مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الأربعاء، 24 أبريل 2013

خواص الاتضاع ـ صفات المتضع ـ ميامر مار اسحق ( الميمر العاشر ) ـ الجزء الثانى .


الميمر العاشر ( 5 )

الاتضاع :
ســؤال : ما هي خواص الاتضاع ؟
الجواب : إن الكبريــــاء يشـــتت النفــــس فتطيـــــش في تخيـــــــلات  ( كثــــــــيرة ) ،
                             و من شدة تأثيرها تحملهـا سحابة الأفكار لتطوف بكافة الخلائق ،
           و أما الاتضاع فهو ضابط للذات بسـكون الأفكـار و قابض للنفـــس في داخلهــــا .

ــ كما ان النفــــــــــــــــــس ليســت معروفة و لا منظورة لأعين البشر ،
   كـذلك المتضـــــــــــــــــع فهــو غير معروف بيــــــــــــن النــــــــــاس .

ــ وكما ان النفـــــــــــــــس مســتترة داخل الجســـد عن النظــر و لا تختلـــط بأحــد ، 
   هكذا المتضع الحقيقي ، هو لا يشاء فقط ألا ينظره الناس بتواريه و انعزاله عن كل أحد 
   بــــل و حتى عن نفسه   ـ إن أمكن ـ أن يكون منغلقاً و  جامعـــاً فكـــــره ،
   و يغوص داخل نفســـــه   بالســكون التام لحركـــــــاته  مع حواســـــــه  ،
  كأنـــــه  غـــير موجــــــود   بين الخليقـــة و لا أتــى إلـي الوجـــــــــــــــود ، 
    و        غـــير معـــــروف   حتى من نفســه إذا كــــــان موجــــــــــــوداً،
    و        بمقــــــــــــــدار   ما يكون منغلقـــاً عن العــالم  مختفياً متوارياً
             بقـــــــــــــــــدر    ما يكــــون قريبـــــــــــــاً إلي  ســـــــــــيده .

صفات المتضع :
المتضع لا يفـــــــــــــرح أبــداً بالجمــــوع ، و لا بكثرة ضوضاء الناس و الضجيـج و الحديث ،
  و    لا بالســعة و بحبوحة (الحياة) ،و لا بالاهتمامات التي تثير الطموح و التشـــتت ،
  و   لا بالمفاوضـــــة  و الحـديث ( أي المناقشات ) التي يكون منهــا جنوح الحـواس ،
  بـل  يفضــــــــــــــــــل  الانعـزال و الرجـــــوع إلي ذاتـــــــه أكـثر مــن كـــل الأشـــياء
  لكــــــي تهـــــــــــــدأ  نفسه و تسكن تمامــــــاً : 
  و يكــــــون التجــــــــرد محبــــوباً لديـــــــه و كذلك المسكنة و العــوز ، 
 و لا يلقـــــي نفســـــه  في مشـــاغل كثيـــــرة و أعمــــــال عديــــــدة ،
 بل في كـــل حــــين يريد أن يكون متفرغاً بلا اهتمامات و غير مضطرب بالأشياء الحاضرة ،
حتى لاتخرج أفكـــاره  خارجاً عنه لأنه يعلم أن الأعمال الكثيرة تحــدث اهتمامــات شتى ،
 والاهتمامات الكثيرة تولـد أفكــاراً غــــزيرة و بهـــــــذا يخـــــــرج عــــن الهـــــــــــدوء ،
 فعليــــــــــــــــــه أن يرتفع عن كل هم أرضي ما خلا الأمـور الضـرورية التي لابـد منها 
                        ليحافـــظ عـــــــــلى ســـــــــــــلامة أفكــــــــــــاره ،
 و يكون الضمـــــير  حامــــــلاً اهتمـــــاماً واحــداً بحركــاته الهـــــادئة . 

 إن لم يبتعــــــــد الإنســــــــــــــــــــــان عن المحـــــــــــــــــــــادثات
 فبالضـــــــــــــورة إما أن يــــؤذي أحـــــداً أو يتــــأذى من أحـــــــــــد ،
 و من ههنـــــــــا ينفتـــــــــح بــــــــاب الآلام ( أي المحـــــــــاربات ) ،
                      و يفتقد ميزة الهدوء و يهرب منه الاتضاع باب السلام .

  فمن أجل هذه الأسباب :
 ( فإن المتواضع ) يحفظ نفسه علي الدوام من أمور كثيرة كي يوجد في كل وقت 
                       هادئاً في سكون منقبضاً ( أي غير مشتت الفكر ) مسالماً لبيباً .

  ملحوظة : اللبيب هـــــو العاقـــــل لا كثـــير الكلام كما يظــــن بعض العـــامة .

ــ المتضع لا يعرف الانزعاج و لا الاضطراب ، و لا حركات حادة متسرعة متعجلة ،
   فحتى و إن أطبقت السماء على الأرض ، فالمتضع لا ينزعج و لا يتســجس .

  ليس كل لبيـــب متضــــع ، و لكن كل متواضــع لبيـــــــب ،
 و لا تجــد متضعاً غير لبيب ، أمــــــــــا لبيــــــب غير متضع فكثير ،
  فالمتضـع هادئ حسب ما قال ســـيدنا :
                      " تعلموا مني لأني وديع متضع في قلبي ،
                      و بهــــذا تجـــــــدون راحة لنفوســــــكم " مت 11 : 29 )
 المتواضــع يكـــون هادئـــاً في كل وقــت و ليــس شـــيء يحـــرك ( أي يثير ) فكـــــره ،
 فإن كان سهل أن يحــرك الإنسان جبلاً ،لكن لا يمكنه أن يحرك أو يزعج ضمير المتواضع ، 
 و ليس ما يمنع من القول أن : 
المتواضع ليـــس هـــــــــو مــــن هــــــــذا العـــــــــــــــــالم ، 
            لأنـــــه لا من الأشياء المزعجـــة المحــزنة يضطرب ،
                    و لا من الأمــور المفرحــــة يبتهــــج و يفـــرح ،
            بـــــل فرحـــه و ســـــروره الحقيقـــــــــي هــــــــو
                     في مرضــــــاة و فـــــــرح ســــــــــــــــــيده .


يعقب الاتضــاع : الـــــــرزانـــــــة و انقبــــــاض الــذات  ،  و ازدراء الثيـــــــــــاب ،
وصوت منخفض  و كــــلام قليل ، و احتقـــــار للنفــس  ،  و مشـــــي مـــــرتب ،
و نظر مطاطئ ، و راحمة فائضة ، و ســــرعة الدمــــوع ،  و نفـــــس منفـــــردة ،
و قلب منكســـــر منســـــــحق ، و عدم تحـرك الغضـب ،  و انضبـــاط الحــــواس ،
و القناعـــــــــة في الأشـــــــياء،  و اســــتخدامهـــــــا ،   و يكون محتملاً صبوراً ،
 ( له  ) شجاعة القلب الناتجة عن بغضة الحياة الوقتية .
 التجلــــــد في التجـــــــــارب ، حركـــات هــــــــــادئة غـــــير متســـــــــــرعة ،
 هـــــــــدوء الأفكــــــــــــــــار ، كتمــان الســـــــــــر ، التعفف ، الحياء و الخجل ،
و أكــــثر من هــــــذا كــــــله  : الصمت علي الدوام ، و ادعاء عــــدم المعــرفة .

المتضـــع  لا تصادفه أبــــداً ضرورة تجعله يتسجس .

المتواضع  يحتشم و إن كان مع نفســــه وحـــــــده .

أنا أعجـــــــــب إن كان ثم متواضــــــع يجســر أن يطلب من الله شــيئاً في الصلاة  ،
أو إذا دنا منهــــا يعتــــــــبر نفســــــه أنه أهـلاً أن يطــــــــــــلب منـــــــــه شـــيئاً .

أنه لا يعــــــــرف ماذا يطلب ، بل يكون هادئــــــاً في جميــــع حركــــاته  ( الذهنية ) ،
و فقط ينتظــــــــر أن تأتيه الرحمة،(و ينتظر) أي أمر يخرج عليه من العظمة المسجود لها ،
و يكــــون وجهـــــــه منحنــــــــــــــــــــــــــــــي إلي الأرض
و نظـر قلبه الداخلي شاخص لباب قدس الأقداس المتعالي
 الذي إشـــــــــراقه يبهر عيني الســــــــارافيم ،
و شــــــــــــــعاعه  يرهب طغمــات صفوفهــــم ،
و الصمـــــــــــــــت سائد على جميع مراتبهــم ،
و ينتظــــــــــــــرون ظهور الأســرار من لدن الله ،
و حـــــــــــــــــركة  بلا صــــــــــــــــــــــــــــوت ،
 و حـــــــــــــــواس  غـــــير جســـــــــــــــدانية ،
و بإحسـاس لا يشـبه ، يستعلن عليهــــم بجوهر غير منظور ،
هذا الذي يعطيهم قوة و شجاعة ليتجلدوا تجاه لجة الأسرار .

  و هـذه الأشـــياء حددناهــا بألفــاظ بســيطة لا يــدرك العقـل فحصهــا  ،
          و أنـــا لـــم أهتــم بــــذلك بهـــدف اســــتعراض الأقــــــوال بـــل لأن :
           من قراءتهـــا فقط ينسى العقل أعمال العالم و سيرته و حياته الجسدية ، 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق