الاثنين، 29 أبريل 2013

الاستعلاانات والمناظر الروحية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الخامس ) ـ الجزء الثانى .


الميمر الخامس ( 11 )
تميز قدرات العقل غير المادية ،
و الاستعلاانات والمناظر الروحية .

  
نظـــــــــر الإلهيـــات :  هو استعــلان عقلي غير محســـــــوس ( أي غير مادي ) .
  و الاستعلان الإلهي :  هو حركة العقـــــــل بالمعاني الروحيــة بشأن اللاهــوت .

  و هـــــــــــــــــــــــــذه ليســت موضوعــة و لا فــــــي طبيعـــــــة الملائكــــــــــــــــة ،
  لكنهـــــــــــــــــــــــــا تتحرك من ذاتهــــا في النفوس بأســـتعلان النعمـــــــــــــــــــة ،
  لان رؤية الكائنـــــات شيء آخــــر غير الحركة القلبية بالأستعلان عن الطبيعة الأزلية ، 

وووو الأولي ( أي الرؤيـــــــــة بعينـــــــــــــــــي الجســــــــــــــد )
               هي بسبب المحسوسات التي تكون أمــام العـــين ،
أما الثانية فليســـت بسـبب المكـــان ( أي وجود أشــياء مادية ) ،
بل بالعقل من النقاوة المثلثة الأجزاء الرئيسية(أي نقاوة النفس و الجسد والروح )
    و حسب قول الآباء فواحد من ألاف من الصديقين استحق أن يؤهل لهذا الإحساس     الأعظم   الذي هو الثاؤريا ) أي التأمل الروحي )
و حسب قول الآباء  :
فواحد من ألاف من الصديقين استحق أن يؤهل لهذا الإحساس الأعظم  
                           الذي هـــــــــــو الثاؤريــا (أي التأمل الروحي)  
              في تجسد سيدنا و ظهوره بالجسد مرتبطاً بتأمل الأزليات .

 و أما نظـــر الملائكـــــــــــــة الحقيقـــي فهـــو الإدراك الروحي لهـــــــم ،
  لان طبيعة القوات الروحانية لا يمكـــن أن تــــري خارجـــــاً عن العقــــل ،
 وإذا إستحق الإنســــــــــــان أن ينظرهم في طبيعتهم بحالتهم كخليقة روحانية
  فهذا يكون باســــــــــــعلان من النعمة بتصور روحاني يتحرك في العقل نحوهم .

 لان النفس إذا تطهرت تستحق أن تنظر أنسباءها و رفقاءها الذين رقـدوا
 و لكـــــــن ليس بهذه الأعـين تنظـــرهم لان ليـــــس لهــــم أجســــــــاد ،
 و من غير النظــر النفســـاني الذي هو الثاؤريــا الحقيقيـــة لا ينظــــرون ،
 إلا إذا تبدلت طبيعتهم عند ظهورهم ،

 و هذه الرؤيـــا من غير النقاوة الثانيـــة التـي للعقل لا يمكن للإنسان أن يقبلها  ،
 و أما ظهورهم ( أي الملائكة ) لأناس و لهم أشكال فهذا ليس نظراً حقيقيـــاَ ،
          بل هـــم يخدمـــون ترتيـــب التدبـــير و السياســـة الإلهيـــــــة ،
 إذ هم يرسلون لتعزية و تشـــجيع السذج البســطاء فيظهرون بنظر محسوس ،
 بل و حتى اللذين ليسوا مزكين  ،فقــــــد يحصل لهم هذا النظر و هذه الرؤيـــا .

 و المرتبة الأولي ( أي الاستعلان الإلهي )
                     إنما تكون فقــط لأنــاس مســـــــتنيرين بالمعـــــــــرفة
 و ارتفعـــــــــــوا بتدبـير ســــــــيرة السكون الممجد إلي رتبة النقـــــاوة
                    هؤلاء الذين عرفوا جثـــو الركــــب الحـــــلو اللذيـــــــــذ
                    الــذي مـــــــــــع سكوت اللســان يمجــد القلب بهـدوء
                    و تســــــــــبيح لاتتوقف حركتــــه من اللــــــــــــــــــذة
                    إذ يكون الجسد منحنيـــــاً على الركـــــــــب بسكــون .

 طوبي لمن أغتدي من هذه الاستعلانات علي الدوام ،
                   لأنــــه ليس من الإرادة و لا يجـده في كل وقت يطلبه ،
 و هذا هو التنعم الجزئي الذي يعطي لتعزية من يتدبر بسيرة السكون بوداعة قدام الله .

  و إن ثبت فيه ( أي في السكون ) بالبساطة  
     و أهتــم بنقــــــاوة عمله و أهلـــت ســـيرته و أســـتحق ، 
فبعــد وقت قليـــل :
         يؤهل أيضاً لتلك التي ذكرناها في أول هذا الحديث ( أي الاستعلان الإلهي ) .

  و أما المبتدئون في هـــذه الســيرة و قصـــدهم مستقيم ،
                       فأنهم أولاً بالقراءة تذيقهم النعمة مثل هذه الأمور وما يشبهها  ،
                       و تبتعــد أفكـــــــارهم عـــن الهذيــــــــذ بالأرضيـــــــــــــــــــــات
و تدنيهـــم  النعمـــة إليهـــا و يعملـــــون ( أي يجاهـــــدون ) و يسـهرون و لا يتعبـــون ،
وإذ تعمقوا قليلاً في أسرار السكون يكون لهـم ذلك الإحساس بالصـلاة و خدمة المزامير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق