السبت، 18 مايو 2013

اقتناء القداسة ـ مفتدين الوقت ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزءالاول .


الميمر السادس ( 2 )
إقتنــاء القداســـة ـ مفتـــدين الوقـــت


+ لا يســــتطيع الإنســـان أن يكـــــــــون  بمفاوضــــة الله و مفاوضـــــــة الناس ، 
  و أن يكون قريباً من أهله الجســـدانيين ، و يقدر أن يدنو لشيء من الروحانيات ، 
    لذا فالغـــربة توافقنـــا كثـــيراً .


ألا تعلم يا أخي : 
   أن حياتنا تنقرض ساعة بساعة ، و يومــاً بيوم ،
   و حتى و لو أننا كل أيام حياتنـــا نجتهـــــد أن :
                           نردَّ يوماً واحــــداً من الذي مضى فمـــــا نســـــتطيع !
 فخسارة عظيمة هي لنا إذا نحن تغافلــــنا عـــــن يــــــوم واحـــــــــــدٍ .
                       لكي يجـــــــــوز بلا ثمــــــــــــرة تمجيـدنا و أعمالنـــــا ،

فنتهـــــــــــــاون من تقديــــــــم الصــــــــــــلوات ، 
                        و من التضـــــــرع أمـــــــــــام الله .
لأن هذه كلهــــــــا مرسـومة و مكتــــوبة قــــــــــدام الله ، 
                            و بهــــــــا يُمدح الإنسان أمام النعمــة ، 
    حيــث تأتي أوقاته و هي موسوقة بأعمـــــــــاله الصالحة .

+ فلهذا يا إخوتي ،  لا نتهاون 
  في و قت و احد من أو قاتنا دون أن نقدم فيه أثمـــار التــــوبة .
  نبغي لنا جداً الجلوس وحـــــــــــدنا لكي   نبكـــــي و ننــــوح ،  
  على أيامنا التي جازت باطلاً فارغـــــــة ، و اضمحــــــــــــلت ،
  و ليس ينفعنــــــا وقت المـــــوت أحــــدٌ ، لا إخوة و لا أصدقاء ، 
  السعيد حقــــاً هـــو
                             الــــذي يتفــــــكر في هـــذا ، 
                             و يجمع أفكاره إلى ذاته و ينقبض من الطياشة الباطلة ، 
                             و لا يتخلف و قتـــــاً واحـــــداً عن الصــــــلاة و التـــوبة ،
             أما أنا فلو أن جميع الخلائق يبكون عليَّ لأجل خطاياي ، 
  لما كان ذلك يكفي .

+ اعلم يا أخي ، 
     إنه ليس لكثرة الأعمال يعطى الله الأجــر ، 
     بـــــــل لشوق الإرادة و البشاشة المفرزة ، 
    كمثــــل الصبيـــــــــان الذين يسرعون إلى الطاعة ،
            و اتضــــــــاعهم هــو فخــــــــر أنفــســـهم . 

فالــــــذي يريــد أن يقيم كلمته ،و لو أنها حق ،
              هــذا قـد مـرض مرضـاً شـــيطانياً ، 
و الـــــذي ينوح على ذاته ينجـــو من النــــــار .

       لقــد أعطى ربنا الطوبى للطاعــة ،   لأن المطيع هو الذي يتنعــــــم أولاً بالطوبى 
  و الويل للمقــــــــــــــاوم و المحارن ،  لأنه يغتـــذي مــــــن مـرارة نفسه كل حين .

+ كــــــــــن (في كل حين) مبكِّتاً لذاتــك ، و اضمر عن نفسك أنك خاطئ ، 
و قــــــل : ليــــس على الأرض من هو ، أعظـــــم خطيــــــة منــــــــي .

   داوم على السهر الكثير ، و فكر في العذاب الأبدي

الاتضاع هو مُهلك لجميع الآلام ، 
و الذين يقتنونه ينجحون في كل شيء، و يغلبون كل أمر . 

      الطهــارة    و الصـــــوم   و الصـــــــــــــلاة ،  
    و السـهر    و الاتضـــاع    و نـدامة النفـس ، 
 هذه كلها فوق الطبيعة ،
    و طــوبى للمتوحــــــــد الذي عمله دائماً بها ، 
                 و عقــــــــــله مضبـــــــــــــــوط بها .

+ فــــــي فضيلتـــين جمع الآباء القداسة كلها ، و هما : التواضع و النو ح .

    فلنتفــــــــرس في ذواتنـا إن كنــــا في الرتبة الجسدانية ،  
    مع المبتدئين ،أم مع الوسطانيين ، أم مــــع الكاملـــــــن ، 
    و نسرع لكي ندرك ، و لا ننســــى و نتغافل لئلا نخـــسر .

+ إذا ما أُهِّلت النفس لغفران الخطايا، حلَّت في النــور الإلهــي .
   فضيلة واحدة أو حسنة واحدة تُعمل بإفراز، تقطع خطايا كثيرة
  و الشر ليس هو شيئاً إلا عدم الفضيلة فقط .


المسيحى الحقيقي له في كل يوم حرب مع ذاته ؛

                لأن كل من قاتل مع نفسه و غلبها ، ليس له بعد قتال مع أحد .


   و  الذي دان نفسه لا تبقى عليه دينونــة ، و لا أحد من الناس يقدر أن يدينـــه .
 لأن الذي قـــد عــــرف عيــوب نفســـــــه  ,  لا يتقــــزز من عيــــوب الآخــــرين .

و الذي لا يعمـــل شــــراً مع أحـــد من النـــاس هــــو بـــــــار .
و الذي يعرف دينونة الله ، هو يدين نفسه و لا يدين أحداً غـيره .
و الذي أعمــاله رديـــة ، لا يقدر أن يعلِّم آخرين أعمالاً صالحــة .

 فينبغي لنـــا أن نحب الله من كل أنفسنا و من كل قوتنــــــــا ،
و نحـب قريبنا كنفســـــنا ،  و لا نكــــافئ شــراً عوض شــــرٍ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق