الأربعاء، 1 مايو 2013

صعود الصليب ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الاول) ـ الجزء الثانى .


الميمر الاول ( 14 )

صعود الصليب :
+ عمل الصلب مزدوج كازدواج طبيعتتنا ( أي النفس و الجسد ) ،
  ( فالأ ول  ) هو  :  الصبر على ضوائق الجسد يتم بعدم الخضوع لغضب النفـس ،
  و (الثاني ) هـو  :  العمل السامي للعقل بالتفكير في الإلهيات و دوام الصـــلاة ،
                          و هذا يكـــــــــون مــن شهوة الروح و يسمي الثــــــــــــاؤريا .

  و الأول يطهـــــر جزء النفس الشـــــهواني بقـــــــــــوة الغـــــيرة
  و الأخر بتأثـــــــــــير الحب الروحــــــــانى أي الاشتياق الطبيعي للفهم النقي ،

  و الذي قبــل البلوغ للأول (أي الصبر على مضايقـــات الجســــد
           يتطلع إلــي الثاني
  بدافع من اشتياق لذاته – و لم اقل من اجــل مللــه و كســـله
  فإن الغضب كرذيلة ينهض أمامه ، لأنه لم يمت أعضاءه الأرضية  ،
  و تجاسر و تخيل في عقله مجد الصليب ،
  و هو لم يشفٍ سقم أفكاره بالصبر على أتعاب الصلب ووضاعته ،
   مثلما قال احد القديسين القدماء :
" إن الذي لم يعالج الحواس من ضعفها ، أعنى الـــبرء مـن الشــهوات ـ
    و مع ذلك  ـ يريد عقلة الصعود على الصليب فإن غضب الله يأتي عليه ".

+ إن صعود الصليب :
    الذي يحـــــرك رجز الله ليس هو الجزء الأول أي الشدائد التي هي صلب الجسد ،
   لكن الصعود إلى الثاؤريا الذي هو الجزء الثاني ، و ذلك قبل بلـــــوغ صحــة النفـس
   فمن تنجـــــس فكــــره بالشهوات و يتخيل في ذهنه هذه الأفكار ،
                                  فإنه بعصا الحـــــق يكــــــف و يســـــكت ،
   لأنه لم ينـــــق فكــــره من قبل بالضوائق و قمع شـهوات الجسـد .

   و الـــــــــــذي من سماع الآذان و قراءة الكتب فقط دون الجهاد يريد الجري للأمام
                      فأنه يمشي في طـــــريق مظلـــم تمامــــاً و قــد عمــيت عينــــاه.
  و لا يمكنــــــه التشـــبه بأولئـــــك الـــــذين صــــحت أبصـــارهم و امتــلأت نــــوراً ،
                    و قد اقتنوا إرشاداً من النعمة و هــم في الشــدائد الليـــل و النهــار ،
                    و عيونهم مملوءة دمـــوعاً ، و بالصــلاة و البكـاء يعبرون الليل و النهار ،
                     بســـبب سعيهم باهتمام و المصاعب الشديدة التي تلقـــــــــاهم ،
 و الظهــــورات المتعددة الخادعة ،أما التي من الله فهي تأتي من ذاتها دون إن تشعر
                   و ذلـــــك أذا كـــان الموضع  ( أي القلب ) طـــــــــــاهر و غـير دنــــس .


  كما انك لا تجســــر أن تشخص فــــــــــي قرص الشمس لئلا تفقد النظـــر العـادي ،
  كــــذلك إن لم تنق نظر نفسك فإنك تفقد الإيمان البسيط و الاتضاع و الشكر القلبي 
   
  و العمل القليل حسب قوتك ، 
   لئـــــلا تلقـــي روحيـــــــــاً في مواضع ظلمة بعيداً عن الله
  و تكـون كمــن في الجحيــم ، 
  و كمثل الذي تجاسر ودخـــل العـــرس بثيــــــاب قــــذرة .


+ من الأعمال ( أي الجهاد ) و الحرص تنبع  نقاوة الأفكار ،
                                      ومـــــــــــــــن  نقاوة الأفكار يســـــــتنير العقـــــــــــــــــل
   و من هنــــا ترشد النعمة العقل إلي ما ليس للحواس سلطان علي عملها أو تعلمها.

+ فكر و أفهــــــم :
   إن  الفضيــــــلة مثل الجسـد ،
      و الثــــــــاؤريا مثل النفــس ،
      و الاثنين هما إنسان واحد كامل تام  روحاني

       متحد من جزئين محسوس و معقول ( أي غير محسوس )

  و كما أن : النفس لا تســـتطيع  أن تــــــأتي إلي التكـــــوين و الميــــلاد 
               دون أن تكمل جبلــة الجســــــد ،


 هكــــذا  : لا تستطيع ثاؤريا النفس الثانية التي هي روح الاستعلامات
               أن تتصــــور في البطن القابل مادة الـــــــزرع الروحــــــاني.
               من دون كمال عمل الفضيــــــــلة
              التي هي بيت المعرفـــــــــــــــة و قــــبول الاســــــــتعلان .

 + الثاؤريا : هي شعور بالأسرار الإلهية  المخيفة في الأمور و الأسباب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق