الميمر الرابع ( 13 )
الله يسمح لنا بالتجارب و الضيقات لفائدتنا
+ إذا مــــــــا انسحق قلبنا دنت منا الرحمة و النعمة ،
أمـــــــا إذا وثــق قلبك بأعمــــــــــاله ،
و الأعراض
المؤذية و المحزنة للجســــد ،
يكون
حدوثها للإنسان بسماح من الـرب ،
لكي تســـــــــبب له التواضع و الخـــوف .
و لا تظن
أنه
بدون ســـماح من الرب تصـــــــــادفك
بدون ســـماح من الرب تصـــــــــادفك
تلك
التجارب التي تؤذي و تحزن و توجع و تسحق ،
إن كانت
من طبيعة الجســـم بالأوجاع و الأمراض ،
أو من
مضــــــــــــــــادة الأشياء التي تؤذي ،
إن كان من الوحوش
أو من لدغات دبيب ،
أو من
عـــــثرات في الأحجــــــــار ،
أو
كـــــــان بتوسط الناس و الشياطين .
فإننـــــــــا نقع
فيهـا بسماح من الـرب ،
و بسياسة
منه تتحرك علينا لأجل مقتنا ( أي إذلالنا ) و توضيعنا .
+ ليس عـــزاء
لخـــواص الرب خارجــــــاً عنــــــه ؛
و لا ضغطات
و أحزان و مشقات من كل بُدٍّ و نوع
إلا و يكــــــــون
حدوثهــــــــــــــــــــــــا منــــــه .
و هي لا
تبطل بتحيلنـــــــــا و تدابــــــــــــــيرنا ،
لأنها قد
أخذت قوة علينا بسماح منه .
فإذا
قسينا قلوبنا مقــــــــــــابل التجـــــــــــــــارب ،
فهذا علامــــــــة و دليــــــــل أن
ضيقتنــــا ســـــــوف تتصعب جداً ،
و يســـــــــــمح
الله بـــــــــــذلك .
و إذا
استعددنا قبالة التجارب بقلب منسحق و اتضـــاع ،
فهذا
عـــــلامة و دليـــل أن الرحمة ممتزجة بالتجارب .
و طوبى لمن
يخـــاف دائماً كقول الكتاب ،
أما الذي يقسي قلبــه فيقع في الشــرور ،
لأن القلب القاسي تكــــثر أوجــــاعه .
+ و ينبغي
أيضاً أن نعــــلم أن المحزنات تجمع العقل إلى الله .
و كل شيء
نفعــله بغيرةٍ و خوفــــاً من الخطيــة ،
هــو فضيـــلة
تامـــــــــــة و شهادة من أجل الله ؛
لأن العقـــل
يهـــذ بالمـــوت لأجــل وصــايا الرب ،
و هو يحفظ
الوصايا بسـبب الخوف من الخطيـــة .
و الخطيــــة هي :
أن يوجد فينا شيء من الأمور التي قد حُدِّد
علينا
أن لا نفعلهــــــــــا و نوجـــــــــد لهــــــا مدينــين ؛
لأن
الاحتراس من هذه الأمور بحكمة في أي نوع كان ،
يكمِّل
فينا الحب لله و القريب .
و يُحسب
لنا فعل شهادة . كقول أحد القديسين :
« إن كل
شيء يُفعل بآلام (رديئة) بشرية هو خطية ،
و كل
اضطرار و ضيقــــة مـن أجــل الله هو اعتراف » .
و باختصار فإن الفضيلة هي :
الهذيــــذ بالمــــوت مـــــن أجـــــــل الله .
و هذه هي
الفضيلة : أن يصــبر الإنســــان على الضيقـــات لأجـل مخــــافة الله ،
و إذا ما
أدَّبنــا الـــرب : في شيء من الأشياء ، فلنتخذ ذلك بنوع التوبيخ والتقويم ،
و نَتَّجــــــر فيـــه لنربـح ,
و نشكر الذي في كل أمر يطلب
ربحنا ،
و يشـــــــــاء خلاصنــــا ,
و لا
نفتح فمنا بوقاحـــة و قســـــاوة ،
و نلـــوم
ســــياسة الله و تدبــــــيره ،
كما
لو أنه بظلم يجلب علينــا التأديب .
+ كلما
كانت مخــافة الله لاصقــة بقلبــك ,
اعلم أن عناية
الله تتبعك في سائر أمورك ،
و تفهـــــــــــــــــــم هـــــــــــــذا مــــــن
عنايتـــه بك في الأشــــــياء الجســدانية ،
حيـــــــــــــــــــــث تجد :
المعونة منه في الأمور الظاهرة من جهة احتياجك الضروري ،
و في أوقات كثـيرة تجد :
فُســــــحة و ســــــهولة في الأمــــــور العســـرة الصعبــة .
كذلــــــــــك فهــــــو :
يمزج لنا العزاء في التجارب العارضة لنا في طريق مخافة الله ،
يمزج لنا العزاء في التجارب العارضة لنا في طريق مخافة الله
لكي إذا
تضايقتَ من ناحيةٍ بالتجــــارب ،
يدبر لـك
عزاءً ومعونةً من ناحية أخــرى ،
إن كــان في
مــــــرض أو في عائــــق أو في عوز شيء ما ،
فهـــــــــــــــــــــــو :
في كــل أمـــــر يَعرض لك يعــــــــــزي و يســلي بالمعــونة .
في كــل أمـــــر يَعرض لك يعــــــــــزي و يســلي بالمعــونة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق