الميمر
الرابع ( 1 )
في الأسباب
التي من أجلها
+ محبــــــة اللـــه مكنــوزة في قلـــــــوب القديســــين
الذين من اجــــل اســــــــمه يحتملون أن يكونــوا في الشـدائد
و لا يبتعدون عما يحبـــــه الله ، وبهذا تقتنى قلوبهــــم
دالـــــــه
لينظروا إليه بـــلا حجـــــــــاب ، وبالثقة يطلبـــــون منه
سؤالهم.
+ عظيمة هي قـــــوة الصلاة النقية ،
و لأجل هذا يـــدع الله قديســــــيه يجربون من الأعداء
،
لكي
بالتجربة يعرفون معونتــــــه
و كــــــــم هـــــــــــــو معتنى بهم ، و انه يكون لهم مخلصاً في
شدائدهم ،
و هم يقتنــــــون مــن الشـــــــدائد حكمـــــــــــــــــــــــــــــــة
كيلا يكــونوا امـــــين بلا المعـــــرفة و مدربين على الناحيتين ،
فهم مــــن التجربـــة يقتنــــــــــــون معـــرفــة كــل شــــــيء
و أيضـــــــاً
لا تســخر بهــــــــــــــــم الشـــــــــــــــــــــــياطين .
فلـــو انه يدربهــــم بالصــلاح فقـــط لكان تدريبهـــم
ناقصــــــاً في الأمور الأخرى ،
و يكونون امين في القتال .
و إن قلنـــــــــــــــــا انه يمكنــــــــــه تدبيرهم أي يسوس أمورهم
دون أن
يكــــــــــون لديهــــــــــــــــم معــــــرفة أو تــــــــــــــــدرب ،
و لمن يفكر بذالك نقــــول :
لعله
يريدهم أن يكونوا مثل الثيران أو الحمير الذين ليـس لهم حــــرية في شــــــيء.
فالإنســـــــــــــــــــــــــــان
لا يتذوق الـخـــير إن لم يجرب أولا بالبلايا وتصادفه الشرور ،
و هو بمعرفة وحرية يجرب حاسباً إياهــــــا أموراً
خاصـــة به (أي لمنفعتـــــــــــــــه).
+كم هي حلاوة المعرفة التي
تكــون عن تدرب واختبــــــار للأمــــور
،
و كم مـن قوة عظيمــــة تمنحها
التجربـــة للمختـــــــــــــــبر الــــــذي
نال هذه المعرفــة في نفســــــــــه ،
و هــــــى معلومة لمن تذوقوها ،و أدركوا
أيضاً ضعف الطبيعــــة و معونة القوة الإلهية
و عند ذلك يدركون انه منع عنهم قوته ، أولاً
و عندمــــا دخلوا بطبيعتنا الضعيفة في
صعوبة البلايا وشرور العدو ،
و شــعروا بما عليهم من قتال وأي طبيعــة هـــــم لابســـــــون ،
و كيـــــــف هم محفوظون بالقوة الإلهيـــــة،
و كيــــــف أنهم مهما سعوا ومهما ارتفعــوا
فإنهــــــــم يضعفون و يخــزون أمام كل وجــع
و ذلـــــــك إذا ابتعدت عنهـــم القوة الإلهيــة ،
لكـــــــــي من كل هذا يقتنــون الاتضــــــــــاع فيتقدمـــــــون إلــــــى الله
و لمعونتـــــــــــــــــه يربحــــــــــون و على الصلاة يداومـــــون ،
فمن أين اقتنوا هذا؟!
لولا أنهم اكتسبوا التجربة و الخبرة من بلايا كثيرة تركهم الله ليجربوا
بها
كما قيل :
+ و لكي يقتنى الإنسان إيماناً ثابتــاً
فإنـــــه
من البلايـــا يختـــبر المعونة الإلهيـــــة ،
و يزداد في الإيمان بالاختبار مـــرات كثــــــيرة ،
و من هنا فهو ـ لا محالة ـ يقتنى ثقة
و قوة من التأديب ،
إذ أن التجارب و البلايا نافعة لكل إنسان ،
و إذا كان بولس قد انتفع من التجــــــــــارب ،
حـــــــــــــين إذ يستد كــل فـــــم و يبهت العالم كله قدام
الله .
الحريصون يجربـــــــــــــون ليزداد غناهــــــم ،
و المتوانون بالضـــــــــــربات يحفظـــــــــــــون ،
و كل ابـــن لا يقبل التأديب لا يكون أهـــــلا لغنــــــــى أبيه
ليتقــــوى به ،
من اجل هذا يــــــؤدب الله ويضنـــــــــك أولاً و من بعد
ذلك يظهر عطاياه.
المجد لذلك الافتقاد الذي بالعقاقير الحـادة
يقدمنـــــــا إلى نعمة الصحة.
ما مـــــــــن احــــــــــــــــــد لا يكون وقت التأديب عليه شديداً ،
و لا
احد لا يتوجع إذا شرب مـــــــــرارة ســــــم البـلايــــــــــــا ،
التي بدونها لا يمكن اقتناء مـــــــــزاج صحيـــــــــــح .
و كل صــــــــبرنا في هذه البلايا ليس هو منـــــــــــا ،
فمن أين للوعاء الذي مــن الطين أن يصبر لتيار
الماء ،
إلا إن تشــــدده و تقــــويه النـــــــــار الإلهيـــــــــــــة ،
فإن نحن انحنينا و طلبنا باتضاع و بشوق و دوام و تجلد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق