مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الأحد، 11 أغسطس 2013

ضبط الفكر و الصلاة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى ) ـ الجزءالاول .




الميمر الثانى ( 7 )


ضبط الفكر و الصلاة
ضبط الفكر :
+ لا تشتهِ أن لا تصلي إلا عندما تتنقَّى من طياشــــــــــــــة الأفكـــــــــــــار ،
                      بل اعلــــــــــــــــم أن مـــن مداومتــك على الصــلاة ،
و كثرة التعب فيها تبطل الطياشة و تنقطع من القلب .


  فـإن كنت لا تصلي إلا إذا ارتفع الفكر تماماً من تذكار هذا العالم ،
  و إذا نظـرته هكـذا عندئـــــــذ تبـــــــــــدأ فــي الصــــــــــــــــلاة ،
                  فـإنك لــــن تصــــــلي إلــــى الأبـــــــــــــــــد .
لأن انقباض الفكر من الطياشة إنما يكون من الصلاة .


 + قد يهدأ الفكـــــر وقتــــــــــــــاً مــــــــــــا ،
  و  يجتمع إلى ذاته ( و يصمت ) من الصلاة ،  
  و هـــذا الأمــــر سمعنــــا أنه يعــــرض –  حسـب قولهــــم  –
  للــــذين يداومـــون الصــــلاة مـــدة طويلــــة مـــن الزمـــــان ،
  فيجدون من أنفسهم هذا الاحتراس الحقيقي بعــد جهــــــد ،
 ( و لكن ) لوقتٍ قليل و ليس في كل وقت .


 لأن هذا الأمر ( أي صمت الفكر ) يعرض أحياناً بسبب الدوام في الصــلاة ،
 و ما سمعنــــا أن أحــــداً نـــال هـــذا مــن غـــــــــير مداومـــــــــة الصـــلاة ،
 و لا سمعنــــا قـــط أنـــه ما ينبغــــي أن نصــــلي ،
 إلا إذا ما ارتفع الفكر تماماً من أشكال الأمور الحاضرة و عندئذ نسجد و نصلي .
 و الذي يخرف (يهذي) بكلام مثـــل هــذا إنمــا يطلب الكمال من قبــل العمـل ،
                                           و هــذا شـــــــــيء لا يمكن أبداً .


 لأنه إذا صمــت الفكـــــر من كل ذِكر و طياشة في الأشياء الحاضرة ،
                         فإنــــه لـــــم يعــد محتاجـــاً إلى الصـــلاة  ؛
 لأن العقــل يكــون حينئــذ قد كمـل و اتصـل بالله و صار الله فيه .


+ فأنت أيها السائر قبالة وجهه ،
                 إن كنـــتَ تريـد  أن تكــون منقبــض الفكــر من وقـت لآخر فقـــط ،
                 فبئس ما ترى ؛ لأن الشيء الذي يمكن دوامه أنت تطلبه جزئيــــاً .


                و إن كنت تريده على الدوام ههنا ,
          فاعلـــم أنـــــك تطلب الكمال من غير عمل كبدعة المصلين ( 1 ) .


  أمــــا أننا لا نوافق الأشــــياء التـــي تتشكل للعقل عندما نصلي ،
 فهــذا مرده إلينا ( أي في مقدورنا ) ،
و أمـــا أن يمكث الفكر في الصمت :
                                               مبتعــداً عن كل ما يظهـــر له  ،
                                             و متعالياً عن كل شكل و جهاد  ،
                                              فهــــذا ليس في قوة الطبيعــة .


+ فـإن كنت تريــد أن تنقبض من طياشة الأفكــار , و تجد فسحة للصلاة بعقلك ،                           اجمـــــــع ذاتــــــك من الهيــــــــولي (الأمــــــور المــــــادية )  ،
                       و مـــــــن الاهتمــــــــــــــام بالأشياء ,
                      و مـــــــن الطموح والطياشة بالحواس ؛
                      لأنـــــــه كلما نقصت هذه الأشـــياء  ،
                     وَجَــــدْتَ للصلاة الطــاهرة موضعــــاً  .
                                      و فســـــــحة من الطياشة  .
  و هذا الهدوء يمكن أن يحصل جزئياً و ليـــــس عــــلى الدوام ،
                                     و ذلك مع الاهتمام الدائم ،


         ( بجمع النفس من الهيوليات و من الطياشة بالحواس ) .


+ إننــــا لا نُدان لأجل تحرك الأشـــكال و الأفكــــار فينــــــــــا ،
  بـــــل نجـد نعمـــة إذا لــم نوافقهـــا و قاتلنــــــا معهـــــــــا .
 و لكننا نُـــــــــــدان إذا كنـا نوافقهـــا و نعطيها موضعــاً فينـــا .


  و لسـت أعنـــي بقــــــولي هــــــــذا ،    أن نعطي للطياشــة فسـحة فينــــــا ،
  بل أن لا نكف عن الصلاة بســـببها ،  و أن نحذر من أن نتخلف عن العمل .
  
 لأنه من حــين يبـــدأ الإنســــــــان بتدبـــــــــير ســــيرة العقـــــــل
                        – التي هي الهذيذ الدائم بالإلهيات
 إلــــى حيث يبلغ التدبـــير الروحـاني الذي هـو الدهـــــــــش باللـــــه ،
 فهـــو أكثر من كل الأعمــال يكـون مفتقـراً إلى الصـــــــــلوات الغصبية ،
التــــي تكمــل بضـرب المطانيــات ،و لا يبطــل الصـــــوم أبــــــــــــــــــداً ،
و يأخذ من القوت حسبما يكفي الجسد للقيام بالصـــلاة و العمل فيهــــــا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ هم جماعة من الجهلة المتكبرين الذين يقولون عن أنفسهم إنهم متى شاءوا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق