الميمر الرابع ( 5 )
فلنسر بالضيقات ونسعى إليها
+ و أنا أتضرع إليــــــــك ، أيهــــــــا الأخ ،
ألا تمــــلّ مــن أعمـــــال النســـــك ، و لا تتهـــــــــــــــاون عن
السكــــــــون .
لأن سكون الجسد يولّد سكون القلب ، و ضوائق السكون تعد لك نياحات إلهية .
ولتُسر جداً بالضيقـات الحـادثة عليك ، لأنهـــــــا مينــــــاء
العفـــة لجســــدك ،
و هـــــــي تقـــــــــــــدِّس ضمـــــيرك .
+ كما أنه
لا يمكن للإنســــان أن يضبـــط النــــار المنظــــــورة ،
و يستعملها بالفعل من دون الأجسام التي هي أنواع الوقود ،
هكذا أيضـــــــاً من دون العمــل المحســــــــوس بالجســـــــد ،
لا
يمكن أن يؤهــــــل الإنسان لنـــــار النعمــــة الإلهيـــة في قلبـــــــــه ،
و لا
أن يقتنـــــــــــــي حــرارة و قـــــود الحــــب و معـــرفة اللــه .
فإن
كنا نهتم بطهارة الضمير
ولكننا
نبطل الجسد من عمل فلاحة الفضيلة والاهتمام بها ،
فإن
شــــوكاً و قرطبــــاً ينبتـــان في حقــل ضمـــيرنا عـوض الزرع الجيــــــــــــــــد .
لأنه
بالنار تُنظف الأرض و بحرارة الأعمال ينقى القلب ويقبل الزرع الطاهر الروحاني .
و الأعمال التي لأجل الله هي أواني القدس التي
توجد فيها النيــــــــاحة الإلهيـــة ،
و بها تُقبل النعم الروحانيـــــة و المواهــب المقدســــــــــة
و القـــوات الســـماوية .
+ الذي
استحق أن يكون بهمِّ الله الدائــــــــم .
هو الذي يؤهــــــــــــل للدهـش الدائم بالله .
و الذي يُشقي ذاته من أجل الله ، و لأجــل الخــوف من
الخطية ،
هو الذي يســــــــــــــــــــــــتحق أن ينظر في نفسه أعاجيب الله .
و الذي يحتمل الضيقة بإرادته يحمله الله ، كمـــا على راحــتة يــده في كل مكــــان .
و لا يدنو
منك شرٌّ إلا بنــــوع التجـــــربة ، وهذا لكي يعرِّفك الله بعنايته بك، كما كُتب :
« إننا نتضايق و لكن لسنا نختنق » .
+ ينبغي
أن نعلم، يا إخوتي ،
أنـــــه
بضغط الضيقات نقدر أن ندخل ملكــــــــوت الله .
كما أن النفــــــــــس محتاجة إلى أن تتضايق بإرادتها ،
لكي تستطيع أن تقهر عادات الانحلال ،
ولكي تؤهل للنعمة حسب قول القديس باسيليوس
معلم الحق :
« من هو الذي نال روح الله بالاتساع والنفخة من
المأكولات؟! » .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق