الأحد، 11 أغسطس 2013

البعد عن العالم و سمو الأفكار ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى ) ـ الجزءالاول .




الميمر الثانى ( 9 )

البعد عن العالم و سمو الأفكار
+ من السكن في البعد و الانفراد 
   كم من وقت يحـــس المتوحـــد بأفكـــــــــار تفــوق الجســد ،
   ولو أنه قليل الأعمال , وهذا من أجل فضيلة البعد من النـاس .

   لأنه بمقدار ما يبعد الإنسان من العالم و من الأماكن المأهولة ،
   و يتداخل في القفر والبراري , فإنه يقبل سكون وهدوء الأفكار ،
    و لا يشقى كثــــيراً في الجهـــــــاد معهــــــــا .
    لأن نظر القفر فقط هو بطبعه يميت القلب عن الحركات العالمية .

    فـإذا كنــا في سكن الناس (أي في مواضع سكناهم) ،فإن أفكار السكن تحدث لنا ،   
    أما إذا كنا في قفــــر البريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ، فإن أفكار القفــــر تحدث لنا .
  و إذا كنـــــا مع كثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيرين ،فأفكـــــار الكثيرين تحدث لنا .
  و إذا           انفــــــــــــــــــــردنا من الكــــــــــــــــــل، فإننا نقتني ضمـيراً منفـــرداً .

+ الطهارة لا تُحفظ مع البشاشة ، و الاهتمام بالأفعال و الخلطة بالأمور .

   و اعـلم أن كل ألـــــم ( أو شــــهوة ) يرتبـــط القــلب بحبــــه ،
   فبألـــف حيلة من الأفعال و ربوات صلوات ودموع ما ينعتق منه .
   هكــــذا أيضاً محبة السيرة ( إذا ارتبط بها القلب لا ينفك منها ) .

   لقد حذر الآباء من التفاوض مع الذين هم لابسون أســـــكيمك ،
   و ليســــــــوا مشــــــاركيــك في الســـــــــــيرة بالتــــــــاؤريا ،
   و بالفكـــــــر الذي ينمو به الهذيذ (أي أنهم غرباء عن قصدك) ،
   و ذلـك لأنهم يعوِّقــــــونك عن ســيرك فتـــــــبرد حـــــــرارتك ؛
   أما هم فلا يُلامون
   لأنهم سائرون في طريق أخرى إلى الملكوت في هذا الشكل من الرهبنة ،
   و لأن تدبيـــــــرك مغـــــــــاير لهــــــــــم فإنهـــــــم يخيبـــونك من سـيرتك .

+ إذا ما فرزت نفسك للتوبة
    فكل يوم لا يصادفك فيه محقرة فلا تحسبه يوماً تاماً .

+ الذي يتهاون بالصـــــــلاة و يقول إن له باباً آخر للتوبة فهو مسكن للشياطين .
و الذي لا يداوم قراءة الكتب فهو يسير في التيــــه ؛ لأنه إذا أخطـــأ لا يحـــس .

احذر من أن تكــــــــــــون جالســـــاً و تفكر في أخيـــــــــك (بالســــوء) ،
   فهذا يقلع جميع بنيان برج الفضيلة ، و لو كنت قد وصلت إلى حد الكمال ؛
   لأن الهذيـــــــــــــــــذ في الأفكـــــار الرديئــــــــة يقســـي القلــــــــب .
  و لهذا فلنقبــــــــــــــــض حواســــنا من الملاقاة و مصادفة ( الآخرين ) ،
  لكـــي تهدأ الحــــــــركات الداخليــة , و تعطــــــي أثمــــاراً للـــــــــــــه .

+ حســــــــب انحـــلال طــرق ، تدبـــــــــــــــــــــــيرنا ، 
   هكذا تضطرم فينا أتون البطن ، فتطلب مآكل مختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق