الثلاثاء، 30 أبريل 2013

لا نسأل عمل أعجوبة من غير ضرورة ملحة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) ـ الجزء الثانى .


الميمر الرابع ( 2 )
ينبغي ألا نسأل أو نشتهى 
عمل أعجوبة ظاهرة أو استعلان
من غير ضرورة ملحة 
  و إن كان الـــــــــرب قريبـــــــــــــاً في كل حــــــــين بمعونتــــــــه للقديســـــــين ،
  لكنه من غير ضرورة لا يظهر قوته ، وبدون  ســــــبب لا يفعـــــــل أية ظــــــــــاهرة
 و ذلك لكيلا تكون  معونته الخاصة بلا طعم  ، و مزدراة انه يفعل هكذا لاهتمامه بهم
 و يريد أن   يظهـر لهم أن اهتمـامه الخفـــي  بهم لا يتوقف و لا سـاعة واحــــــــــدة .

              و ذلك لكي يكون لهم حرص حسب قوتهم و يتعبون في الصــــــــــــــــلاة
                                         حتى لا يتركهــــــــم فــــــــي أي شـــــــــــــــــيء.
  إمـــــــا إن كان هنـــــاك شــــيء عســــر لا تدركــــــــــــــــــــه معرفتهـــــــــــــــــــم

                و ضعفوا و احتـــــاروا بســـبب عدم كفــــــــــــــاءة الطبيعــــة الإنسانية ،
   فهو حين إذ يتممــه كعظيــــــم قوتـــــــه كمـــا ينبغــــــــــي ، 
               فيعرفـــون أن لهـــــم معـــــين ،
 و هو كقادر يقويهـــــــم خفيـــــة تجـــــــاه الشدة بالمعرفة التي يعطيها لهم ،                       و تنحـــــــــــل عراقيل ضيقاتهم 
  و بالنظر و الثاؤريا  (أي التأمـــــــل ) ينتبـــــه إلــــــــــــــى التمجيـــــــــــــــــــــــــــد ،
                      و بهـــذا تكـــــون المنفعـــة للناحيتــــين (أي النجـاة و تمجيــد الله) ،
                      و لكــن إن كـــان الأمر يحتاج لفعل ظاهر لأجل الضرورة يصنع ذلك .

 حكيمة هي تدابيره و هو يعمل بحسب الحاجة و الضرورة و ليس تخبطاً أو كيفما اتفق ،
و الذي من غير ضرورة :
      يجثر على هذا أو يطلب من الله و يشتهى أن يفعل  على يديه عجائب وآيات ،
       فهذا قد امتحن و ســــــــخر به الشيطان المستهزئ و ضعفت نيته طلباً للافتخار .


   لأجــــل الشـــــــدة ينبغـــــــي أن نســــــــــــــــأل معــــــونة الله ،
   و من غير ضـــرورة لا ينبـغي أن نجــربه ،لان هذا الأمـــــــر خطر ،   

   و الذي يشـــتهى هذا فليـــس هـــو صـــــــــديق حقــــــــــــــــــاً ، 
   أما كل القديسين فالـــــرب كان يفعــل المعجـزات على يدهـــم من غــير إرادتهــم ،
  إما إن الإنســـــان يشـتهى هـذا فهو سقوط من الاحتراس و قد ذل عن معرفة الحق ،
                                   و إذا أعطـــيت هذه لمن يســأل( هذا مجـــرد افــــتراض )
                                   فإنــه سيشـابه ذلك الذي تجاســـــــر على ســــــيدنا
                                  و يجد الشيطان الفرصــــة ليجــــربه بمـــا هو أعظــــــم .

 الصديقـــــون الحقيقيـــــون يفكرون على الدوام في أنفسهم أنهم
                                 لا يسـتأهلون النظــــــــر إلــــــــى الله ،
 و ليس فقط لايشتهون هذا  ، بل وان أعطـوها فلا يريـدوهــا ، ليـس فقـط قدام النــاس ،
                                 بـــــــــــل و لا بينهم و بين أنفسـهم ،

  حتى إن احد القديسين ـ  لأجل نقاوته ـ 
  أعطى هذه الموهبة إلا وهى أن يعرف مسبقاً أن إنساناً يريد المجيء إليه ،
  فطلـــــب مـــــن الله وســأل آخـرين إن يطلبــوا معــه ليأخذهــــا منـــــــه ،

  و إن كان احدهم رضي بذلك الأمر ، فإن من الضرورة أو من البســــاطة صنـــع هــذا ،
 و إما الباقــــــــــون فكان الافتقـــاد الإلهــــي يتحــرك فيهـــم ليـــــس كيفمـا اتفق ،

  فهوذا القديس امونيوس لما مضى لزيارة القديس انطونيوس ،
 و ضل الطـــريق انظــر ماذا قـــال ؟  و مــاذا فعــل الله معـــه ؟
  قال :  " يارب دلني إلى مغارة عبدك "
             فرأى يدا تــــريه الطـــــريق . 

و اذكر أيضاً ما صنع مقاريوس :
لما كان ماضياً في الطريق وزنابيله على كتفه قال :
 " يارب أنت تعلم أن ما بقـى في قـــوة "
 فوجد في الوضع الذي كان ماضياً إليه .

 الصديقــــون الحقيقيــــــون يفكرون على الـــــدوام  ، أنهم لا يستحقون الله ،
                                و هم بهذا يختبــــــــرون   أنهم متســــــــحقين ،
 فهـــــم يحسبون أنفسهم حقراء و غير مستأهلين  ان    يهتـــــم بهـــــم 
 و كانوا يعترفــون بهـــــــذا ســراً و علانيـــــــــــــــة  لأنه كانوا يعطن حكمـــة
  كيـــلا يتهاونـون فـــــــي الشيء الــــــــــــــــــذي ينبغـــي التمسك بـــــه ،
  و لم يتوقفوا عن العمل كل حين ،
  لان زمان النياح محفوظ لهم في العالم الجـــــديد ، و الذين يسكن الله فيهم
       لا يشتهون أن يكونــــوا في نيــــاح ههنــــــا و لا خلوا من الأحــــــزان ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق