الميمر الرابع ( 6 )
قمع الجسد و ملازمته للطهارة و
العفة
+ إن طــريق الله لا يتطـــلب أشـــــــياء غـــير مســـتطاعة ،
لأن الذين هربوا من الضيقات و تهاونوا بالأتعاب
هم الذين سقطوا بيد شيطان الزنا بالكمال ، وإليهم أشار أوغريس في قوله :
« عذِّب أفكارك بقلة الأكل ليكون هدسها (أو تفكيرها) في الجوع وليس في الزنا » .
و الأب بيمين قال:
« إن الجوع والسهر لم يتركاني أن ألتفت إلى السماجات » .
و قد أظهر بقوله هذا :
أنه بالجــــوع و عدم راحــــة النـــــــوم تصمت الأفكــار من النفـــــس ؛
لأنه من شدة الضيق لا يتفرغ ( العقل ) أن ينظــــــــــر في شيء آخر .
و كمـــا أن : الجوهرة لا يُحفظ شعاعها بغير فساد وسط النــــــار ،
هكـــــذا : العفــــة لا تثبــــــــــــــت بغير فساد وسط الراحـات .
+ أساس
دلائل الوحدة و علامتها هي :
عفــــــــــــة الجسد بالطهـــــــارة ،
و صيـــــــــانة الحواس بحيـاء العفـة ،
و من ههنـــــــــــا يتـــــــــــــــــولد :القلب كالتاج الذي هو كمال الوحدة .
فالســـــــكون هو :
مينــــاء العفـــــــة الذي فيـــه نتكـــلم مــــــــــع اللــــــه بالصـــــلاة .
المرتـــدى لباس القدس من نقاوة الخلجات ،
و من اجل الــدالة التي من الأفكــــار النقيـــــة من كل وسـخ .
مثله مثل المـــــتزين بحـــــلة العــــــــرس ،
و يدخل قدام الله كل وقت بعفة ، تقدسة النفس و الجسد معاً .
+ نوعان
من الطهارة نعرف أن الكنيسة تسلمتهما
من تعليم تدبير السيرة الجديدة في المســيح :
النوع الواحد هو طهـــارة الطبــــــــــــــــــع ،
و النوع الآخــر هو الطهارة التي فوق الطبيعـة .
فبقداسة الجسد :
لا ينظر العقل بعد إليه بحسب ترتيب ناموس
الطبع ؛
لأن
العفــــــة مفروشــــة كالــرداء على وجهــــــه ،
لئلا تنظـــر الأفكـــار إلى تذكـــارات حركـات الجسد .
+ بأربعة أشياء تُحفظ الطهارة بعفة :
عند من يشاء أن يحفظها في نفسه و
يكون فوق القتال ،
و حتــى الشــــــيوخ و كل رتـــــــب المتـــــــــوحدين ،
لا يمكنهـــــــــم أن ينقُّــــــــــــوا الفكــــــر من دونهـــــا
و هـــى :
الاحتراس
بالأعضـــــاء من الــــــــــدالة و الانحـــــلال مع
ذاتــــه ،
لأن
التهــاون في ذلك :
يرمي
الإنسان في خطر عظيم على الــــــــــــدوام و يجعله متسخاً ،
فحفظ
النظر و اللمس هو الذي يحفظ المتــــوحد مـن قتـالات صعبـة ؛
و أن لا يجسر أن يتطلع في وجه امرأة حتى و لو
كانت عجـوز رديئـــة ؛
وأخـــــيراً
أن :
يحفــظ ســمعه من كل ســيرة تُقـــال عـن النســــــاء ،
يحفــظ ســمعه من كل ســيرة تُقـــال عـن النســــــاء
و هـذا النـوع أعني ســـــــــماع الأخبـــــــــــار عنهـــــــــــــــــــــــن ،
يثير على النفس راموزاً ( أي قتــالاً ) أكــثر من
النظـر ،
و حـــــــتى الأطهــــــــــار
يتسجســــــــــون بهـــــــذه التذكــــرات .
و لهذا ينبغي أن نحترس بالعقـــل ،
حتى لا يصعـــــد فيــه فكــــــر شــــيء مـــــن هـــــــذا ،
فلا تَمِلْ
بسمعك إلى أي حديث ،
حتى و لو كان
عن عفة و طهارة امرأة في شكلها و تصرفاتها ،
ذلك إن أردت
أن تكــــــــون عفيفـــــــاً .
+ إن طبيعـــــة
النفــــس تشـــبه النـــــــار ،
و كما أن النار :
محتاجـــة إلى مـــواد هيوليــــــــة
محتاجـــة إلى مـــواد هيوليــــــــة
لكي تشتعل بهــا و يسـتمر إشـــتعالها دائمـــاً ،
هكذا النفس :
هي مفتقـــــرة في كــل وقــــــــــت ،
هي مفتقـــــرة في كــل وقــــــــــت ،
لأن تحرك فيها مواد التذكارات الجيـدة ،
لكي تسخن حركاتها و تسير بخفة في الروحانيات ،
و إن نقصـــت هـــذه التذكــارات فإنــه قليــلاً
قليــلاً ،
تنطفئ حركاتها مـــن الحـــرارة في الإلهيـــــــات .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق