الخميس، 25 يوليو 2013

فلنسر بالضيقات ونسعى إليها ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 5 )

فلنسر بالضيقات ونسعى إليها  


+ و أنا أتضرع إليــــــــك ، أيهــــــــا الأخ ،
    ألا تمــــلّ مــن أعمـــــال النســـــك ،   و لا تتهـــــــــــــــاون عن السكــــــــون .
   لأن سكون الجسد يولّد سكون القلب ،   و ضوائق السكون تعد لك نياحات إلهية .
   ولتُسر جداً بالضيقـات الحـادثة عليك  ،   لأنهـــــــا مينــــــاء العفـــة لجســــدك ،
                                                        و هـــــــي تقـــــــــــــدِّس ضمـــــيرك .


+ كما أنه لا يمكن للإنســــان  أن يضبـــط النــــار المنظــــــورة ،
                        و يستعملها بالفعل من دون الأجسام التي هي أنواع الوقود ،
   هكذا أيضـــــــاً من دون العمــل المحســــــــوس بالجســـــــد ،
            لا يمكن أن يؤهــــــل الإنسان لنـــــار النعمــــة الإلهيـــة في قلبـــــــــه ،
                     و لا أن يقتنـــــــــــــي حــرارة و قـــــود الحــــب و معـــرفة اللــه .

   فإن كنا نهتم بطهارة الضمير
   ولكننا نبطل الجسد من عمل فلاحة الفضيلة والاهتمام بها ،
   فإن شــــوكاً و قرطبــــاً ينبتـــان في حقــل ضمـــيرنا عـوض الزرع الجيــــــــــــــــد .
   لأنه بالنار تُنظف الأرض و بحرارة الأعمال ينقى القلب ويقبل الزرع الطاهر الروحاني .

  و الأعمال التي لأجل الله هي أواني القدس التي توجد فيها النيــــــــاحة الإلهيـــة ،
  و بها تُقبل النعم الروحانيـــــة و المواهــب المقدســــــــــة و القـــوات الســـماوية .

                        + الذي استحق أن يكون بهمِّ الله الدائــــــــم .
                           هو الذي يؤهــــــــــــل للدهـش الدائم بالله .

   و   الذي يُشقي ذاته من أجل الله ، و لأجــل الخــوف من الخطية ،
  هو الذي يســــــــــــــــــــــــتحق أن ينظر في نفسه أعاجيب الله .

 و الذي يحتمل الضيقة بإرادته يحمله الله ،  كمـــا على راحــتة يــده في كل مكــــان .
 و لا يدنو منك شرٌّ إلا بنــــوع التجـــــربة ،  وهذا لكي يعرِّفك الله بعنايته بك، كما كُتب :
   « إننا نتضايق و لكن لسنا نختنق » .

+ ينبغي أن نعلم، يا إخوتي ،
   أنـــــه بضغط الضيقات نقدر أن ندخل ملكــــــــوت الله .
  كما أن النفــــــــــس محتاجة إلى أن تتضايق بإرادتها ،
   لكي تستطيع أن تقهر عادات الانحلال ،
   ولكي تؤهل للنعمة حسب قول القديس باسيليوس معلم الحق :
   « من هو الذي نال روح الله بالاتساع والنفخة من المأكولات؟! » .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق