الاثنين، 29 أبريل 2013

الدهش ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزء الثانى .


الميمر السادس ( 2 )

الدهش :
إن قــــوة النامــوس و الوصايا التي وضعت للبشر نهايتها نقــاء القـلب حسب قول الآباء ،
    و أيضاً جميع أنواع وأشكال الصلاة التي يصليها الناس قدام الله نهايتها الصلاة النقية ،
بل و أيضاً كل التضرعـــــات القلبيـــــة و الحـــــزن و الخضــــوع و الدمـــــوع الحـــــــــلوة
          و أي نـوع آخـر من الصــلاة ، فحـــــــــــــــــــــــدها ( أي أقصي ما توصـــل إليه )
هو الصلاة النقية حسبما ذكرت .

و عند تجاوز حد نقاوة الصلاة ( أي الوصـــول إلي ما هو أعمـــق من الصـــلاة النقيـــة ) ،
فلا يكون للضمير صــــــــلاة و لا حــــركة و لا دمـوع و لا تضــرع و لا سلطان ( أي إرادة )
                  و لا حـــرية و لا شهوة و لا اشــتيـاق إلي شـــيء ممكنـــاً يرجــــي ،
                  و ينتظر في هذا العالم و في العالـم الأتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي .

لان ما بعـد الصــلاة النقيـــة ليـس صــــــلاة  ،
لان جميــع حـركات الصــلاة و أشـــكالها تقف قدرتهــا عند الوصول بالعقــل إلي هنــا.
و لأجل هذا فيها جهاد وعناد و من بعد هذا الحد لا يبقي إلا دهش و تعجـب وليس صلاة .

فهنـــا تتوقـــف الصــــــــــــلاة ، و العقل لا يصلي صلاة بل ينظــر نظــرا ،ً
لان كل أنــواع الصــــــــــــــلاة  تتحـــــرك بالحـــــــــركات النفســــــــانية
و لكن إذا مــا دخل الذهـــــن إلي الحركات الروحانية فليس هناك صلاة .

الصلاة شيء ، و آخر هي الثاؤريا أي النظر الروحي ،
و إن كانت تتولد من بعضها ، فتلك بذار وزرع ، و أما هذه فهي حمل الأغمار ،
و إذ بالنظر الذي لا يعــبر عنــه بالكلمـــات يدهــش الحاصــــد و يتعجـــــــب ،
فكيف من حبــوب صغــيرة بذرهـا ينبت أمامه بغتة سنبل جليـــل ممجــــــد ،
و في نظره هذا يتوقف العقل عن أي حركة .

كل صــــــــــلاة إنما هي طلبـة أو ســؤال شــــيء ، أو تمجيــد و شـــكر ،
فأبحث و أفحص :
إن كان العقل عندما أخترق الحـــد  و  عبر إلي تلك البلدة ( أي الدهش )
          هــل يكــون في أي حـال من هـــذه من حــــــــالات الصــــلاة ؟ .

و سؤالي هذا هو لمن يعرف الحقيقة ( أي حقيقة الدهش ) ،
 لان هـــذه الإفرازات (أي الحالة المتميزة أي الدهشليس لكل إنسـان أن يتفحصها ،
بل للـــذين رأوا بأنفسـهم ،و خدمـــوا هذه الأمـــــور ، أو تربـــوا لدي أبـــاء عارفــــين ،
فمن فم هؤلاء تقبل الحقيقة ،فهم بهذه المفاوضات إجتازوا بحياتهم في فحص هذا الأمر
 بالسؤال و الإجابة عن حقيقته .

   و كما انه بعد جهد تجد و احداً بين ربوة من الناس ،
  قد أكمل الناموس و الوصايا و أهل لنقــاوة النفس ،
هكذا أيضاً و احد من كثيرين تجده قد أستحق ــ بعد تحفظ كثير و حرص ــ
للصلاة النقية و أخترق ا لحدو أستحق ذاك السر .

 فليــس كثيرون يستحقون و لا للصلاة الزكية ،
بل أفراد قليلون،فالسر الذي هو أسمي منها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق