الخميس، 30 مايو 2013

الجهاد فى الوحده مقابل الأفكار الردية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الخامس ) ـ الجزءالاول .

الميمر الخامس ( 16 )
الجهاد فى الوحده مقابل الأفكار الردية


الجهاد مقابل الأفكار الردية في السكون ، يكون بهذا النوع :
 من حيث أن يبـــدأ المتوحـــد بســــيرة العقــــــل ،
 و بالحرب مع الآلام مدة من السنين كثيرة أو قليلة ،
 فكل واحد على قدر حرصه و نشاطه وعمله ، يوماً بعد يوم و زماناً بعد زمان ،
 كلمــــــــا يتقدم إلى قدام ، تكثر عليه الحروب إلى أن يبـــلغ نقـاوة القـلب .

     و قبــــل مـــــــدة مـــــن وصــــــوله إلى النقــــــــــــــاوة ،
 تشــتد عليه الحــروب أكثر من الأول و أصعب من العـــادة .

   
فـــــإن تجلَّد المتوحد و صبر في السكون دون أن يرتخي أو يمـلّ ،
حينئذ يبدأ أن يجــــد الراحة قليلاً قليلاً، و يُعان من النعمة دائمــاً ،

   و في كل وقت تدنو منه الشياطين و تقاتل معه بمجاذباتهــــــا النجسـة ،
 فحالما يدعو سيدنا لكي يعينه ،
 يُطردون من أمامه سريعاً ،و عاجـــــــلاً بفعل الملاك القديس اللازق به ،
  و ذلك بالغمز الإلهـــــي ، و يبقى عقله في هــــــــــدوء و ســــــــلام ،
 إن خدم مزامير أو صـلاة ، أو قرأ في الكتب ، أو اهتـم بالله و بخــــيراته .


 و بعـد مــــدة قليــلة لا يُســمح للشــياطين أن تدنـو منـــــه بمجــاذباتها كالأول ،
ما خلا بالقتال الظاهر الذي يكون باللمس و النظر ، لأجل عدم التألم الذي اقتنـاه

     لأن عدم التألم - كما قال الأب إشعياء -
 هو غير قابل للقتال ،
                       فقد أخذ إكليله و استراح من الهم و العناء .

و عدم التـألم هــــذا الـذي يعنيــــه الآبـــــــــاء ،
ليس هو ذاك التــام الكامــل الذي يكـــون بعــــد القيــــامة ،
 بل هم يعنون صحة النفس من مرض الآلام و سقمها فيها .

   
و هذا إنمــا اسـتفدناه من الكــتب المقدســـة ،
 و من أفواه أناس قديسين كاملــين و إلهـــيين .
ليؤهلنا الرب بكثرة رحمته أن نسـير في إثرهم ،
 و لنكمــــل مثلهــــم في محبــــــــة اللـــــــه .

الذهــــاب الى :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق