الميمر الثامن ( 6 )
الرتبة الثالثة من المعرفة :
كيـــــــــف تــــــــذوق و تســـــــــــــــــمو و تقتنـى اتساع
الآفاق الروحيـة
و كيف تشابه سيرة القوات غير المنظورة ،
هــــؤلاء الـــــــــذين خدمتهم
ليســـــــــــــت هي بالأعمال المحسوسة بل تكمل بهذيذ
العقل فقــط .
اسمع الآن : إذا ما ارتفعـــت المعـــــرفة عــن الأرضيات و عن هم الأعمـــــــال
و بدأت
تفتــش بحركاتهـــــا عــن الأشياء المستترة عن نظر العين
و ازدرت و مقتت تذكر الأمور التي
يكون منهـــا عـــدم الاســـتقامة
و الشــــــــــــــــــــــــــــهوات
و دورانهــــــا داخــــــــل الفكــــــــــر.
ثم رفعت ذاتها إلي العـــلو ، و ألصقت
بالإيمان بهذيذ العالم الآتي
و محبة الوعود الإلهية عنه ،
و الفحــص عـــــن الغـــــــــــــــــوامض ،
عند ذلــــك: يبتلع الإيمــان المعــــــــــــــــرفة
ثم يرجــــع و يلدها جديدة ثانية ، و تكون جميعها بالـــــــــــــــــــروح،
ثم يرجــــع و يلدها جديدة ثانية ،
و عند
ذلك : تتمكـــن من الطــــــــــــــــــــواف في بلــــــــــــــد غير
الجســــديين ،
و أن تلمس أعمــــاق نهر التدبيـــــر الإلهـي العجـــــــــــــيب
الذي ليس له قرار
و الموجود
في الطبائع المعقـولة (أي الروحيـــــة ) و المحســـــوســـة ،
و تفحــــص عن أسـرار الـــــروح التي تدرك بالعقـل البسـيط
الدقيــــق ،
و ذلك عنــــــدما تنتبـــــــــــــــــه الحــواس
الداخليـة لعمــــل الـــــــروح ،
فتتصرف طبقاً لحياة الأبــــدية التي ليـس فيهـا
مــوت و لا فســــاد ،
لأنها قبلــــت القيـــــــــــــــامة بالعقــــــــــــــــــل ســـــــــــــــــــــــرياً .
و هنا يكــــــــــون الدليل الحقيقي علـــــــى ذلــــك
التجــــديد العـــــــام
( أي القيــــــــامة لوصول النفــس إلـــــــــــــــــــــي حياة الدهر
الآتي ) .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق