التوحد فى الجبال و البرارى
+ قال الأب أو غريــس في أمر الوحـــــدة :
« جيدة هي الوحدة والانفراد » مع بقية كلامه :
« ولكن
فليحذرالأخ الذي لا يقدر أن يثبت قبالة التجارب الحادثة عليه في السكــون ،
و ليخـــــــرج إلى المجمـــــع لئـــــلا يتـــــــأذى في عقـــــــله » ،
هذه
الوحـــــــــــدة التي تكلم عنها ليســت هي سكــــون الأســـابيع ،
ولا السكون الكامل الذي يُمسك به البعض ،بل إنه يقصد السكن في البراري والجبال
الذي لا يليق لكل أحد إلا لأناس عارفين قد نجحت
فيهم المعرفة ،
و تزايدت
محبة المسيح في قلوبهم، و اقتنوا صبراً و احتمالاً كثيراً .
+ لأن ثلاث
حروب صعبة تلتصـــق بالتدبير المنفرد في القفر :
الخــــــوف
المرعــــب في الليـل ،
و الضجـــــر
المحــــــزن في النهـار ،
و ضــــــلالة الشياطين و طغيانهـم .
هذه
الثلاث حروب تأتي على الإنسان في البــــراري ؛
فإن كان جاهلاً غير مدرَّب , و ليس فيه حـــب لربنـــــا ،
وصبـــــــره قليـــــــــــل ،
و ليس له مرشـــــــــــــداً ، فسريعاً ما يتأذى عقله .
لأن صعوبة هذه الحروب الثلاث :
لأن صعوبة هذه الحروب الثلاث :
لا تحصل للإخوة الذين في المجامع الذين يحفظون
سكون الأســـــابيع ،
ولا لذلـــــــك
الوســــــــــطاني ، حـــــى ولا السكـــــــون الكامــــــــل .
وإن حدثــــت
(هذه الحـــروب) لأحد منهم يقدر المرشد مع معونة الله أن يبطلهـــا .
و لهذا قال القديس أوغريس :
« إن لم ينتفع الأخ من الوحدة ( في البراري )
فليرجع
إلى سكون الأسابيع في المجمع » ،
و إنما
يفعل ذلك برأي المعلم , و إذن المدبر ،و بمشورة الآباء ، و ينتفع بصلوات إخوته .
و إن لم يقبلوا منه في البداية ، فليــــداوم الطلبــــــة إلى الله بحــــــزن ودمـــــوع
ليحرك في قلوبهــم ما يليق بمنفعتــه .
ولا ينبغي
للإنسان إذا طلب شيئاً من ربنا أو من القديســـين ،
أن يظـــن
أنه ســــــوف ينـــــــــال ســــــــؤاله ســــــــــــريعاً ،
بل عليــه أن يـــــــداوم على الطلب مدة , وبعد ذلك تُعطى
له ،
ولا يظــــن
أنه إذا تأخرت عنه الموهبــة أن طلبتـــه ليســت هي كإرادة الله .
+ وقبل كل شيء يحتـــاج الذي يجلـــس في السكـــــون
إلى هذه الثلاثة أشياء :
الغرض المستقيم ، و تكميل خدمـة الأوقات ، و المرشـد .
هـــذه
الثلاثــــــــــة أشــــياء لابد منهـــــــا للمتوحــــد ،
وإن كان لا يقدر علي الدوام أن يكمل قانونه في الصلاة ،
لأجل ضعــــف جســــــده ،
أو
مــن أجل ضجـــــر نفســــــه ،
فليكــن محترصاً بغرضه (المستقيم) وبوجـــود المرشــــد ؛
لأنــــه إذا
وُجدَ هـــذان الأمـــران فإنــه لا ضعف الجســــد ،
و لا ضجـــر
النفــس يضر أو يعـوق .
كما قال مــــــار أفــــرآم :
« إن طريقنـــــــا لا ينجـــــــح بــــــــدون المرشــد ،
الــــذي قد
وُضع من الله للــذين يريدون أن يســيروا إليـــه .
لأنــــه توجـــــد
معوقــــــــات كثـــــيرة تولِّــــد الضــــــلالة ،
و تحير
الذي يريــــد أن يمشــي في طـــريق الفضيــــلة » .
الذهاب الى :
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق