الأربعاء، 1 مايو 2013

الخروج من العالم ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الاول) ـ الجزء الثانى .

الميمر الاول ( 15 )

الخروج من العالم .
+ إذا ســـمعت عـــن : 
                              الهرب من العالم أو ترك العالم ، أو النقاوة من العالم،
   فينبغي أن تعــــــرف و تتعــــلم أن هـــــذا ليـــس كيفمـــــــــــا اتفـــــــق
                             بل دافع من معرفة ما المقصود بلفظ العالم وطبيعتــه ،
  و مــــــا هــــــــــــي الأمـــــــور التــي يطلق عليهـا هذا الاسم ،
  و عـــند ذلـــــــــــــك تستطيع أن تعرف مقدار بعد نفسك عن العالم أو خلطتهــــا به ،
  فإن لم يعرف الإنسان ما هــو العـــالم ، فأنه لا يعـــــرف مـدي بعده أو مدى ارتباطه به .

  كثيـــــــــــرون يظنون أنهم إذا ابتعدوا عن العالم بأمرين أو ثلاثة منعوا أنفسهم عنها
                    فأنهـم بتدبــــــيرهم هــــذا يكــــــــونوا قـــــد خرجـــــــــــوا منـــــــه ،
  وفى الحقيقة هـــم لا يفهمون و ليســـت لديهـــم حكمــة التمييـــز ،
  لأنهــــــــــم إن كانوا بعضــو واحــد أو بأثنــين ماتــــوا عـن العـــــــالم
   و لكــــــــن باقــــي أعضــائهم حيـــــــة داخـــل جســـم العـــــــالم 

  فإنهــــــم لم يستطيعوا الإحساس بآلامهم( أي الشهوات الجسدية)
  وبســبب أنهم لم يحسـوا بها لذا لم يهتمـوا بعــــــــلاج أنفســـــهم .

 العالم اسم يعنى عدة شهوات متميزة ، أي إن العالم هو اسم لها كلها  ،
أما إذا نظــرنا إلى كل منهــا بمفردهــــا فلهــــــا اســــــمها الخـــــــاص
 و الشهوات السارية في العالم هي :
                        محبـــة المــال وجمع الأشياء ( أي محبة الامتلاك ) ،
                       و تنعم الجســد الذي منـــه تكــون شـــهوة الجســد ،
                       و محبة الكرامـة التي هي ينبـــــــــوع الجســــــــــد ، 
                       و محبة الرئاسة ،الافتخار ،و جاه الســلطة ، الطرمدة ، الصـــــلافة ،
                      ( محبة) المديح من الآخرين التي هي سبب الحقد ، جبن الجسد ،
                     
و بمقدار توقــــــــف هـــذه عـن الســريان 
 بمقـدار ما يتــوقف العـالم( عن الســريان فــــــي حياة الإنسان ) ،
 مثــــل كل القديســـين،  فقد كانوا أحياء و موتي أحياء بالجسد و لا يعيشون جسدانياً .

إذاً ميز بأي من هـذه أنت حي ،
                                        و عند ذلك تدرك بكـم من هذه أنت حي فى العالم  ،
                                                             و بكم منهــــا أنت ميت عنـــــــــه.
+ واذا عرفت ما هـــــــو العـــــالم بتميز هــذه الأمـــــــــــور
   فإنك تعرف إن كنـــــــــــــــــــت مرتبط به أو تحللت منـــه ،
  و باختصـــــار فإن العالم هـــــــو الســلوك الجســــــــداني و حســـب الفكـر البشري.

  و التخلي عن هذين الأمـــــــرين يعرف من تغيير السلوك و من الميول المختلفــــــــة.

فمن حاجات فكــــــــــــــرك و من الأشياء التي يطيش فيها تعـرف اتجـاه تدبـــــيرك 
                                           فهذا  يظهـــر من الأمور التي تشتاق إليها أرادتك تلقائياً.

  و أي منها يتحـــرك فيــــك دائمـــــاً و أيهمـــا يكــــــــــــون تحـــــــركه عارضــــاً ،
  وتعــــرف إن كان الفكر قد بلغ إلي الشعور غير الجسدانى أم يميـــــل للماديات  ،
  وهل هي ماديــــــة شهـوانيــــــة ، أم هي انطباعــــات تُشــجع علي الجهـــاد ،
  وتأتي إلي الفكــــر تلقائيــــــــــــاً بأشــــياء تدعــــــــو إلي عمــــل الفضـــــائل ،
  ومنهـــــا و بدون معــــاناة يأخـــذ الحماس لجمع الأفكار  ،
 و بعـد ذلـك يعمل الفكــــر فيمـــــا هو حســــــــــــــــــن
 ولا يتوجع بعد من أفكار الجسد بسبب زيادة شـــوقه لله 
             تلك التي ـ عــادة ـ تقطـــــع التذكارات الباطلة .

+ إن هذه الوصايا الصغيرة التي في هذا الفصل تكفي لإئارة الإنسان                              إن كـان عمالاً و منفرداً عــــــــــــــــــــــــوض كــــــتب كــــــــثيرة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ميمر2 ـ اشياء طبيعة و غير طبيعية .


الذهاب الى :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق