احتياجات المتوحد فى السكون
+
إن من يجلس في الوحدة و الحبس و السكون – و بالأكثر الأخ المبتدئ –
هو محتاج قبل كل شيء
إلى هذه الثلاثة أمور :
الغرض و القصد المستقيم ،
خدمة الأوقات ، و المرشد ؛
إلى هذه الثلاثـــــــــة مفتقــــــــر
كل أخ بالضــــــــرورة .
+ أما القصد المستقيم :
فالمتوحد مضطر إليه ،
لأن بدونه تكون جميع
أعمال الفضيلة باطلة و ليس له مكافأة (عنها).
و القصد المستقيم هو :
أنه من أجل الله و من أجل محبته يسكن في هدوء الحبس ،
أنه من أجل الله و من أجل محبته يسكن في هدوء الحبس ،
و لا ينتظر بفكره أن
يأخذ جزاء عمـله شــيئاً من هذا العـــــــالم :
لا نياحاً جسدياً ، و لا ربحاً بشرياً ،
و لا رئاســــــــــة ، و تدبـــــــــــــيراً ،
و لا مديحـــــــــــــاً أو مجداً أو كرامة ،
بل يكون كل قصده و ســــــــيره أن :
يؤهَّل لحب ربنا يسوع الكامل و لنظرته بالــروح .
هذا هو القصد المستقيم الممدوح الذي هو مضطر أن يقتنيــــــه المتـــــوحد .
+ والمتوحد محتاج أيضاً
إلى تكميل خدمة الأوقات في الســــكــون :
لأنها تحفظه من أذية
الشياطين أعدائه, حسب قول الأب إشعياء:
« لا تهمل خدمة أوقاتك لئلا تقع في أيدي أعدائك ».
و أيضـــاً لأنه منها وبها
- أي خدمة الأوقات - تتقوى نفسه و ينير عقله ،
و يُعطىله واجبه (أي
أجرته) مثل الرزق والجوامك(مراتب خدام الدولة ) لجند الملك ،
كقول الأب مرقس:
« إننا إذا أكملنا
خدمتنا و حفظنا الوصايا أخذنا من الرب رزق واجبنا ».
+ ويحتاج أيضا الأخ
الحبيس إلى المرشد :
ليفتقـــــده ويتكلم معه من
الطاقة في الأمور التي يحتاج إليها .
ويقدِّم له المشـــورات الصالحـــة عمــا ينبغي له أن
يعمــــل ؛
لأن قتاليْن صعبيْن
يواجهان المتوحد المبتدئ :
أحدهمــــا هــو الضجــــر الصعب,
والآخر هو الغلــــوة (أي الحـرارة) الشيطـــــــانية ،
وهما ضد بعضهما, وفي
هذين الأمرين هو مفتقر بالضرورة إلى أحد الشيوخ العارفين ،
لكي إذا كان محزوناً
بالضجـــــر يعـــــــــــــــــــــزيه ويســــــــــــــــليه ,
وإن أضلتــــــــــــــه الشياطين
بحرارتهم (الكاذبة) يعلِّمه ويعظه ويبكته .
+ و يجب أيضاً على الأخ
المتوحد في الحبس ، ألا يتكلم مع إنسان كل أيام حبسه ؛
لأنـــه إن لم يقبض الراهـــب حــواس جسـده, وبالأكـثر النظر والسـمع واللسان ،
فإنــه لن يجــــــــد سكــــون نفســـه ، لأن الذهــن ما يسلم من دون الجســد .
و قد قال الأب مرقس :
« إن المتوحد الــــــــــــــــــذي يتـــــرك
قلايتـه و ســكونه و توحـــــــــــــــــده ،
و يخرج بانحلال في كل
وقـت يريد ، لكــي يأكـــــل و يشــرب و يتحدث مع كثيرين ،
فهـــو إن كان مع واحـــد
ينبغي أن يُدعى ثانياً ،
و إن كان مع اثنــين ينبغي
أن يُدعى ثالثاً ،
و إن كان مع كثيرين
ينبغي أن يُدعى كثيراً ( و ليس متوحداً ) ».
+ جميع الآباء الذين
أحبوا الســـكون والحبـــس الكــامل
لم يعتنوا بحب القريب لكي يكلِّموه بانحـــلال
ذواتهــم ،
و ما كانوا يستحون من
الفرار من ملاقاة الوجوه الذين يُظَن أنهم أجلاء .
أنبا أرساني ما كــان يـــــــرى
أن يــــــلاقي إنســـــــــاناً ،
و أنبا تادرس إن صادف
أحداً كان مثل السيف في ملاقاته ،
و إذا عرض أن وُجد خارج قلايته ما كان يسلِّم على
أحــــد ،
كما أن القديس أرساني
ما كان يسلِّم و لا على الذي كان يمضي ليزوره ؛
لأنه قيل له من الصوت
الإلهي : « اهرب من الناس فتحيا ».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق