مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

تدبير المتوحد المفرد بالاسبوع ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول) ـ الجزءالاول .




الميمر الأول ( 6 ) 
تدبير المتوحد المفرد بالاسبوع

+ و الآن نتكلم عن تدبير المتوحد الذي يمسك سكون الأســابيع ،
   و لأي ســــبب كان الآبــــــاء كل واحـــــــد في زمـــــــــانه –
   يأمرون الإخوة بالجلوس في السكون و نُظهِر بعد ذلك ما هي منفعة السكون .

   تَعْلـــم أن أيـــام القديـــس مقاريـــــوس ما كانــــت مثــــل زماننـــا نحــــــن ،
   إذ لو كانت أيامنا مثــــل ذلك الزمـــــــان الـــذي عــــاش فيـه القديســـــــون ،
   لَما كانت هناك ضرورة تدعو الإخوة المبتدئين إلى الحبس أسابيع محــــدودة .

   لأننا نعلم من الكتاب الذي وضعه القديس مقاريوس :
   أن الأخ المبتدئ لا يخرج من قلايته في وسط الأسبوع مطلقاً ، ولا يزور أحدٌ أخاه .

   لكنهم في يوم السبت :
   كانوا يخرجــون من قلاليهم وقــت العشــــاء ، و يأتون إلى المجمع و هم صيــام .  
   لأنهم كانــــوا يتقــربون عشــــية الســـــبت طــــوال السـنة صيفاً و شــــــــتـاء .

و لما كان الآباء والإخوة يخرجون و يأتون إلى المجمع ليســـمعوا القراءة ،
   فالذي كان يتهـــــــاون و لا يحــضر كانوا يقطعـــون عليه بحكــمٍ صعــب .
   و بعدما يتقرَّبـــــــــــون يدخلون إلى المائدة .

  و بعـــــد الأكـــل يقفون في الصلاة ليلة الأحد ،
    ســـــــاهرين بلا نوم من العشية إلى باكر بخدمة المزامير والتسابيح ،
   و قراءة الكتب وتفاســـيرها و أســئلة الإخـــــوة و إجـــابات الشـــــيوخ ،
   و يترتـبـــــون منهم بالمواعظ .

  و ما كانــوا يعطون فرصة لا للشـــيطان و لا لأحـــــــد من الإخــــــوة المنحلِّــــــــين ،
   أن يتكلم كلمة تجلب خسارة لأحد ، و لا أن يثلب أحدٌ رفيقه أو يحرك معه خصومة ،
                أو أن يجلب أحــــــــــــــدٌ ذِكر أي شــــيء مـــن أمــــور العـــــــــــــــالم ،
               أو من سيرته الباطـــــــلة حتى لا يتأذَّى أحدٌ من الإخوة المحترصـــــــين .

+ فحتى وإن كان أحد يتأذى في قلايته ، إما من ضجر أو من قتال ،
  فهـــــو عندما كان يخـرج إلى المجمــع كان ينتفع بمنظـر الآبــاء ،
  و يحترّ بالغيرة كما بنار عندما ينظر أعمال الآباء ويسمع كلامهم و يشاهد فضائلهم ، 
  فيتـــــزود مما نظر وسمع بمنفعة عظيمة ومعونة في العمل والجهاد في حبســـه .

  و رغـــــم هذه المنفعـــة كلهـــا التي تكــــون من اجتمـــاعهم يـــــوم الأحـــــــــد ،
  فمع هذا مـــا كانوا يسمحـــون للإخوة أن يخرجـوا من قلاليهــم وسط الأســــــبوع .

+ و أما فـي زماننـــا هـــذا العــــدم من الاســـــــــتقامة ،
   الذي بـرد فيه الحب و تخلَّفت الحرارة و انعدم التحفــظ ،
   فإننـــــــــا كل وقـــت نخــــــــرج فيــــه إلى المجمـــــع ،
   نوســــــق خسارة ليست بقليلة بسبب كلامنا الباطــل ،
   و لا تكــون فـــــــي صلاتنـــــــا و خدمتنــــا قـــــــــــــوة .
   و إن كــان فينــا إخـــــوة حريصون فإن حرصهـم طــــــوال الأســــــبوع ،
   يتشــــتَّت بسبب الكلام الردئ الذي يسمعونه من المعتادين بالانحلال .
  فالضـرورة تلجئ الذين يهتمــــون بخـــــلاص نفوســهم و يتشـــــــوقون :
                             لمحبة ربنا ولتكميل وصاياه المقدسة
                  أن يداوموا الثبات في السكون كل واحد حسب رتبته .

+ أولاً يُبعد الإنسان ذاته ،
   و يحـــــــــــدد لنفســـه قانونـــاً ألا يخــرج مطلقـاً من قلايتــه طـوال مدة الأسبوع ،
   و لا يســـمح لأحد من الناس أن يعبر إليه ، وإن أمكن ولا من الطاقة يتكلم مع أحد ،
  حتى يأخذ لنفسه خبرة في جميع الضوائق ،
    التي تحدث له من الآلام و من الشياطين الملاصقين لعمل السكون الأسبوعي ،
   و يمـــــــــــيز الأفهام الروحانية والتعزيات الإلهية التي تُعطى له بنعمة اللــــــــه ،
   حســـــــبما يليق بطقس عمل الســـــــــــكون الصغـير الذي هو حبس الأسابيع .
   و بعـــــد ذلك يتـــــــدرج إلى ســــكون أعلى من هذا، الذي هو سكون كل الأيام .

   و إن استطاع و أراد فيكمل كل أيام حياته في 
                                      السكون الكلي و الانقطاع الدائم حسب إرادة سيدنا .

+ فإن كـــــان أحد يحفظ سكــون الأسابيع ، و يعمل داخــل سكـونه بحفــظ الحـواس ،
   و قمع الأفكار كقدر قوَّته وحسب رتبته ــ لأن الله لا يطلب من الإنسان أكثر من قوَّته
  و لكنــــــــــه عنـدما يخــرج إلى المجمــع يوم الأحـد ، يجـد أنه لا يـأتي إلى قـدام ،
  و لا ينجح في الحفظ وفي الأعمال و لا في محبة الثبـــات في الســكون بالقــلاية ،
  بــــل كــــــم من وقتٍ يخسر من النظــر و السمع ,و لا يقـدر أن يثبت في الحرص ،
  فتكـــــثر عليه المجــــــاذبات و الانزعــــاج لأجل الأمـــور النافعـــة و غــير النافعــة ،
  و ينحـــط إلى الانحــــــــــــــــــــــلال و الكـــلام و بغــــض الثبـــــات في القـــلاية ،
  و توسوس له الرخــــاوة أن يخـــــــرج و يدخـــل و يأكـــــل و يشـــرب و يتحــــدث ،
  فإن وجد ذلك فليـــسرع إلى الســـكون الكلي العـــــادم من الدخـــول و الخـــروج .





الذهاب الى 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق