الميمر السادس ( 1 )
النظر بالصـــلاة
النظر بالصـــلاة
الســبح للــــذي أفــــاض مواهبـــه على جنــــس البـــــشر ،
إذ وهم جســـدانيون جعلهم يتعبدون مثل الطبائع غير المتجسدة (أي الملائكــــــة )
و هم عـلي الأرض و أيضـاً أهل الطبيعـة الترابية أن تتكلم على مثـل هذه الأسرار ،
بالأكثر الخطاة مثلي الذي لا أستحق و لا لسماع الكلام عن شيء من هذه الأمور ،
بل بكثرة إنعامه فتح عمي قلبي لكي أفهم ما تصوره الكتب من تعليم الآباء الكبار ،
إذ بجهـادي لا أســــتحق أن أختبر واحــدة من آلاف مما أكتـــــب
و بالأكــــثر في هـــــــــذا الميــــمر الــــذي أقـــــــوله لأجـــــــــل
جذب و نفع كثـيرين ،و استنارة نفسي و الذين يصادفون ،
هـــــــــذا لعلنـــــا ننتبــــه لاشتهاء هذا الشيء و ندنو من العمـل .. ..
و ما هو هذا الشيء ! ؟
النظر بالصـــلاة :
اللـــــذة بالصــــــلاة شــيء آخـر غـــير النظــــــر بالصــــــــــــــلاة ،
و الثانية أفضل من الأولي كأفضليــــــة رجل كامل عن طفل صغير ،
( فأحيانا ) تحلـــو الألفــــــاظ في الفــم ،
فكل لفظ من الصلاة يتلي بغير عدد و لا يعرف الشبع منه، و لا يتركه ليعبر إلي آخــــــر .
و ثم وقـت في الصلاة تتولد ثاؤريا و مناظر إلهية ،فتقطع استمرار الصلاة من الشفتين ،
و يكون ذاك الذي ينظر كجثة لا نفس فيها من التعجب ، و هذا ما ندعوه النظر بالصـــلاة
ــ و لكن ما يتصور ليس شبه أو شكل حسب قول الجهال ــ
و أيضاً هذه الثاؤريـــــا التــــي بالصلاة فيها منازل ( أي درجات )و مواهب متميــــــــزة ،
و الي هذا الحد ما زالت صــــــــــــلاة
لان الفكــــر لم يعبر الحد ليصل لذاك الشيء الذي هو أفضل من الصلاة .
لان حركات اللســـان و القــــــلب بالصـلاة هي مفتـــاح لـــــذاك الشـــــيء
الذي من بعده يكون الدخول لمحل الكــنز ، حيث تهــــدأ كل الأفواه و الألسن
و القلـــب الذي هـــو مخزن الأفكـــــار
و الذهــن الذي هـــو مــدبر الحــواس،
و الضمير الـذي مثــل الطــــــائر الرشـــــــيق الخفيـــــــف الجســــــــــــــــــــــور ،
و لا يتوقف هذا التضرع و الأفكـــار و نشـاطها لان صاحب البيت قد أتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق