الاثنين، 9 يونيو 2014

السكون عند مار اسحق ـ قداسة البابا شنودة ـ شروط السكون .

 



شروط السكون

الصوم و الهذيذ :



+ الســـــكون هو

                مبـرد الآلام الوحشــــــية ..

              و مميت التذكارات  الباطلـــــــة ..

                و مجدد العقــــــل  العمـــــــــــال ..

اذ مــا قــرن به هــــذان الأمـران   و همــــــــــــا

نقـــــــــــــــــــــــــص الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذاء

وهذيذ العقل على الدوام بأســرار العــالم الجديــد

و ربــط الضمــــير بغـــير انقطــــــاع بذكــــــــــر الله

و اذ انقطع تربطه عاجلا ًمثلما علمنا الآباء وفهمونا ..



جمع العقل  :

مثلمـــــــــا

نهــــدى الجســد و نسـكته بالحبـس داخل القلاية ...

كذلك أيضـــاً

نجمع عقلنا من الاهتمــام و الهذيـــــذ بالجســدانيات

و من ملامتـــــه للقريــــب و الحقــــــد عليــــــــــــــه

.. و بالـــــدوام نســـــمره عــــــلى الصــــــــــــــــليب

و نحـــــــرص ألا ينحـــــل و يــــــنزل مــن هنــــــــاك ..

و نضبــط حواســـنا من الطمــوح فى الأفعــال التى

تطيش الفكر و تشتته لكى نتمكن من حبس فكرنا

داخل قلبنا بذكر ربنا و نظر مجده "


+ و إن كان هذا ليــس فى جلســــنا و ســــــكوننا

فبالصورة يســـلك الرجـــل و البخـــــار يتشـــــتت ..

و كمــــــا تــــــذوب الشــمعة قـــدام قــــوة النــــــار ،

هكـــــــذا ينحـــــــل قــــــــدام الأفكــــــــــار و الالام ،

و ما يقدر الســـــكون المظنون به أن ينفعه بشيئ .


لآجل مداومة تذكار الله و نسيان كل ذكر .. قال يوحنا التبايسى :


+ " ينبغى للذي يجلس فى الســـــكون

ألا يكون عنده ذكر إنسان أبداً فى قلايته "

أنكــون هـــــــــــــــــــــادئين فى القـــلاية

و إنساننا الداخلي يطوف فى النجاسة ؟!

بالظاهر إذن نحفظ الوصايا و نحن فى الخفاء منجذبون ،

للآلام و بالأفكــار الرديئـة نفــسد الأعمـال الصالحـــة ..


غلق الأبواب الثلاثة :

+ ثـلاث أبـواب مفتوحة إذا ما أغلقتاها

و كانت تحت سلطاننا داخلاً منها نجد المســيح المــلك ..

باب  القــلاية .. و باب الحـــواس .. و باب القلب الجوانى ..

بحفــظ حقــــاً لي إن لم نحــترس بالـذي هـو خـارج منــه

لان هــذه الثـــلاثة مرتبطــــة بعضهـــــــــــا ببعــــــــــض ..

و إن لــــم يحفـــظ الحــــــارس البــــــــاب الجـــــــــــواني

فاللـــذان همـــــا خارجـــه يثــــيران عليـــه في كل وقـت

اضطراباً و سجساً .


+ يشهد على كلامي هذا ذلك الشيخ القديس الذي قال:                         

هنـــاك مــــن يحبــــس في القلايـــــة مــــــائة ســــــــنة

و مــــا يعــــــــرف كيــــــف ينبغـــــــي الجلـــوس فيهـــــا ..

أعنـــى الــــذي ما يغلــــق باب القــــــلب الجــــــــــــواني

الـــذي داخـــــله يســــــــكن المســــــيح المــــــــــــــــلك

و يحـــارب لكي يغلق البابين الخارجين بتعب كثير و عنــاء ..


+ أما إن كنا نفتحه قدام كل أحد

                        فمن كثرة الداخلين و الخارجـــين

                        لا المـــلك يكــــون له وقــــــــــــت

                        و لا نحن نجد فسحه للكلام معه ..


الاتضاع و تعب الجسد   :

+ لا يقـــــدر للإنســـــان ان يتفـــــاوض بالإلهيــــــــات

إن لـــــــــم يــــــــــرذل و يبتعــــــد عن الزمنيـــــــــات

و يتغـــــرب عـــن كرامـــــات هـــذا العــالم  و لــــــذاته ...

و يشرب كل يـــــــوم

خلاً و مراً من الالام و الشياطين و المسكنة و الناس ..

لا يخلــــــــــــــــــــط لـــــــــــــــه عمـــــــــــــــلاً آ خر .


+ قال أحد الشيوخ :

ينبغى ألا نخلــط بعمل الســــكون اهتمــاماً آخـــــر

أو عملاِ ما ماخلا الآشياء التى تليق بعمل السكون ..

و نتحـــفظ فــى كـــل تدبــــــير بمــــــا يليـــق بـــه

لئلا تتخبــط علينــا سـيرتنا و نضطرب فى تدبـــيرنا .


ثلاث احتياجات أساسية  :

+ و قبل كل شيئ يحتاج الذي يجلس في السكون

إلى هذه الثلاثة التى هى :

الغرض المستقيم ..  و خدمة الأوقات .. و المرشد ..

هــذه الثــــــــــلاثة لابــــــــد منهــــا ..


+ أما الغرض المستقيم    

فمضطر إليه المتوحد لأنه بدون جميع عمل الفضيلة باطل ،

و هــــــــــو ليســــــــــت لـــــــــــــــه مكافــــــــــــــــــــأة ..  

و يحتاج هو أيضاً الى تكميل خدمة الأوقات في السـكون ،

لأنها تحفـظـــه مـــن أذيـــــة الشــــــياطين أعـــــــــدائه ..


+ حسب قول الأب أشعياء

لا تهمـــل خدمـــة أوقـــاتك لئـــلا تقــع فى أيد أعــدائك..


+ أيضاً مضطر الأخ الحبيس الى المرشد :

ليفتقـــده في مفروز و يتكلم معه من الطاقة في الأشياء التي

يضطــر إليها و يعطيه مشورات صالحــة فيما ينبغى له أن يفعل ..

لأن قتالــــين صعبــــــين يكونـــــان مـــــع الأخ المبتــــــــــدئ

أحداهما الضجر الصعب و الآخر هو ضــلالة الغلـــوة الشـــيطانية .

هــــذان اللــــذان همــــــا ضــــــد بعضهمــــــا البعـــــــــــــض

و فى هذين الأمرين مضطر هو بالضرورة الى واحد من الشــيوخ

لكي إذا كان محــــزونا بالضجـــــــــر يعـــــزيه و يســـــــــــليه

    و إن أضله الشياطين بمحاربتهم يعلمه و يعظه و يبكته ..


قال مار افرام :

+ ليست تنجح طريقنا بدون المرشد

الذي وضــــع من الله للـــذين يريــدون أن يســــيروا إليــــه .

لان تعويقــــــــــــات كثـــــــــــيرة تلــــــــــد الضــــــــــــــلالة

و تحـــير الـــــذي يريد أن يســــير في طـــريق الفضيـــــلة ..


+" فلهــذا ينبغـــي عليه أن يفــرز نفســـه الى مفـــــاوضة

شيخ فاضل مشهود له بحسن السيرة و معرفة الســـكون..

و معـــه فقـــط يتشــــاور و يتعــــلم ســــيرة الســـــــكون ".


صفات المرشد  :

+ هو مفتقر الى هداية الأب الروحاني

الذي جـــرب الأمــــور في ذاتــه و شـقي في بريـــــة التوبـــــــــة

و صــبر على الضــوائق و أحـــس بكمينـات الشـــياطين و حيلهـم

و ســـقط فــي الآلام و قــــــام بنعمــــــة اللــه و عـــــــبر الأردن..


+ كل إنســـان لم يأخـــذ تجــربة في الســكون زمــاناً طويــــــــلاً

فلا تترجــى أن تتعلـــم منه شــيئاً عن الخـــبرات التي للمجــاهدين

و لـــــو كان حكيمــــــــــــاً و معلمـــــــاً و لــــه كــــثرة أعمــــــــال.


+ ماثل أمامي الذي جرب الأمور بالفعل و شاوره أكثر من الحكيم.


+المتفلسف ذي البحث و النظــر الخــالي من التجــربة بالعمــل ..

و لأجــل كــل هـــذا.. ليـــس كل أحــد ثقــة أن تقبــل مشــورته

دون أن يكــون قد ســـــاس أمــــــوره أولاً   أحســـــن ســياسة

و تلطف في إعتاق ذاته و له تجربة في كل أمر و لم يحــب ذاته..

و قد أنعتـــــق من العــــــــــــــــوارض الخاليــــــــة التعبــــــــــــد

فهو لا يخاف مذمة و لا يخشى وقيعــــة ..

  

لمن يكون السكون .. و متى ؟

لكل أحـد

+ فــي الأزمنـــة القديمــــة كان آبـــــاؤنا القديســـــــين

يأذنـــــون لكـــل أحــــد بالســـــكنى في الهـــــــــــــدوء ..

الرجال و النساء و الصبيان و الشيوخ و الحكماء و السذج ..


+ كان الأباء :

كل واحد في زمانه يأمرون الأخوة بالجلوس في السكون ..


+ الضــرورة تلجئ الــذين يهتمــون بخــــلاص نفوســــهم

و يشـتاقون الى محبــة ربنــا و تكميـل وصـاياه المقدسة

أن يداومــوا الثبات في السكون كل واحد حســب رتبتـــه ..


حتى السذج  :

+ الذين هم غير مدربين

و لا فاهمــــين الكتــــب   لا ممـــــــيزين الأفكــــــــــــار

و لا جادين في الحركات  و لا لطفــــــــين بالمعــــــــرفة ،

بل إن ســـــــــــــــذاجة  مختلطـــــــــــــــة بمزاجهــــــــم

و قلبهـــــــــم بليــــــــد  و أبـله في الكــلام و المعــــــرفة

و يريـــــــــــــــــدون أن   يرضــــوا الــــله الســــــــــــــكون

فلا يخافوا من قتل الشياطين و لا يرغبوا من مجاذبتهم ..

لان كل واحـــــد حســــبما يقـــــدر أن يحتمـــــــــــــــــل

و حسبما يليق به يُجرب من قتال الشياطين و أشكالهم .


حتى المبتدئين  :

+ إعلم أنه في أيام القديس مقاريوس ما كان مثل زماننا نحن ..

و لو تكـــون أيامنــا مثـــل ذلك الزمــان الذي فيه القديســــون

مــــــا كانـــــــــــت ضــــــرورة عـــــلى الإخــــوة المبتــــــــدئين

تلجئهـــــم الى الحبــــــس في أســـــــابيع محــــــــــــــــدودة ..

لأننـــا نعلــم من الكتـاب الذي وضعـه القديــس مقــــــــــاريوس

أنه بالكليــة لا يخــرج المبتدئ من قلايته في وسـط الأسبوع.


حتى ضعاف الجسد :

+ إنها ليست خسارة قليلة

قد حصلت لكثيرين في هذا الأمــــر .. اذ يصلحــن لتدبــير الســـــكون

لآجـل اسـتضائهم و تواضعهـم وحرارتهـم الكثيـرة و ازدرائهم بالعالم ..

و بســـبب إنه ليســت لهــم قـــــــوة في الجســـد في الأعمـــــال –

أعنى ما يقدرون أن يصوموا و يسهروا و يعملوا بالجسد مثل كثيرين –

يقطعون رجاءهم من السكون ؟ !!


+ و كثيرين من الحكمـــاء

المخترين بالجسـد يعطلونهـم بكلامهـم المنحـرف عن هـــذا العمـــل

أعنى الحبس و الانقباض مع أنفسهم الذي هو عظيم و عجيب جداً

الذي ما حظي به أفراد قليلون فقط بنوع الموهبة و الإنعام من الله ..


ما عدا سكنى البرارى

+السكون في البراري و الجبال لا يليق بكل أحد ..

بل بأناس عـــــارفين قـــد نجحــــــــت فيهــــــــــم المعرفـــــــــــــة

و تزايدت محبــة المسـيح في قلوبهـم و اقتنوا صبراً و احتمالاً كثيراً ..


فترة المجمع اولاً  :

+و لكــــــن نعمــــــل هـــذه الفضـــــائل أولاً فـــــــي المجمــــــــــع ..

و بعــــــد أن نتخـــــــــــــــرج و نتـــــدرب ندخـــل الى الســـــــــكون ..


+ المتوحد :

الذي في زمان الطاعــــــــة و عمل المجمع يختار لنفسه راحة حرية ،

ليس في زمان الراحـــــــــة الحقيقية يبــــــــكى و ينضنـــك بالنـــدم ..


+ المتوحد :

الذي في زمان جمــع أغمـار الفـــرح يمـــلك عليه النــدم و الحــــزن

هو شاهد على نفسه إنه في زمان الزرع و خضوع الطاعة للمجمــع

ما صــبر على صعـــوبة البـــرد و الجليــد لشـق المحـراث الروحـــاني

خطوطــــاً عميقــــة في أرض قلبــه ليحفظ فيهــا بذار خـبز الحيــــاة ..

لذلك فهو الآن في زمان الحصاد ينضنك  بالجوع ..


ثمار فترة المجمع   :

+ كل من في أيــام عبوديتــه – أعنــى طــــاعة المَجمـــــع –

مشــى باســـتقامة مــــن غـــير تهــــــــاون و إهمـــــــــــــال

و تــأمل بفكـره بغير انقســـام في هذيـذ الأمــــور الصــالحة ..

هـــذا كلمـــا تتـــــــواتر عليـــه التجــــــارب و الصـــــــعوبات

و الأشـــياء المحــزنة وقــت جلوســـه فــي الســـــــــــــكون

تضـــع قلبــه رجــــاء و عـــزاء و لـــو يظــن أنهـــا مضعفـــــات

إلا أن حملهـا يكون عليه خفيفـاً و يفـرح بهـا و يصــبر عليهــا..


+ فإن تــلك الراحــة التي له داخــــل القــــــلاية تنكتــــــــب

على عينيـه و على فمـــه و على يديــه و على و رجليـــــــه

و باختصار على نفسه من داخل و على جسده من خـــارج ..

و يكون مملؤاً فرحاً و رجاءً بالله و إيماناً في جميع ما يصادفه ..

و هذه الأشياء تحصل للذي تعــب و أطــاع بغـرض مســتقيم

و إتضع و خضع في وقت المجمع ..


تقصير فترة المجمع :

+ الــذي هــــو كامـــــل بالقامــــــة و فيـــه اشــــتياق إلـــى الله

من بعد ما يخرج من العالم ينبغى إلا يقيم كثيراً في المجمــــع .


+ بـــل إذا تعـــــــــــــــــــلم

ترتيب و تصـرف الأخــوة و طقـس هذا الإســكيم و نوع إتضــــاعه

يفرز نفسه في قلاية منفرداً لئلا يقتنى اعتياد الخلطة بكثيرين ..

ما خلا مفاوضة شيخ واحد مشــهود له بحسن السيرة و معرفة


ســــــيرة الســـــــــــــــكون ..


متى و كيف ؟!

+ عندمـــا أحســـوا أنه بدأت تظهــر فيهــم ثمـــار الــــروح

التجــــــــأوا الى الســــــــــــــــــــكون الدائـــــــــــــــــــم ..


+الذي قد بلـــغ الى تدبيــر الثاؤريـــــا و معــرفة الــــــــروح

ينبغى له جـــــــــداً الوحدة و السكون في موضـع مســـكنه ..


+و إنما يفعل برأي المعلم و إذن المرشد و بمشورة الآباء

و صلوات إخوتـه ينتفــع .. و إن لم يقبلــوا منــه في الأول

يـــداوم على الطلبــــة إلى الـــــله بحـــــزن و دمــــــــــوع

ليحرك في قلوبهم ما يليق بمنفعته ..


+ و لا ينبغى للإنسان :

– إذا طلب شيئاً من ربنا أو القديسين –أن ينال مسألته ســــريعاً ..

بل يثبــــت في الطلبــــة مـــــدة و بعــــــــد ذلــك تُعطــــــــــى له ..

و لا يظن إذا تعوقت عنه الموهبة أن مسألته ليست هي إرادة الله ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق