندعوه النظر بالصـــلاة
ــ و لكن ما يتصور ليس شبه أو شكل حسب قول الجهال ــ
 و أيضاً هذه الثاؤريـــــا التــــي بالصلاة فيها منازل ( أي درجات )و مواهب متميــــــــزة ،
       و الي هذا الحد ما زالت صــــــــــــلاة
         لان الفكــــر لم يعبر الحد ليصل لذاك الشيء الذي هو أفضل من الصلاة .

 لان حركات اللســـان و القــــــلب بالصـلاة  هي مفتـــاح لـــــذاك الشـــــيء
 الذي من بعده يكون الدخول لمحل الكــنز ، حيث تهــــدأ كل الأفواه و الألسن
 و القلـــب الذي هـــو مخزن الأفكـــــار
 و الذهــن الذي هـــو مــدبر الحــواس، 
 و الضمير الـذي مثــل الطــــــائر الرشـــــــيق الخفيـــــــف الجســــــــــــــــــــــور ،
             و لا يتوقف هذا التضرع و الأفكـــار و نشـاطها لان صاحب البيت قد أتي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق