الميمر الخامس ( 15 )
+ هكذا مثلما أقول لك :
كل
وقت تحرك الشياطين فيك فكراً ما, إن كان
شهوانياً أو غضبياً أو مجداً باطــلاً ،
أو مهمــــــا كـــــــان مــــــــــن الآلام، فلا توافقهــــــم و لا تتنــــازل معهــــــم ،
و لا تتركهم يدخلون قلبك وينعِّمونه، بل اذكر عاجلاً ذلك التنعم المحفوظ لك عند الرب ،
و
انتهر تلك اللذة الألمية ،
و
أغمـــــض عيني فكرك عن
النظر في ذلك الفكر الردئ الشيطاني ،
و لو
أن لذة الخطية تجذبك ، غصب نفسك لكي تهـــــــــرب منهــــا ،
و تنتقل بحبك إلى سيدنا ، و تسأله أن يمــدك بالمعونة لكي تغلب .
هـــذا
لأجـــل التنعــــــــم بمحبتــــــــه ، ففي الحال يشير للملاك القديس التابع لك ،
فيطرد الشياطين المقاتلة
معك بمجاذباتها , كمثـــل
الغبـــار من قــدام الريح العاصف .
و لهذا قال لك أنبا إشعياء :
اهــــرب
وفِـــر مــــن مشـــيئات قلبــــــك
. أعني أنت فقط إغــصب نفســك قليــــــلاً
،
أظهــر للشياطين بغضتــك
لمجاذباتهم ، و محبتك لسيدنا، وهو يطرد عنك الشياطين ،
يقطع
مجاذباتهم من قلبك، و ينير ضميرك،و يملأ نفسك أمناً
وسلاماً و عزاءً من النعمة .
+ لا
تخف أيها المتوحد محب السكون ،
والمقاتل حتى الدم في جهاد البر مع الخطية
لأجل محبة
سيده .
ليس يبطئ كثيراً زمن جهادك،بل بعد مدة من السنين معروفة ،
إذا ما اختُبرت إرادتك الصالحة
و حبك الصادق للرب بالصبر
في الجهاد والقتال مع أعـــدائه ،
فمنذ
ذلك الوقت، ليس كل
وقت تقاتل معك الشياطين يمدك بالمعونة لكي تغـــلب ،
بل إنه إذا انقضى زمان جهادك يطرد عنك الشياطين كلية ،
و يقطع من قلبك جميع
مجاذباتهم .
و عوض
تلك الأفكار الكثيرة التي
كانت تتحرك فيك ،تمتلئ نفسك أفهاماً روحانية ،
و يبتهج ضميرك كل وقت بأفكار إلهية، التي هى :
و يبتهج ضميرك كل وقت بأفكار إلهية، التي هى :
الهـــــــمُّ بعظمة الطبع الإلهي ،
الهذيــــــذ بالثــالوث المقــدس ،
تذكار
دائم لا
ينقطــــع بعشــق محبـــة المســــيح ،
و
نــــــــــــور مجده الإلهي الساكن فيه في السماء ،
الهذيـــــــــذ برتب الملائكة الممجدة ،
ذِكـــــــــــــر الفــــــــــردوس و أرواح الصديقين الذين كمــــلوا ،
اســـــتعلان ربنا من السماء ، صعود
القديسين إلى الســماء ،
و أشياء كثيرة لا يســـهل علينــا
كتابتهــا و لا النطــق بهـــــا .
فبهذه الأفهام الروحانية يتحرك عقل المتوحد كل وقت بتنعــم لا يُنطـــق بــه ،
و يأخذ هذه المكافـــــــأة بعد مدة جهــــــاده ، كعـــــــــــــــربون
ههنـــــــــــا ،
عوض كثرة تلك الأفكار الردية
الشيطانية التي
كان يتضايق بها أولاً في القتال .
+
والآن يا أخي، إن كنتَ مشتاقاً لهذه ( الأفهام الروحانية ) ،
و
لنقاوة القــــــلب التي بها ينظــر الإنســان الله ،
أَعِـــــدَّ
نفســـــك للجهاد مع الآلام و الشياطين ،
و لا تتضجــــــــــر إذا ما ضُـــــــربت و نالتك الجراح في
وجهك كل مدة مجاهدتك ،
و
لا تعطـــــــــي قفاً وتهرب من قلايتك مثل خصمٍ مغلوب .
بل انتظـر بصــــبر و برجاء حقيقي للغلبة التي يعطيك إياها ربنا في السكون
بعد
مدة جهادك و كثرة الراحــة و الفرح التي
تحظى بها ،
و لا تكن كالجهال البله المنحلين ،
الذين
عندما يكونون غالبـــين و منتصــرين و فرحـــين و نيّرين ،
يجلســون في
السكون و الحبس ،
و عنـــــــــــــدما يتضايقون و ينجرحـــون و يُغلبون و يحزنون
و يسقطون و يُظلمون ،
يتركــــون الســـــــكون
و يخرجـــــــــــون !
بل أنت اصبر على جميع ما يحدث لك كل أيام مدة جهادك ؛
إذ في وقت تضغـــــــــط أنت
الشياطين، و في وقت يضغطــونك ،
و في وقت تســقطهم ، و في وقت يسقطونك
،
حتى ينظر الله صــــبرك ، و يعطيـــك غلبة على أعدائك ،
و يتوِّجـــك بمعرفة الروح .
و يتوِّجـــك بمعرفة الروح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق