الميمر الخامس ( 11 )
تميز قدرات
العقل غير المادية ،
و الاستعلاانات
والمناظر الروحية .
نظـــــــــر الإلهيـــات : هو استعــلان عقلي غير محســـــــوس ( أي غير مادي ) .
و الاستعلان الإلهي : هو حركة العقـــــــل بالمعاني
الروحيــة بشأن اللاهــوت .
و هـــــــــــــــــــــــــذه ليســت موضوعــة و لا فــــــي طبيعـــــــة الملائكــــــــــــــــة ،
لكنهـــــــــــــــــــــــــا تتحرك من ذاتهــــا في النفوس بأســـتعلان
النعمـــــــــــــــــــة ،
لان رؤية الكائنـــــات شيء آخــــر غير الحركة
القلبية بالأستعلان عن الطبيعة الأزلية ،
وووو الأولي ( أي الرؤيـــــــــة بعينـــــــــــــــــي الجســــــــــــــد )
هي بسبب المحسوسات التي تكون أمــام العـــين ،
أما الثانية فليســـت بسـبب المكـــان ( أي وجود
أشــياء مادية ) ،
بل
بالعقل من النقاوة المثلثة الأجزاء الرئيسية(أي نقاوة النفس و الجسد والروح )
و حسب قول الآباء فواحد من ألاف من الصديقين استحق أن يؤهل لهذا الإحساس الأعظم الذي هو الثاؤريا ) أي التأمل الروحي )
و حسب قول الآباء :
فواحد من ألاف من الصديقين استحق أن يؤهل لهذا الإحساس
الأعظم
الذي هـــــــــــو الثاؤريــا (أي التأمل الروحي)
في تجسد سيدنا و ظهوره بالجسد مرتبطاً بتأمل الأزليات .
و أما نظـــر الملائكـــــــــــــة الحقيقـــي فهـــو الإدراك
الروحي لهـــــــم ،
لان
طبيعة القوات الروحانية لا يمكـــن أن تــــري خارجـــــاً عن العقــــل ،
وإذا إستحق الإنســــــــــــان أن ينظرهم في طبيعتهم بحالتهم
كخليقة روحانية
فهذا
يكون باســــــــــــعلان من النعمة بتصور روحاني يتحرك في العقل نحوهم .
لان النفس إذا تطهرت تستحق أن تنظر أنسباءها
و رفقاءها الذين رقـدوا
و لكـــــــن ليس بهذه الأعـين تنظـــرهم لان ليـــــس لهــــم
أجســــــــاد ،
و من غير النظــر النفســـاني الذي هو الثاؤريــا
الحقيقيـــة لا ينظــــرون ،
إلا إذا تبدلت طبيعتهم عند ظهورهم ،
و هذه الرؤيـــا من غير النقاوة الثانيـــة التـي
للعقل لا يمكن للإنسان أن يقبلها ،
و أما ظهورهم ( أي الملائكة ) لأناس و لهم
أشكال فهذا ليس نظراً حقيقيـــاَ ،
بل
هـــم يخدمـــون ترتيـــب التدبـــير و السياســـة الإلهيـــــــة ،
إذ هم يرسلون لتعزية و تشـــجيع السذج البســطاء فيظهرون بنظر محسوس ،
بل و حتى اللذين ليسوا
مزكين ،فقــــــد يحصل لهم هذا النظر و هذه الرؤيـــا .
و المرتبة الأولي ( أي الاستعلان الإلهي )
إنما
تكون فقــط لأنــاس مســـــــتنيرين بالمعـــــــــرفة
و ارتفعـــــــــــوا بتدبـير ســــــــيرة السكون الممجد إلي رتبة
النقـــــاوة
هؤلاء الذين عرفوا جثـــو الركــــب الحـــــلو اللذيـــــــــذ
الــذي مـــــــــــع سكوت اللســان يمجــد القلب بهـدوء
و تســــــــــبيح لاتتوقف حركتــــه من اللــــــــــــــــــذة
إذ يكون الجسد منحنيـــــاً على الركـــــــــب بسكــون .
طوبي لمن أغتدي من هذه الاستعلانات علي
الدوام ،
لأنــــه
ليس من الإرادة و لا يجـده في كل وقت يطلبه ،
و هذا هو التنعم الجزئي الذي يعطي لتعزية من يتدبر بسيرة السكون بوداعة قدام الله .
و إن ثبت فيه ( أي في السكون ) بالبساطة
و أهتــم بنقــــــاوة عمله و
أهلـــت ســـيرته و أســـتحق ،
فبعــد وقت قليـــل :
يؤهل أيضاً لتلك التي ذكرناها في أول هذا
الحديث ( أي الاستعلان الإلهي ) .
و أما المبتدئون في هـــذه الســيرة و قصـــدهم مستقيم
،
فأنهم أولاً بالقراءة تذيقهم النعمة مثل هذه الأمور
وما يشبهها ،
و تبتعــد أفكـــــــارهم عـــن الهذيــــــــذ بالأرضيـــــــــــــــــــــات
و تدنيهـــم
النعمـــة إليهـــا و يعملـــــون ( أي يجاهـــــدون ) و يسـهرون و لا يتعبـــون ،
وإذ تعمقوا قليلاً في
أسرار السكون يكون لهـم ذلك الإحساس بالصـلاة و خدمة المزامير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق