الخميس، 30 مايو 2013

الجهاد و السهر ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الخامس ) ـ الجزءالاول .

الميمر الخامس ( 14 )
الجهاد و السهر 

+ عوِّد نفسك واغصب ذاتك 
لجمع أفكارك في خدمـــة المزامير،وبالأكــــثر في الليل ،
 لكي يأخذ عقلك حس وفرح الروح المكنوز في المزامير ؛
 فإن أُهِّلت لهذا، فلن تشبع من السكن في الهدوء.

    واعلــــــــــــــم أن الذي يتعب بأعمال الجسد فقط داخل الحبس ،
 وهو لا يعمل بالضمير، بل يطيش ويطمح فهو يتهاون أوقاتاً .

   وأما الــــذي مع 
عمل الجســد يعمل بالفكر أيضاً ،
 فهو لا يقدر أن يتهــــــــــــاون ؛
لأن عمــــــــــل قلبـــــــــــــــه ما يتركه يستريح .

    فلهذا عظيم هو 
عمل العقــــل وتَعِبٌ جداً ومديد ،
وحســـــــــــــب عظم عمـــــله ،
هكذا أيضــــــــــاً كــثرة منافعــه .

+ إن اخــــترت عمـــــــــــل الجسد والعقل ،
 فلا تتضجر ولا تـــــــزد على عمــــل العقل ،
 أعمالاً جسدانية فوق قوتك ومبدأ منزلتـــك .
 بل قليلاً قليلاً ادخل و غص في تدبير العقل ،
و هو يكون لك معلِّماً ومرشداً :
في كيف تحترس من الموافقة في قلبك مع الأفكار الشيطانية .

هوذا 
أبوك الأب إشعياء ،
 لكي يعلمك ويشجعك ويجذبك لعمل العقل، يقول لك:
 « أنت يا ابني ، اهرب من أهوية قلبك ، 
   هذه التي تقيم عليك القتــــــــــــال ،
  و ربنـــــــا يكسر جميع أعـــــــدائك » .

و معنى قوله :
  إنه إذا كنت في الســـــــــــــــــــكون ،
و أنت خـــــال من الطياشة في الأفعال ،
 وعــــــــــادم من مفاوضـــــة النـــاس ،
 ومتفـــــاوض مع ســــــــــــــــــــــيدك بعمـــــــل وصــــاياه ، 
 تغــــــــــــار منك الشــــــــــــــــياطين بحســـــــــــــــــدها ،
                     و تجــــــــــــــــــــذبك للتنازل في الشـهوات ،
 لكي تخيِّبك من حـــــــب ســـــــيدك ، 
               و من العـــزاء الروحــــاني ، 

و من الأجـر لأجل سكونك و عمــــلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق