الميمر الخامس ( 14 )
+ عوِّد نفسك واغصب ذاتك
لجمع
أفكارك في خدمـــة المزامير،وبالأكــــثر في الليل ،
لكي
يأخذ عقلك حس وفرح الروح المكنوز
في المزامير ؛
فإن
أُهِّلت لهذا، فلن تشبع من السكن في الهدوء.
وهو لا يعمل بالضمير، بل يطيش ويطمح فهو يتهاون
أوقاتاً .
وأما الــــذي مع عمل الجســد يعمل بالفكر أيضاً ،
فهو
لا يقدر أن يتهــــــــــــاون ؛
لأن
عمــــــــــل قلبـــــــــــــــه ما
يتركه يستريح .
فلهذا عظيم هو عمل العقــــل وتَعِبٌ جداً ومديد ،
وحســـــــــــــب عظم عمـــــله ،
هكذا
أيضــــــــــاً كــثرة منافعــه .
+ إن
اخــــترت عمـــــــــــل الجسد
والعقل ،
فلا
تتضجر ولا تـــــــزد على عمــــل العقل ،
أعمالاً
جسدانية فوق قوتك ومبدأ منزلتـــك .
بل قليلاً قليلاً ادخل
و غص في تدبير العقل ،
و هو
يكون لك معلِّماً ومرشداً :
في
كيف تحترس من الموافقة في قلبك مع الأفكار
الشيطانية .
هوذا أبوك الأب إشعياء ،
لكي
يعلمك ويشجعك ويجذبك لعمل العقل، يقول لك:
« أنت
يا ابني ، اهرب من أهوية قلبك ،
هذه التي تقيم عليك القتــــــــــــال ،
و ربنـــــــا
يكسر جميع أعـــــــدائك » .
و معنى قوله :
إنه
إذا كنت في الســـــــــــــــــــكون ،
و أنت
خـــــال من الطياشة في الأفعال ،
وعــــــــــادم
من مفاوضـــــة النـــاس ،
ومتفـــــاوض
مع ســــــــــــــــــــــيدك بعمـــــــل
وصــــاياه ،
تغــــــــــــار
منك الشــــــــــــــــياطين بحســـــــــــــــــدها ،
و تجــــــــــــــــــــذبك للتنازل في الشـهوات ،
لكي
تخيِّبك من حـــــــب ســـــــيدك ،
و من العـــزاء
الروحــــاني ،
و من
الأجـر لأجل سكونك و عمــــلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق