الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

التوحد فى الجبال و البرارى ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول) ـ الجزءالاول .



الميمر الاول ( 7 )
التوحد فى الجبال و البرارى

+ قال الأب أو غريــس في أمر الوحـــــدة :
   « جيدة هي الوحدة والانفراد »  مع بقية كلامه :
   « ولكن فليحذرالأخ الذي لا يقدر أن يثبت قبالة التجارب الحادثة عليه في السكــون ،
    و ليخـــــــرج إلى المجمـــــع لئـــــلا يتـــــــأذى في عقـــــــله » ،

   هذه الوحـــــــــــدة التي تكلم عنها ليســت هي سكــــون الأســـابيع ،
  ولا السكون الكامل الذي يُمسك به البعض ،بل إنه يقصد السكن في البراري والجبال
   الذي لا يليق لكل أحد إلا لأناس عارفين قد نجحت فيهم المعرفة ،
   و تزايدت محبة المسيح في قلوبهم،و اقتنوا صبراً و احتمالاً كثيراً .

+ لأن ثلاث حروب صعبة تلتصـــق بالتدبير المنفرد في القفر :
         الخــــــوف المرعــــب في الليـل ،
       و الضجـــــر المحــــــزن في النهـار ، 
       و ضــــــلالة الشياطين و طغيانهـم .

  هذه الثلاث حروب تأتي على الإنسان في البــــراري ؛
   فإن كان جاهلاً غير مدرَّب , و ليس فيه حـــب لربنـــــا ، وصبـــــــره قليـــــــــــل ، 
                                       و ليس له مرشـــــــــــــداً ، فسريعاً ما يتأذى عقله . 

   لأن صعوبة هذه الحروب الثلاث :
  لا تحصل للإخوة الذين في المجامع الذين يحفظون سكون الأســـــابيع ،
  ولا لذلـــــــك الوســــــــــطاني ، حـــــى ولا السكـــــــون الكامــــــــل .
  وإن حدثــــت (هذه الحـــروب) لأحد منهم يقدر المرشد مع معونة الله أن يبطلهـــا .

 و لهذا قال القديس أوغريس :
                                      « إن لم ينتفع الأخ من الوحدة ( في البراري )
                                        فليرجع إلى سكون الأسابيع في المجمع  » ،
و إنما يفعل ذلك برأي المعلم , و إذن المدبر ،و بمشورة الآباء ، و ينتفع بصلوات إخوته .
و إن لم يقبلوا منه في البداية ،فليــــداوم الطلبــــــة إلى الله بحــــــزن ودمـــــوع
                             ليحرك في قلوبهــم ما يليق بمنفعتــه .

  ولا ينبغي للإنسان إذا طلب شيئاً من ربنا أو من القديســـين ،
  أن يظـــن أنه ســــــوف ينـــــــــال ســــــــؤاله ســــــــــــريعاً ،
  بل عليــه أن يـــــــداوم على الطلب مدة , وبعد ذلك تُعطى له ،
 ولا يظــــن أنه إذا تأخرت عنه الموهبــة أن طلبتـــه ليســت هي كإرادة الله .

+ وقبل كل شيء يحتـــاج الذي يجلـــس في السكـــــون
   إلى هذه الثلاثة أشياء :
                               الغرض المستقيم ، و تكميل خدمـة الأوقات ، و المرشـد .

  هـــذه الثلاثــــــــــة أشــــياء لابد منهـــــــا للمتوحــــد ،
  وإن كان لا يقدر علي الدوام أن يكمل قانونه في الصلاة ،
            لأجل ضعــــف جســــــده ،
   أو مــن أجل ضجـــــر نفســــــه ،
  فليكــن محترصاً بغرضه (المستقيم) وبوجـــود المرشــــد ؛
  لأنــــه إذا وُجدَ هـــذان الأمـــران فإنــه لا ضعف الجســــد ،

  و لا    ضجـــر النفــس يضر أو يعـوق . 

  كما قال مــــــار أفــــرآم :
                              « إن طريقنـــــــا لا ينجـــــــح بــــــــدون المرشــد ،
                     الــــذي قد وُضع من الله للــذين يريدون أن يســيروا إليـــه .
                     لأنــــه توجـــــد معوقــــــــات كثـــــيرة تولِّــــد الضــــــلالة ،
                    و تحير الذي يريــــد أن يمشــي في طـــريق الفضيــــلة » . 



الذهاب الى :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق