مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

السبت، 27 أبريل 2013

المعرفة البشرية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثامن ) ـ الجزء الثانى .

 الميمر الثامن ( 2 )
المعرفة البشرية :
+ المعرفة البشرية تتعارض مع الإيمان ،
    لأن الإيمـــــــان يبطل كل قوانين المعرفة شرائعها ، و لا أعني بهذا معرفة الروح .

+ قانون المعرفة هو :
                     ألا يعمل الإنسان شيئاً من أموره بدون الفحص و التفتيش والتروي ،
                     بل يفتش أولا ًما سيحدث من الأمر و إن كان يمكنــه عملـــه أم لا ،
أمــا بالإيمـــــــــان : فالعمل يكون بغير تفتيش وفحص .

+ المعرفة : لا تفعل شيئاً دون استعمال وسائل و طرق قائمة ،
                و هذا دليل واضح على ترددها و شكها في الحق
  أما الإيمان فهو  فكر بســـــيط يطلب أن يكـــــــــــــــون
               بعيداً عن كل تصنع و تحايل و مكر و تفتيش . 
               فانظــر كيف همــا متضـــادان مع بعضهمـــا ،
 بيت الإيمان هو :  الفكر الطفولي و القلب البسيط حسب قول الكتاب :
                       " إن بوداعة قلب كانوا يمجدون الله "  (أع 2 : 46 ،47  (
                         و حسب قول الإنجيل :
                         " إن لم ترجعوا و تصيروا مثل الأطفال ... "(مت 18 : 3  ( 
و أما المعرفة فهي : ضد هذين القولين .

+ المعـــــــرفة : إنما تلتزم بحدود الطبيعة في سائر طرقها  ،
  و أما الإيمان : فيجعــــــل مســـــلكه فــــوق الطبيعـــــــة .

+ المعرفـــة : تبتعد عن كل ما هو مؤذي للطبيعة ،
  أما الإيمان فيقول بوضوح :
                "إن سلكت على الحية والجردة و إن و طأت الأسد و التنين لا يؤذيانك "

                           مز 90 قبطي : 10 ، مر 16 : 18 ، لو 10 :19 )
+ المعرفــــــة : يلازمها الجبن و الخـــوف ،
و  أما الإيمــان : فالثقــــــــــــة و الاتكــال ،

              و إذا اتبع الإنسان وسائل المعرفة فلا يعتق من الخوف و لا يؤهل للحرية ،
               و لكن إذ يســير بالإيمــــــــــــــان يكون حراً و مالكـــــــــــاً نفســــــــــــه
               و كابـــــــــــن لله فانـــــــــــــــــه يســـــــتعمل كل شـــيء بســـــلطان .

+ الإنســـــان : الـــــذي حظـــــي بمفاتيـــــــح الإيمـــــــــــان
                   يكون مثل الله ( أي يتسلط ) علي كل الطبائع .

+ الإيمـــــــان : له ســـلطان أن يخلق خلقـــة جــديدة مثل الله .
                   كما قيل " شئت الآن  ، فقام كل شيء قدامك"
                   و مـــراراً كثـــيرة يفعــــل أشــــياء من العــــــدم

و أما المعرفة  : فمن غير مــادة لا تســتطيع أن تفعــل شـــيئاً ؛
        و لا تجسر المعرفة على شيء ليس في قدرة الطبع البشري أن يفعله
        مثل المشي علي الماء السائل بأقدام بشرية ،و لا الخوض في النار المتقدة  ،
      و لا أن يجسر علي أمور خطــرة ،
 بل تحــذرنا المعــرفة من تجاوز هذه الحـــدود . 
و أمـــــــــــــا الإيمـــان فبسلطان يأمر و يقول :
         إن سلكت علي النار لا تحرقك و إن مشيت علي الماء لا تغرقك (اش43 : 2  (
        و هذه الأعمــال صنعهــــا الإيمـــــان مــــرات كثـــــيرة مـــع كل الخليقـــــــة
لأن كثيرين : قامـــــــــــــــوا في وسط  النار و لم تحرقهم
               و مشـــــــــــوا على البحر كمثل أرض يابسة  ،
  و هذه الأشياء تفوق الطبيعة وهي على عكس طرق المعرفة .

انظــــــــــر  : كيف زعــزع الإيمان طرق المعــرفة و أبطــل قوانينهــا وشــــرائعها ،
 و مــــــــيز : كيف بالإيمان يجسر الإنسان أن يصنع سلوكه فوق حدود الطبيعة .

ــ خمسة ألاف سنة و أكثر : كان العالم يتدبر بوسائل المعرفة
و لم يتمكن الإنســــان أن  : يرفـــــــــع رأســــــه مــــن الأرض ،
                        و لا أن : يحــــــــــس بقــــــوة خالقـــــــــــــــه
حتى ظهـــــــر الإيمـــــــان : و عتقنـــا مـــن شــــــقاء الأرضيــــــات

                                         و من العبودية الباطلة و عدم الاستقرار 
و حتــــى الآن بعـــد أن : و جدنا البحر الذي لا قرار له (هذا تعبير عن الخيرات الأبدية )
                               و الكنز الذي ليس له حد ،
 فإننــــا نشـــــــتهي أن :  نرجـع إلى النزر اليسـير.  
         
فليس معرفة إلا و هي :  مفتقرة محتاجــة و لو كانــت موســرة جداً ،
         أما الإيمــــــــان : فكنوزه ما تحويها السماء و لا يعوزه شيء .

الذي يسند قلبه بثقة الإيمان ،
                 و إن لم يكن يقتني شيئاً فله كل شيء كقول الإنجيل :
" إن كل شيء تسألوه بإيمان في صلاتكم تنالوه "(مت 21 : 22  (
 و أيضاً قيل : " سيدنا قريب لا تهتموا بشيء "(في 4 : 5 ، 6  ( .

المعـــــــــــــــــرفة  : تبحث عن الوسيلة لكي تحفـــــظ ما تقتنيـــــــــه ،
 أما الإيمان فيقول : إن لــم يبن الرب البيت و يحفظ القرية ( أي المدينة )
                        فباطل تعب الذي يبني ويسهر ( مز 126 قبطي ) ،
                        و الذي يحتمي بالإيمان لا يمكنه استعمال وسائل المعرفة .

المعــــــرفة : تمدح الخوف دائماً حسب الحكيم : الخائف بقلبه طوباه ،
 أما الإيمان :  فقد قــــــــــــــال : " لما خاف بدأ يغرق "(مت 14 : 30  (
                و أيضاً قال الرسول :
" لم تأخذوا روح العبودية لتجزعوا ، بل روح كنز البنوة ،
 العتق بالإيمان و الثقة بالله " (رو 8 : 15  (
     وأيضاً :  " لا تخف منهم لئلا أكسرك قدامهم " (تث 7 : 18 ، تث1 : 42  (
 في كــل وقـــــــت  :  يلتصـق الشـك و التردد بالخـــوف
                            و يلتصـــــق بالشـــــك الفحــــــــص و التفتيــــــــش ،
                            و الحيـــل تتبـع الفحـص ، و الحيـل هي من المعرفة ،
                            و فحصهـا و تفتيشها يدل دائماً على الخوف و الشك ،
 لأن المعـــــــــــــرفة : لا تصيـب و لا تنجــــح دومـــاً كمـــا قلنـــا من قبـــل ،
لأنه في أوقات كثيرة : تعرض أشــياء صعبـة و علل عســرة مملوءة خطـــراً ،
                            لا تقدر الحكمـــة و الحيــل أن تنجي منهـا لصعوبتهـا
                            لأنهــــا تفــــوق حــــــدود كل معــــــرفة بشــــــــرية ،

 أمـــــا الإيمـــــــان  : فـــــــــــــــلا يٌغـــــــــــــــــلب مــــــــــــن شـــــــــيء .

فبماذا تنفع المعرفة أو تؤازر أو تعين تجاه الحروب الظاهرة الحادثة الطبائع المنظورة
                         و القوات المتجسمة و أمور أخري !؟
لقد تبيـــــن لك الآن ضعـــــف المعرفة و عجـــــــــزها ،
                       و شجاعة الإيمان و عظمة قدرته .
المعـــــــــــــرفة : تمنع تابعيها عن كل شيء غريب عن الطبيعة ،
 لكن انظر الآن قوة الإيمان كيف يأمر أولاده قائلاً :
 " باسمي تخرجون شياطين وتدوسون الحيات  ،
و إن شربتم سماً قاتلاً لا يؤذيكم "(مر 16 :17 ، 18  ( .

  المعــــــــــــرفة : تأمـــر كل من يســير في طريقهـــا ــ إذا أراد أن يفعــل أمـر ما ــ
                     أن يفحص عن نتيجته قبل البدء فيه ،
                     لئلا تكون الأفعال ( المطلوبة ) تحتاج الى قوة تفــوق الطبيعـة ،      
                    فيضيع الجهد باطلا إذ يكـون الأمر فى آخرته عسر و غير ممــــكن ،
أما الإيمان فيقول : 
                   " إن كل شئ ممكن للذين يؤمنون، وليس عند الله أمر عسير "
                                                              ( مر 23:9 ، مت26:19)                              

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق