الميمر الخامس ( 16 )
الجهاد مقابل الأفكار الردية في السكون ، يكون بهذا النوع :
من
حيث أن يبـــدأ المتوحـــد بســــيرة العقــــــل ،
و بالحرب
مع الآلام مدة من السنين كثيرة أو قليلة ،
فكل
واحد على قدر حرصه و نشاطه وعمله ، يوماً بعد يوم و زماناً بعد زمان ،
كلمــــــــا
يتقدم إلى قدام ، تكثر عليه الحروب إلى أن يبـــلغ نقـاوة
القـلب .
تشــتد
عليه الحــروب أكثر من الأول و أصعب من العـــادة .
فـــــإن تجلَّد المتوحد و صبر في السكون دون أن يرتخي أو يمـلّ ،
حينئذ
يبدأ أن يجــــد الراحة قليلاً
قليلاً، و يُعان من النعمة دائمــاً ،
و في كل وقت تدنو منه الشياطين و تقاتل معه بمجاذباتهــــــا النجسـة ،
فحالما
يدعو سيدنا لكي يعينه ،
يُطردون من
أمامه سريعاً ،و عاجـــــــلاً بفعل الملاك القديس اللازق به ،
و ذلك
بالغمز الإلهـــــي ، و يبقى عقله في هــــــــــدوء و ســــــــلام ،
إن خدم مزامير أو صـلاة ، أو قرأ في الكتب ، أو اهتـم بالله و بخــــيراته .
و بعـد مــــدة قليــلة لا يُســمح للشــياطين أن تدنـو منـــــه
بمجــاذباتها كالأول ،
ما
خلا بالقتال الظاهر الذي يكون باللمس و النظر ، لأجل عدم التألم الذي اقتنـاه .
لأن عدم التألم - كما قال الأب إشعياء -
فقد أخذ إكليله و استراح
من الهم و العناء .
و عدم التـألم هــــذا الـذي يعنيــــه
الآبـــــــــاء ،
ليس هو ذاك التــام الكامــل الذي يكـــون بعــــد القيــــامة ،
بل هم يعنون صحة النفس من مرض الآلام و سقمها
فيها .
و هذا إنمــا اسـتفدناه من الكــتب المقدســـة ،
و من أفواه أناس قديسين كاملــين
و إلهـــيين .
ليؤهلنا الرب بكثرة رحمته أن نسـير في إثرهم ،
و لنكمــــل مثلهــــم في محبــــــــة
اللـــــــه .
آمين .
الذهــــاب الى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق