الأربعاء، 24 أبريل 2013

الوحــــــــــدة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر التاسع ) ـ الجزء الثانى .


الميمر التاسع ( 5 )

الوحــــــــــدة :
إن كنـــــت قـــــد أهــــــــــــلت 
                                    للوحـدة الخفيفــــة الوســق و لامتــلاك حريتهـــــــا ،
 فلا ترعبك فكرة الخوف كالعادة ، 
                                    تلك الأفكار التي تتردد كثيراً بأشكال متعددة متغيرة ، 
بل ثق و صدق أن    معك حارساً ،
و  كن كإنسان متأكد بحكمة ثاقبة إنه :
و جميع الخليقة تحت يد سيد و احد ، و أمر و احد يحرك الخليقة جميعهــا
                                              و يهديهـــا و يسوســها و يدبرهــــا ،
و لا يســــتطيع إحداها أن يؤذي رفيقه من غير سماح و أمر الخالق المدبر ،

 و هي جميعها تحت العناية و السياسة . فانهض الآن و ثـــق و تشــــــجع ،


 و أعلـــــم أنه : و إن كان قــد أعطــيت حــرية الإرادة لأفــراد مــن الخليقـــة
   و لكن ليس في كل شيء ،
 فلا الشياطين و لا الوحوش المفسدة ، و لا الدبيب و لا الناس الأشــرار
 يقدر أحد منهم أن يصنع إرادته بإيذاء رفيقه ،إن لم يسمح له بأمر المدبر ،
 و هو يعطي فسحة محددة لذلك .


 الله لم يسمح أن تكون حرية المخلوق تامة ، و إلا ما عـــــــــاش كل ذي جســـــــــد .
 و الله لم يترك الحرية 
             للشياطين و الناس لتدنوا من خليقته ليباشروا معهم ما يريدون من الأذى .
فلأجل هذا قل لنفسك :
                           إن معي حارساً فلا يســتطيع أحــــــــــد من المخــلوقين
                          أن يظــــهر مجرد ظــهور أمامي من غـــير سماح من فوق ،
 لذا فحتـــى لو كـــنت تنــظـــر بعينيــك و تســـمع بأذنيــــــك تهــديدهم لـــك
 فلا تصدق أنهم يجسرون عليك ، لأنه لــو كان سمح لهــــم بالأمر السمائي
 ما كانوا مضطرين للقول و التهديد بل لأتموا بالفعل كل ما أرادوه .

وقل أيضاً لذاتك :
                 اذ كان لسيدي إرادة أن يتسلط الأشرار ، علي فلا اســـتصعب أنا ذلك
                و كأني إنسان يريد إبطال إرادة سيدة ، و بهذا تمتلئ فرحاً في تجاربك .
               و كمثل من شعر و عرف أن أمر سـيده  هو الذي يدبره ،
 أسند قلبك بثقة الإيمان بالرب
و لا تجزع من خوف الليل و لا من سهم يطير فــــــــــي النهار ( مز 90 قبطي )
لأن إيمان التصديق بالله يجعل الوحوش البرية كالحيوان  ( المستأنس ) و الغنم ،

 و قل لذاتـــــــــك :
                      أنا و إن كنــت لســــت بصــديق حــــتى أتكل على الله و أثــق به ،
 لكني متأكد أنني
                    لأجل عمل البر قد خرجـت إلي البرية و القفر المملوء من كل ضيق ،
و لهذا فأنت خــادم لإرادة الله ،و لكن إن لم يكن الأمر علي هذا المعنى (أي الغرض )
فباطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل تشــقى و تكـــابد الأحــزان و تقـــاسي الضيقــات ،

الله  لا يريـــــد شـــــــــقاء النـــــــــاس و أحـــــــــــــــزانهم ،
     بل لكي تقرب له ذبائح المحبـة التي هي أحزان قلبك، 
     و بهذا المفهـــــوم يظهــــر كل محبـــي الله نيتهــــــم
     أنه لأجــــل محبتــــه يتضــــايقون كمــا قـــال الرسـول :
    " جميع الذين يريدون أن يعيشوا بمخافة الله يتضايقون " (2تي 3 : 12 )
   و بعد ذلك يعطيهــــم الســلطان على كنــوزه الخفيــــة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق