صعود الصليب :
+ عمل الصلب مزدوج كازدواج طبيعتتنا ( أي
النفس و الجسد ) ،
( فالأ ول ) هو : الصبر على ضوائق الجسد يتم بعدم الخضوع لغضب النفـس ،
و (الثاني
) هـو : العمل السامي للعقل بالتفكير في الإلهيات و دوام الصـــلاة ،
و هذا يكـــــــــون مــن شهوة الروح و يسمي الثــــــــــــاؤريا .
و الأول يطهـــــر جزء النفس الشـــــهواني بقـــــــــــوة الغـــــيرة
و الأخر بتأثـــــــــــير الحب الروحــــــــانى أي الاشتياق الطبيعي
للفهم النقي ،
و الذي قبــل البلوغ للأول (أي الصبر على مضايقـــات الجســــد )
يتطلع إلــي الثاني
بدافع من اشتياق لذاته – و لم اقل من اجــل مللــه و كســـله
فإن الغضب كرذيلة ينهض أمامه ، لأنه لم يمت أعضاءه الأرضية ،
و تجاسر
و تخيل في عقله مجد الصليب ،
و هو لم يشفٍ سقم أفكاره بالصبر على أتعاب الصلب
ووضاعته ،
مثلما قال احد القديسين القدماء :
" إن الذي لم يعالج الحواس من ضعفها ، أعنى
الـــبرء مـن الشــهوات ـ
و مع ذلك ـ يريد عقلة الصعود على الصليب فإن غضب الله
يأتي عليه ".
+ إن صعود الصليب :
الذي يحـــــرك رجز الله ليس هو الجزء الأول أي الشدائد التي هي صلب الجسد ،
لكن الصعود إلى الثاؤريا الذي هو الجزء الثاني ، و ذلك قبل بلـــــوغ صحــة النفـس
فمن تنجـــــس فكــــره بالشهوات و يتخيل
في ذهنه هذه الأفكار ،
فإنه بعصا الحـــــق يكــــــف و يســـــكت ،
لأنه لم ينـــــق فكــــره من قبل بالضوائق
و قمع شـهوات الجسـد .
و الـــــــــــذي من سماع الآذان و قراءة الكتب
فقط دون الجهاد يريد الجري للأمام
فأنه يمشي في طـــــريق مظلـــم
تمامــــاً و قــد عمــيت عينــــاه.
و لا يمكنــــــه التشـــبه بأولئـــــك الـــــذين صــــحت
أبصـــارهم و امتــلأت نــــوراً ،
و قد اقتنوا إرشاداً من النعمة و هــم
في الشــدائد الليـــل و النهــار ،
و عيونهم مملوءة دمـــوعاً ، و بالصــلاة و البكـاء يعبرون الليل و النهار ،
بســـبب سعيهم باهتمام و المصاعب الشديدة التي تلقـــــــــاهم ،
و الظهــــورات المتعددة
الخادعة ، أما التي من الله فهي تأتي من ذاتها دون إن تشعر
و ذلـــــك أذا كـــان الموضع ( أي القلب )
طـــــــــــاهر و غـير دنــــس .
كما انك لا تجســــر أن تشخص فــــــــــي قرص الشمس لئلا
تفقد النظـــر العـادي ،
كــــذلك إن لم تنق نظر نفسك فإنك تفقد الإيمان البسيط و الاتضاع و الشكر القلبي
و
العمل القليل حسب قوتك ،
لئـــــلا تلقـــي روحيـــــــــاً في مواضع ظلمة
بعيداً عن الله
و تكـون كمــن في الجحيــم ،
و كمثل الذي تجاسر ودخـــل العـــرس بثيــــــاب قــــذرة .
+ من الأعمال ( أي الجهاد ) و الحرص تنبع
نقاوة الأفكار ،
ومـــــــــــــــن نقاوة الأفكار يســـــــتنير العقـــــــــــــــــل
و من هنــــا ترشد النعمة العقل إلي ما ليس للحواس
سلطان علي عملها أو تعلمها.
+ فكر و أفهــــــم :
إن الفضيــــــلة مثل الجسـد
،
و الثــــــــاؤريا مثل النفــس
،
و الاثنين هما إنسان واحد كامل تام روحاني
متحد من جزئين
محسوس و معقول ( أي غير محسوس )
و كما أن : النفس لا تســـتطيع أن تــــــأتي إلي التكـــــوين و الميــــلاد
دون أن تكمل جبلــة الجســــــد ،
دون أن تكمل جبلــة الجســــــد ،
هكــــذا : لا تستطيع ثاؤريا
النفس الثانية التي هي روح
الاستعلامات
+ الثاؤريا : هي شعور بالأسرار الإلهية المخيفة في الأمور و الأسباب .
أن تتصــــور في البطن
القابل مادة الـــــــزرع الروحــــــاني.
من دون كمال عمل الفضيــــــــلة
التي هي بيت المعرفـــــــــــــــة و قــــبول الاســــــــتعلان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق