الميمر التاسع ( 4 )
الأفكار المضادة :
الضجر يكون
مـن طياشة الأفكار ،
و الطياشة تنتــج :
مـــن التوقف
عن الجهاد و القـــــــــــــــــــــــــراءة ،
و عن ملـــــئ البطـــــن .
إذا لـــــــــــــــــم نردد أفكـــار الأعــداء
المتكلمــين فــــــــــــــي داخلنـــــــــــــــــــا ،
بل بتضـــرع الصــــــــــــــــــلاة نقطــــــــــــع كلامهـــــــــــــــــم ،
فهذا دليل واضح عــــــلى أن العقــــــــــــــــــــــل قد وجد حكمة و قـوة
من النعمة ،
و أن
معرفته الحقيقية قد عتقته ( من الأفكــار الشــريرة ونتائجها )
و فتحــت له وســـــائل فعــالة ،
فـــــــــــأدرك
طريقاً مباشراً عـــوض الدوران في طــرق طــويلة ،
لأنه ليـــــــــس في كل و قت تكــــون
لنـــا القــــوة ( أي القـــوة مــن النعمــــة )
لنجـــــــادل
الأفكــــار المضــــــادة و
نســــــــــــــــــــــــــــكتها ،
بل قـــــــــد يعرض لنا في وقــــت أن نجـــرح منهـــا بجراحــات
بل قـــــــــد يعرض لنا في وقــــت أن نجـــرح منهـــا بجراحــات
لا تشـــفى إلا بعــــــــــــــــــــــد زمـــــــــان طويـــــــــــــــــــل .
لأنك بذلك تدخل نفسك في المجادلة و الكلام
مقابل الذين لهم ستة آلاف ســــنة ،
و هم أيضاً أكثر عدداً منك و لهم حيــل و سبل تفوق
حكمتك و خبرتك لذا يجرحونك،
فحتى لو أنك غلبت ، فإن
صـدى الأفكار يوســــــــــــــــخ عقلك
و رائحته نتانتها تمكث زماناً في أنفــك ،
و أما بالنوع الأول ( أي عــدم مناقشـة الأفكــار و مقاومتها بالصــــــــــــلاة )
صـدى الأفكار يوســــــــــــــــخ عقلك
و رائحته نتانتها تمكث زماناً في أنفــك ،
و أما بالنوع الأول ( أي عــدم مناقشـة الأفكــار و مقاومتها بالصــــــــــــلاة )
فانك تعتق من هذا جميعــه و تستريح من هذا الرعب
.
ــ ليس شيء يعضد و يعين مثل الصلاة .
ــ الدموع في الصلاة هي علامة
الرحمة الإلهية التي حظت بها النفــــــس
و أنهـــا قد قبـــــــلت بواســــــطة التـــــــــــــوبة
و بـــدأت تدخــــــل برية
النقــــاوة .
إن لم تنتشل الأفكار من هذيذ الأمــور الزائلــــة ،
و ينبـــــــــــــذ منهــــــــــــــــــــا رجاء هذا
العالم ،
فــــــلا يتحرك فيهـــــــــــــــــــا الازدراء بـــــــــه
و لا تبدأ بجمع الزاد الصالح ليوم انتقال
الإنسان .
عنــــدما يرسخ في النفس الفكر في الأمور التي
هناك ( أي في السماء ) ،
حينئـــــذ لا تتمـــكن الأعــــين ألا أن تســــــكب الدمــــــــــــوع ،
هذه الدموع التي تنتج عن الهذيذ الحقيقي الذي
بغير طياشة ،
و من الأفكار الكثــيرة المســـــــــتقيمة ،
فالدموع تتواتر عندما يوجد في الفكر شيء ما
خفي و يحزن القلب بالاهتمام به .
عمل اليد :
عندمــا تعـــــود إلي عمــل يديك و أنـــت
في ســــــكونك الــــــــدائم ،
لا تجعل وصية الآباء من أجله مبرراً لمحبة الفضة
، بل لمقاومة الضجر
اشــــــتغل بعمل قليل بصنــــاعة ليـــس فيهـــا سجـــس و
لا اضطــراب للعقــــل ،
و إن كــــان يلح فيك الفكر بالعمل الكثير بحجة
الصـــدقة ،
فأعــلم أن : الصــلاة رتبتهـــــا أرفـــــــع
مـــــن الصــــدقة ،
و إن كـــان العمل من أجــل حاجــــــة ضــرورية
لجسدك
" اطلبوا أولا ملكوت الله وبره
وهذه جميعها تزدادونها من قبل أن تسألوا "
(لو 17 : 20 ،33 (
قال أحد القديســــــين :
ليــس هــذا غـــرض ســيرتك و قصــــدها أن :
تشبع الجياع ،أو أن تكون قلايتك ملجأ الغرباء
لأن هذه السيرة تليـــق بالذين يريدون أن
يتدبروا حسنا في العــــالم
و ليست هي للمتوحدين المتحــــررين من جميــــع المحســـــوسات ،
الذين قصـدهم حفـــــظ العقــــل بالصـــــلاة .
الذين قصـدهم حفـــــظ العقــــل بالصـــــلاة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق