الأربعاء، 3 أبريل 2013

ميامر مار اسحق ـ الجزء الثانى ـ الميمر الثانى و العشرون ـ روح التوبة كيف يحل في النفس ويسكن في التائبين الحقيقين وكيف يعمل فيهم .


الميمر الثاني والعشرون


روح التوبة كيف يحل في النفس
و يسكن في التائبين الحقيقين وكيف يعمل فيهم

+ عندما يسكن روح التوبة في الإنسان  فعمله هو أن : يملأ  النفس ندماً وفرحاً ،
   نــــدم على الزلات القديمة و فــــــــرح على الخيرات المنظرة ،
   و يكون للتــــائب مثـــل الأم  المربيـــــة التــــــــي تنصحـــــــه .

   إذا كنــــــت غصبت نفســـك حقــــــاً وأعطيتهــــــا للتوبـــــــة ،
  فجميع خطاياك القديمة يغفرها المسيح برحمته ويقطعها تماماً ،
  و مــــن عملت التـــــوبة فيه فهو لا يدرك هذا في حينه
  لئـــــــلا من اجل ثقته بالغفران يتولد فيه تراخى وانحلال
  و يتوقف عن العمـــل ( أي الجهــاد ) فيهـــــــــــــــــــلك ،
  و لكنــــه ( يشعر بالغفران ) قليلاً قليـلاً بقدر الجهـــاد (والحرارة ) التوبة 
              و مدة اســـــتمراره فيهــــــــا 
  (من عمل التوبة أيضاً إنها ) أحيـــاناً  تخيفـــــــه بالرعب المحـــزن ، 
                                                وبتهديدات الله الخفيـــــــــــة 
   وحسم القضيـــــــة  ( بالذهـــاب ) إلى الجحيم . و فـــى وقــــــت تبهجـــه بالفـــــرح
  مثل الشعاع الـــــــذي يظهــــــــــر عــــلى الأرض مــــن وســـــط قتـــــام الســـحاب ،
  و تظهــر مدى صموده ضــــد الآلام ( أي الشـهوات ) الداخليـــــة و الشهوات الخارجية ،
  و تكشف له الخطايا الخفيـــة التي تعمــــــــــــــــل داخل النفس و الخطــــايا الظاهــرة
  و مــدى الخـــــــزي والخجــــــل ،وتعلمـــــــــــــــه إن كان قد غصب ذاتــــه قســـــــراً ،
  و قطع من القلب أصـــــــــــــــول الشهوات الداخلية 
          التي منهـــــــا تتولــــــــد الشهوات الخارجية .

 (و بذالك ) يتحـــــــــرر مــــــــن الشــــــهوات و الخطــــــــايا
 و يؤهل للنقاوة و انعدام الشهوات الذي تحدث عنه الآبــــــاء 
 و تحرك في قلبه سبلاً بها تتقهقر الشــهوات مــن الفكــــــر
 و تجعله يقــاوم نفسه ليكمل غصبــــاً جميــع أعمال الفضيلة

 مثل :
  الصوم ، والسهر ، النسك ، السكون ، و الحبس ،
            و غيرها ، على غير مشــيئة القــــــلب ،
 و يحتقــــر نفسه و يمقتها في كل وقــــت خفيــــاً و ظاهـراً ،
 حــــــتى وإن كان يكمـــــل كل الفضــــــائل فــــــــــــــــــإنه ، 
 يرى نفسه على الدوام مثل الكســـــــــــلان و مغضــــب لله 
 و تعلمـــه ( أي التوبة ) إحتقار النفس وازدراءها الذي هو سياج و حصـن لكل الفضــائل .
 هـــــذه و ما يشابهها تضعــــــه روح التوبـــــــــة فـــي قـــــلب التائبــــين الحقيقــــيين
 فهـــذه التغصبــــــات الخفيـــــــــة و الظاهـــــــرة تعمـــــــــــــل فــــــــــي القـــــــــــلب
 و تنقي التائبــــــين و تعــــــــــــــــــــــــــــــدهم لقبــــــــــــــول الـــــــروح القـــــــــدس.

 و أنا أشير عليك أيها التائب المتضع عن تجـــــربة من أجـل المحبــــة :
 إن ظفرت بالرحمة و تنقيت بالتوبة وبدأت تدخل وتدرك المنزلة الثانية ،
 و هـــــــــذا لا يكون دون معرفة و إيضاح ،
 بــــــــــــــل بعلامات ظاهرة تريك ذاتها ملموسة وتؤهل لعمـــل الـــروح ،
 فاحترس ألا تتهاون ( في حفظ ) حواسك و أحفظ قلبك و نسك بطنــك ، 
بل بزيادة كن محترساً  متحفظاً  (و أحفظ أيضاً ) الوداعة التي فيـــــــك،
لئــــلا يصير ظفرك انهزامـــاً 
 فتكــــون سقطتك تحذيراً و نهوضاً وقياماً لكثيــــــــــــــــــــــرين .

 وبالأكــــثر لتتحفـــــــظ بلســـــــــانك وتضرع بالدموع للمسيح
 ليحرسك بغير فتور خفياً ( أي داخلياً ) و ظــــــــــــــــاهــريــــاً .

 ورتل على الدوام مع داود بن يسى :
 " روحك القدوس لا تنزعه منى " .... و باقي القول ( مز 50 ) .
 أيتقدس القلب بحلول الروح القـــدس و يؤهــــل لاســـــــتعلان أسرار المعرفة
 والإنسان سائر بانحلال و عدم احتراس و يتهاون في التدبـــير و بالأكثر الشبع،
 و يرجـــــع إلي قيئه الأول ؟! .

 إن القلب يظلم بسبب تخلي ( المعونة الإلهية ) و يفقد النور و الحياة و النعمة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق