الميمر التاسع ( 5 )
الوحــــــــــدة :
إن كنـــــت قـــــد أهــــــــــــلت
للوحـدة الخفيفــــة الوســق و لامتــلاك حريتهـــــــا ،
فلا ترعبك فكرة الخوف كالعادة ،
تلك الأفكار التي تتردد
كثيراً بأشكال متعددة متغيرة ،
بل ثق و صدق أن معك حارساً ،
و كن كإنسان متأكد بحكمة ثاقبة إنه :
و جميع الخليقة تحت يد سيد و احد ، و أمر و احد يحرك
الخليقة جميعهــا
و يهديهـــا و يسوســها و يدبرهــــا ،
و لا يســــتطيع إحداها أن يؤذي رفيقه من غير سماح و أمر الخالق المدبر ،
و هي جميعها تحت العناية و السياسة . فانهض
الآن و ثـــق و تشــــــجع ،
و
أعلـــــم أنه : و إن كان قــد
أعطــيت حــرية الإرادة لأفــراد مــن الخليقـــة
و لكن ليس في كل شيء ،
فلا الشياطين و لا الوحوش المفسدة
، و لا الدبيب و لا الناس الأشــرار
يقدر أحد منهم أن يصنع إرادته بإيذاء
رفيقه ، إن لم يسمح له بأمر
المدبر ،
و هو يعطي فسحة محددة لذلك .
الله لم يسمح أن
تكون حرية المخلوق تامة ، و إلا ما عـــــــــاش كل ذي جســـــــــد .
و الله لم يترك الحرية
للشياطين و الناس لتدنوا من خليقته
ليباشروا معهم ما يريدون من الأذى .
فلأجل هذا قل لنفسك :
إن معي حارساً فلا يســتطيع أحــــــــــد من المخــلوقين
أن
يظــــهر مجرد ظــهور أمامي من غـــير سماح من فوق ،
لذا
فحتـــى لو كـــنت تنــظـــر بعينيــك و تســـمع بأذنيــــــك تهــديدهم لـــك
فلا
تصدق أنهم يجسرون عليك ، لأنه لــو كان سمح لهــــم بالأمر السمائي
ما
كانوا مضطرين للقول و التهديد بل لأتموا بالفعل كل ما أرادوه .
وقل أيضاً لذاتك :
اذ كان لسيدي إرادة أن يتسلط الأشرار ، علي فلا
اســـتصعب أنا ذلك
و كأني إنسان يريد إبطال إرادة سيدة ، و بهذا
تمتلئ فرحاً في تجاربك .
و كمثل من شعر و عرف أن أمر سـيده هو الذي يدبره
،
أسند
قلبك بثقة الإيمان بالرب
و لا تجزع من خوف الليل و لا من سهم يطير فــــــــــي
النهار ( مز 90 قبطي )
لأن إيمان التصديق بالله يجعل الوحوش البرية
كالحيوان ( المستأنس ) و الغنم ،
و قل لذاتـــــــــك :
أنا و إن كنــت لســــت بصــديق حــــتى أتكل على الله و أثــق به ،
أنا و إن كنــت لســــت بصــديق حــــتى أتكل على الله و أثــق به ،
لكني
متأكد أنني
لأجل عمل البر قد خرجـت إلي البرية و القفر المملوء من كل ضيق ،
لأجل عمل البر
و لهذا فأنت خــادم لإرادة الله ،و لكن إن لم يكن الأمر علي هذا المعنى (أي الغرض )
فباطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل تشــقى و تكـــابد الأحــزان و تقـــاسي الضيقــات ،
الله
لا يريـــــد شـــــــــقاء النـــــــــاس و أحـــــــــــــــزانهم ،
بل لكي تقرب له ذبائح المحبـة التي هي أحزان قلبك،
و بهذا المفهـــــوم يظهــــر كل محبـــي الله نيتهــــــم
أنه لأجــــل محبتــــه يتضــــايقون
كمــا قـــال الرسـول :
" جميع الذين يريدون أن يعيشوا بمخافة الله
يتضايقون " (2تي 3 : 12 )
و بعد ذلك يعطيهــــم الســلطان على كنــوزه الخفيــــة .
و بعد ذلك يعطيهــــم الســلطان على كنــوزه الخفيــــة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق