الميمر
العاشر ( 1 )
تعريف
الفضائل ، والمحبة و الاتضاع
بلوغ غاية تدبير السيرة يكون بهذه الثلاثة :
التوبة ، النقاوة ، الكمال .
و ما هي التــوبة ؟ : هي ترك الأمور السالفة
و الحزن من أجلها .
و ما هي النقاوة ؟ : قلب رحيم على جميع طبـــائع
الخليقــــة .
و ما هو الكمــال ؟ : هو عمق الاتضاع و رفض ما
يرى و ما لا يرى ( أي كل شيء ) .
ما يرى ( بضبط الحواس ) ، وما لا يرى ( بعدم ) الهذيذ
به .
سُئل شيخ مرة :
ــ ما هي التوبـــــــــــة ؟ قال : قلب منسحق.
ــ
ماهو الاتضــــــــــاع ؟ قال : مضاعفة إماتة الإرادة في جميع الأشياء .
ــ ما هو القلب الرحيم ؟ قال : حرقـــــة القـــــلب عـــلى كل الخليقـــة :
علي الإنسان و الطائر و الوحوش و الدبابات و علي
كل الأشياء ،
ما هــي الصــــلاة ؟
حــــتى أنــــــه من
ذكرها فقط تفيض
عينيه بالدموع من شدة الرحمة التي تعصر القلب،
و من
كثرة شفقته يصغر القلب و لا يقدر أن يحتمل و لا أن يسمع أو ينظر أذية أو حــــزن
يصــيب
أحــد الخــلائق حتى غـير الناطقين ، وعن أعـــداء الحــــــق
و عن الذين يأذونه يصلي بدموع لكي يحفظـوا و يسـامحهم ، و حتى أيضـاً على الدبيـب ،
و ذلك لأجـــل الرحمـة الغزيرة الفائضـــة في قلبــه بغير كيـل شبه الله و عن الذين يأذونه يصلي بدموع لكي يحفظـوا و يسـامحهم ،
ما هــي الصــــلاة ؟
الصلاة هي : خلــــو الضمــير من كــل شيء من الأشــــــياء
الحــاضرة ،
و قلب شخص نظره بالكلية لاشتياق الرجــاء المزمـــع
في ( الدهر الآتي )
و البعيد عن هذا المعنى :
إنما يبذر في فلاحته خليطاً و كمثل من يحرث
على ثور و حمار معاً .
ــ كيف يُقتنى الاتضاع ؟
بتذكر الزلات القديمة على الـــدوام ، و إنتظـــــــــــــــار قــــــرب
المـــــــوت ،
و ثيــــــــــــــــــــــاب زريــــــــــــــــة ، و يختــار
لنفسـه دومــاً موضعـاً حقيراً ،
و في كل شيء يسرع للعمل الحقير ، و عـــــــــــــــــدم
المقــــــــــــــــاومة ،
و الصمــــــــــــــــت الدائـــــــــــــــم ، و
لا يحـــــــــــــب لقــــاء الكـثـــــيرين ،
و يكــــون مجهـــولا ًو غـير محســوب ، و غير مميز
نفسه بشيء من الأشياء ،
و يبغــض التحـــدث مــــــع الغـــــير ، و
لا يحـــــــــــب الربـــــــــــــــــــــــح
،
و يكــون فكــره خاليـــاً من الحســـد ، و لـــــــــــــــــوم
و عتــــــاب أحـــــد ،
و لا تكون يـــــــــده عـــلي أحـــــــد ، و تكون يد الكل
عليه ( أي مظلوما من الجميع ) ،
و يكـــون منفرداً فيما يخصـه متوحدا ،ً و لا يهتم بشئون أحد على الأرض إلا نفســـه ،
و باختصار : الغــــربة و المســـــــكنة و الانفــــــــــــــراد في تصــــــــــــــــــــرفاته .
فهـــذه تولــــــــــد الاتضــــــــــاع و تطهـــــــــــــــــــــــر القــــــــــــــــــــــــلب .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق